الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب يغدقون الحب على سياراتهم

شباب يغدقون الحب على سياراتهم
12 فبراير 2015 20:40
خديجة الكثيري (أبوظبي) اهتمام الشاب بالسيارة تجاوز اعتبارها وسيلة تنقل، خاصة في العناية بزينتها، وإضافة لمسات تميزها، لتعرف عند قدومها بـ «سيارة فلان»، ولا يشغله كثيراً قيمة ما يدفعه أو ما يخسره من وقت بحثاً عن الجديد في محال الزينة أو المواقع الإلكترونية؛ فالشاب بدر أحمد، رغم إيمانه بأن السيارة وسيلة للمواصلات، لكنه يفضل أن تكون تلك الوسيلة «دفع رباعي»، لأنها يعتبرها سيارة شبابية تليق بمظهره في الأماكن العامة، لذا فهو يهتم بأن تكون سيارته عنوانه في الاهتمام بنظافتها، وتجميلها بإضافات تجعلها «وحش الطريق». وسيلة تعارف يقول فهد سالم «الاهتمام بسيارتي يعكس حبي للحياة، حيث أقوم بلصق أبيات شعر، وحكم في الهوى والغزل، خاصة عندما أتنزه في أماكن قرب المولات والممشى». ويعترف فهد بأنه يتفنن بوضع الرسومات الجميلة على غطاء «الإطار الخلفي»، مع مراعاة سهولة إزالتها، لتجنب المخالفات المرورية. وفي الوقت الذي طالب فيه بالسماح بها، راجع نفسه وسرعان ما تغير حديثه، موضحاً «بعض الشباب يستغل هذه الشعارات في كتابة عبارات غير لائقة ورقم هاتفه، أو عناوين التواصل الاجتماعي، وكأن السيارة وسيلة تعارف». وتعج سيارة حمد العامري، بالإضافات. وهو يرى أنها أعطتها المزيد من القوة والغرابة في شكلها الخارجي، الذي أصبح يشد الانتباه بعد أن صبغ هيكلها بلون فسفوري شديد اللمعان، بالإضافة إلى أكسسوارات داخلية معظمها مطلية باللون الذهبي. وفي حديث بين فارس المصعبي وزوجته؛ أخبرته أن سيارته هي زوجته الأولى، لأنه يبالغ في الاهتمام بزينتها، ويحافظ عليها كثيراً، ولا يسمح لأحد بالاقتراب منها، حتى عندما يسافر يضعها في مواقف، بعيداً عن أعين الطامعين. ويسمع سعود الحوسني كلاماً من زوجته قالته غيرها من الزوجات: «لا يكون هاي زوجتك الثانية»، من شدة اهتمامه بسيارته وزينتها، ورغم ذلك يرى أن الأمر فيه مبالغة؛ فهو صاحب محل متخصص في تزيين وتلميع السيارات، ورواده أكثرهم شباب، ممن يهتمون بسياراتهم وزينتها، وبالتالي تكثر أسئلتهم عن خامات ومواد عدة، فكيف يجيب إنْ لم يستخدم تلك المواد ويجربها؟ ويقول سعيد الكثيري الذي حصل على سيارة هدية من الأهل بعد أن أكمل دراسته الثانوية، إنه انتظرها طويلاً، ولكونها الأغلى والأهم بالنسبة له، فقد طلبها بمواصفات خاصة، من لون السيارة الأحمر وفرشها الأسود، إلى مقابض الأبواب التي تظهر التناسق في اختيار القطع. لكنه ينصح بالابتعاد عن الزينة المبالغة، خاصة الملصقات لأنها تترك أثراً يشوه جمال السيارة عند إزالتها. حد الهوس المتابع للإقبال على تزيين السيارات، يظن أن الأمر شائع بين الفتيان فقط، لكن عبير المزروعي لها رأي آخر، فسيارتها أغلى عندها من مجوهراتها، لأنها تبرزها وتظهرها في كل مكان، لذلك تحافظ عليها، وفي أحيان كثيرة تشرف على غسيلها، وتعتبرها ابنتها المدللة رغم أنها لم تتزوج بعد. وتحفظت المزروعي على الاهتمام المبالغ فيه من قبل الشباب بتزيين السيارة والتفاخر بذلك، موجهة نقدها إلى من لا يهتم بسيارته ونظافتها، سيما وأنها تعكس شخصيته واهتمامه بأشيائه.وحول الرأي القانوني، يقول العقيد عبدالله المشجري إن الشباب تشغلهم سياراتهم، وقد تكون كحبيبتهم التي لا يضاهيها في الاهتمام أحد، فنجد الشاب يصرف مئات وأحياناً آلاف الدراهم على زينة سيارته، حتى يتباهى بين أصدقائه، كما يتفنن في تزيين سيارته بأفكار مبتكرة، حيث يجهز عبارته أو رسمته المميزة عبر الإنترنت ويذهب بها إلى محال التزيين ليلصقها بعد تكبيرها. ويؤكد أن هذا الأمر الذي يصل إلى الهوس يقل تدريجياً، حين ينشغل الشاب في عمله، ثم تكوين الأسرة وتركيز الاهتمام على الأبناء، ويزداد شعوره بالمسؤولية، ويرى السيارة وسيلة للنقل تتطلب المحافظة عليها لكن باعتدال، مشيراً إلى أن ضوابط وقوانين المرور لا تسمح بتغيير ملامح السيارة، سواء اللون الكامل أو تعديل الهيكل الخارجي أو حتى الكتابة والرسم على الزجاج، لأن مواصفات السيارة في «ملكيتها» ستكون مختلفة عن هيئتها بعد تزيينها المبالغ فيه. ويرجع المشجري اهتمام الشباب بزينة السيارة إلى عوامل نفسية واجتماعية، حيث يريد الشاب التعبير عن نفسه بطريقته الخاصة، فتكون سيارته مرآته التي تعكس شخصيته أمام أقرانه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©