تكهنات فك الارتباط بالدولار تخيم على أسواق النقد الخليجية

مازال التراجع المستمر لسعر الدولار والتكهنات والتصريحات حول فك ارتباط العملات الخليجية بالعملة الأمريكية هي العامل الرئيسي في أسواق النقد في المنطقة، حيث أثرت على كل من سعر الصرف في الكويت وسعر الفائدة في سلطنة عُمان· وسمحت الكويت للدينار بالارتفاع أمس بأكبر نسبة في يوم واحد منذ أربعة أشهر تقريبا بعد أن سجل الدولار أدنى مستوياته على الاطلاق مقابل اليورو الاوروبي وراهن مستثمرون على أن بنوكا مركزية خليجية ستسمح بارتفاع عملاتها· وقال البنك المركزي إن تداول الدينار سيجري حول سعر أساسي يبلغ 0,27445 للدولار بالمقارنة مع 0,27600 دينار أمس الأول، ويمثل ذلك ارتفاعا بنسبة 0,56 في المئة في قيمة الدينار وهو أكبر ارتفاع منذ 25 يوليو· وارتفعت العملة الكويتية بنسبة 0,95 في المئة هذا الشهر إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو ،1988 وفي أواخر معاملات نيويورك أمس ارتفع اليورو الاوروبي واحدا في المئة مقابل الدولار لتتجاوز مكاسبه منذ بداية العام 12 في المئة· وتتوقع الاسواق أن يعمل ضعف الدولار والتضخم على دفع دول خليجية أخرى غير الكويت مثل السعودية والامارات وقطر والبحرين إلى السماح بارتفاع قيمة عملاتها، وارتفعت عملة الكويت رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في الشرق الاوسط 5,35 بالمئة منذ 19 مايو الماضي أي قبل يوم من تخلي البنك المركزي عن ربطها بالدولار والتحول إلى سلة عملات،وترفض الكويت الكشف عن مكونات السلة· ويقول البنك المركزي الكويتي إن انخفاض الدولار في الاسواق العالمية يسهم في ارتفاع التضخم عن طريق زيادة تكلفة بعض الواردات، وتسدد الكويت أكثر من ثلث قيمة وارداتها بالعملة الاوروبية· من جهة أخرى رفعت سلطنة عمان التي تحدد سياستها النقدية في مزاد أسبوعي على شهادات الايداع سعر العائد على الشهادات لاجل شهر بمقدار 22 نقطة أساس، وأظهرت بيانات البنك المركزي أن السلطنة حددت سعر العائد على الشهادة لاجل 28 يوما بواقع 2,49 في المئة بالمقارنة مع 2,27 في المئة في الاسبوع السابق· ورفعت عُمان أيضا العائد على الشهادات لاجل 91 يوما إلى 3,15 في المئة من 2,99 في المئة في 14 نوفمبر تشرين الثاني· وأجرت عمان المزاد يوم الاثنين ونشرت النتائج أمس الأول، وقبل البنك المركزي عطاءات بقيمة 57,50 مليون ريال (149,5 مليون دولار) وهو اجمالي ما عرضته البنوك· وتعمل عُمان مثل دول خليجية أخرى على احتواء التضخم الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته منذ سنوات، وارتفع التضخم السنوي في السلطنة إلى ·7 9 في المئة في سبتمبر الماضي مسجلا أعلى مستوى منذ 16 عاما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 14 في المئة· وقال وزير التجارة العُماني في أكتوبر إن السلطنة درست تدابير من بينها فك ربط الريال بالدولار وفرض قيود على الاسعار لاحتواء التضخم لكنها قررت عدم الاخذ بأي منهما، وارتفع الريال العماني إلى أعلى مستوياته منذ ما يقرب من شهرين إلى 0,38375 مقابل الدولار في أوائل التعاملات أمس·