تقدم ملموس في مفاوضات «ستارت-2»

أعلنت الولايات المتحدة وروسيا أمس أنهما حققتا خلال الأسبوع الماضي تقدماً ملموساً في مفاوضات إبرام معاهدتهما الثانية لخفض ترسانتيهما من الأسلحة النووية “ستارت 2”، البديلة لمعاهدة “ستارت 1”، التي أبرمت عام 1991 وانتهى سريانها يوم 5 ديسمبر الماضي. ووصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى العاصمة الروسية موسكو أمس في محاولة جديدة لتسوية المسائل المختلف عليها في المعاهدة على هامش حضورها اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط هناك اليوم الجمعة. والتقت هيلاري كلينتون نظيرها الروسي سيرجي لافروف وستجري اليوم الجمعة محادثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، أملاً في إزالة العقبات أمام المفاوضات بشأن الاتفاقية الجارية في جنيف وكسب دعم روسيا لفرض عقوبات أشد على إيران حتى توقف برنامجها النووي. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع هيلاري كلينتون “نحن في نهاية الخط المستقيم ونأمل في أن يعلن المفاوضون قريباً جداً نهاية العمل، ثم سنتفق على ما يمكننا عرضه على الرئيسين (الأميركي باراك أوباما ومدفيديف) بشأن زمان ومكان التوقيع على هذا الاتفاق”. وقالت هيلاري كلينتون “إننا نحقق تقدماً كبيراً حول معاهدة ستارت، هذا ما يقوله مفاوضونا في جنيف. إن نتائج آخر سلسلة اجتماعات تدعونا إلى الاعتقاد بأننا سنتوصل إلى اتفاق نهائي قريباً”. وبدا أن العوائق الرئيسة “إجراءات الشفافية” لضمان التزام كل طرف بتعهده بخفض ترسانته إلى ما بين 1500 و 1675 رأساً نووية، إضافة إلى مشروع نظام الدرع الصاروخية الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا. وقال مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه “أتمنى كثيراً أن نتمكن قريباً من حل هذه القضايا، لكننا لا نزال نبحثها” وأضاف، مستتشهداً بأن أوباما تحدث مع ميدفيديف هاتفياً بشأن تلك القضايا يوم السبت الماضي، “كان أسبوعاً مثمراً في جنيف”. وقال مسؤول أميركي آخر طلب عدم ذكر اسمه أيضاً “اقتربنا ولم ننته. فكلما تعتقد أنك انتهيت، تظهر على السطح قضايا جديدة في جنيف وما بدا أنه أمر بسيط يصبح قضايا سياسية كبيرة”. في غضون ذلك، صرح لافروف بأن الولايات المتحدة “لم تعد عدوة لروسيا ولكنها أيضاً ليست صديقة لها حتى الآن”، بعد 20 عاماً من انتهاء الحرب الباردة. وأشار إلى وجود مشكلات ثنائية بين البلدين، مستشهداً في ذلك بالخلاف حول برنامج إيران النووي. وقال “إن إيران جارة تربطنا بها علاقات تاريخية ونتعاون معها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً”. وأوضح أن روسيا ليست “قلقة” مثل الولايات المتحدة بشأن عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعارض عزل إيران في مجلس الأمن الدولي. وقال لافروف إن علاقته مع هيلاري كلينتون على المستوى الشخصي “بناءة وتتجه لإيجاد حلول” وإن العلاقة بين أوباما وميدفيديف هي “علاقة الثقة”.