السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

(الإسلام.. ويوم المرأة العالمي)

1 مارس 2018 23:14
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ } (سورة آل عمران الآية 195). جاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في سبب نزول الآية:[عن أم سلمة قالت قلتُ : يا رسول الله، لا أسمع الله ذَكَرَ النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى}، كما جاء في تفسير الآية السابقة: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى} أي أجاب الله دعاءهم بقوله إني لا أُبْطِلُ عَمَلَ مَنْ عَمِلَ خيراً، ذكراً كان العامل أو أُنثى، قال الحسن: ما زالوا يقولون ربنا، ربنا، حتى استجاب لهم{بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} أي الذكر من الأنثى، والأنثى من الذكر، فإذا كنتم مشتركين في الأصل فكذلك أنتم مشتركون في الأجر] (صفوة التفاسير للصابوني 1/‏‏252-253).ومن المعلوم أن المرأة قد شاركت بدورٍ مهم في الهجرة النبوية الشريفة، مما يُعطي انطباعاً أكيداً بأنه لا غنى للمرأة والرجل عن التكامل في الحياة، فقد لعبت المرأة المسلمة دوراً عظيماً أثناء الهجرة النبوية، وكان لهذا أثره في نجاح الهجرة، حيث قامت السيدة أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- الملقبة بذات النّطاقين بدور مهم جداً، فكانت تتحمل مشاق إعداد الطعام وتوصيله للرسول صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق أبي بكر رضي الله عنه. ومن الجدير بالذكر أن يوم الخميس المقبل الثامن مِنْ شهر مارس يوافق ذكرى يوم المرأة العالمي، ونحن في كل مناسبة نبين وجهة نظر الإسلام كي يكون المؤمن على بينة من أمره. تكريم الإسلام للمرأة إن ديننا الإسلامي الحنيف قد سبق الأنظمة الوضعية بقرون عديدة في تكريمه للمرأة، فقد حفظ لها كرامتها وشرفها وإنسانيتها وأكرمها بما لم يُكْرِمْهَا به أحدٌ سواه، والمرأة في ظلّ الإسلام إما طفلة في المَهْدِ لَهَا الحنان والحب والرحمة والرعاية الكاملة، أو فتاة مهذبة تُحافظ على كلّ قيم الشرف والعفاف، أو زوجة كريمة تَبْني مع زوجها أسرة سعيدة ومستقبلاً حسناً لأبنائها، أو أُمًّا فاضلة تحرص مع زوجها على تنشئة أبنائهم التنشئة الإسلامية السليمة، كما تحرص على تحقيق السعادة لها ولأسرتها، ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة: * أن القرآن الكريم قد اشتمل على آيات عديدة أنصفت المرأة، ومنحتها حقها، كما في قوله تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (سورة التوبة الآية 71). * أن الله جلَّ ثناؤه أكرمها بتسمية سورة من سور القرآن الكريم باسم النساء خاصة، بَيَّنَ فيها كثيراً مِمَّا لهنَّ من حقوق وما عليهنّ من واجبات. *وجعل لها نصيباً معلوماً في الميراث، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى:{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}(سورة النساء الآية 11). * وأعطى الإسلام المرأة- بكراً أو ثيباً- حقّ اختيار الزوج، كما جاء في الحديث:(لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ‏? ?حَتَّى ?تُسْتَأْمَرَ، وَلا ?تُنْكَحُ ?الْبِكْرُ ?حَتَّى ?تُسْتَأْذَنَ، ?قَالُوا: ?يَا ?رَسُولَ ?اللَّهِ، ?وَكَيْفَ ?إِذْنُهَا؟ ?قَالَ: ?أَنْ ?تَسْكُتَ) (?أخرجه مسلم)?. * كما أعطى الإسلام المرأة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحق العمل، والعلم، والتملك، والاحتفاظ باسم عائلتها بعد الزواج. النساء شقائق الرجال أخرج الإمام الترمذي في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إِنََّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) (أخرجه الترمذي)، فالمرأة شقيقة الرجل، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن المرأة والرجل في الجزاء والثواب سواء، فقال سبحانه وتعالى:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}(سورة الأحزاب الآية 35‏)، كما أن الشريعة الإسلامية الغرَّاء وضعت المرأة مع الرجل في إطارٍ واحد في إبداء الرأي وفي التكاليف. لقد شاركت النساء في نصرة الدعوة الإسلامية والدفاع عن ديننا الإسلامي، وفي بناء الحضارة الإسلامية، وفي الغزوات، كما شاركت النساء في الهجرة إلى الحبشة، وَكُنَّ مِمَّن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة قبل الهجرة، كما سَاهَمْنَ في نشر العلم والنور في المجتمع، والتاريخ الإسلامي مليء بالمواقف المشرفة للمرأة المسلمة، فأول شهيد في الإسلام كانت امرأة إنها سمية أم عمار- ولفظ شهيد يطلق على المذكر والمؤنث- وأول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كانت امرأة، إنها زوجته خديجة رضي الله عنها. بقلم الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©