حذر الرئيس المصري حسني مبارك مجدداً أمس إيران و''حزب الله'' اللبناني، دون أن يسميهما، من مغبة الاجتراء على أمن مصر، مؤكداً أنها لن تتسامح مع من يستبيح أرضها وحدودها وسيادتها• كما جدد التحذير من محاولات بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة الخليج والعالم العربي• وأعرب عن أسفه لأن تجد إيران من يساندها في المنطقة• وقال مبارك في خطاب ألقاه بمناسبة احتفال مصر بيوم العمال العالمي الموافق أول مايو، غداً الجمعة، ''إن المنطقة العربية تجتاز مرحلة دقيقة وصعبة، تتنازعها الأزمات والخلافات ونوازع الانقسام وتتعرض لتهديدات ومخططات قوى إقليمية معروفة تحتضن الإرهاب والتطرف وتجاهر بعدائها للسلام''• وأضاف ''من المؤسف أن تستمر هذه القوى في رفع شعارات الإسلام وقول الشيء ونقيضه والسعي إلى تعميق الخلافات العربية وشق صفوفنا، تحقيقاً لمصالحها وأهدافها• ومن المؤسف أيضاً أن تجد هذه القوى في عالمنا العربي من يساند تحركها ومخططاتها ومن ينصاع، خوفاً أو طمعاً، لأجندتها وتوجهاتها''• وتابع ''إن مصر حذرت مراراً من محاولات بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة الخليج وعالمنا العربي وقلنا إننا نعارض هذه المحاولات لأنها تضيف تهديداً جديداً للأمن القومي العربي وفتحنا الباب لمصالحة عربية حقيقية تقوم على المصارحة وتجمع شمل العرب وتوحد صفوفهم ومواقفهم ولا تقف عند مجرد إدارة الخلافات العربية بل تسعى بالمنطق والحوار لإنهائها''• وأوضح مبارك ''كان ذلك هو موقف مصر حفاظاً على أمن واستقرار منطقتنا العربية• أما وقد اجترأت هذه القوى وعملاؤها على أمن مصر وسيادتها، فإنني أقول بعبارات واضحة إنني لن أسمح أبداً بهذا الاجتراء ولن أتهاون مع من يحاولون العبث، هنا أو هناك، بأمن مصر واستقرارها ومقدرات شعبها• كما أن شعبنا لن يتهاون مع هذه القوى أو مع من يساندها في الداخل أو الخارج ويلتمس لهم المبررات والذرائع لتهديد أمن مصر القومي''• وأضاف ''أقول لهؤلاء، أيا كانوا وأينما كانوا، إننا قد نصبر على تطاولهم وافتراءاتهم لكننا سنتصدى بكل القوة والحسم لتآمرهم ومخططاتهم وإن مصر، بقامتها ومكانتها، لن تتسامح مع من يستبيح أرضها وحدودها وسيادتها ولديها من مؤسساتها الأمنية وقضائها وابنائها عيون ساهرة يقظة يخطئ من يتجاهلها ويستهين بها• وأقول لهؤلاء أيضا إن مصر قدمت ولا تزال- تقدم مالم يقدمه أحد منكم للقضية الفلسطينية ولم تتاجر بها أبداً لتحقيق مكاسب سياسية ولم تسفك يوماً دماء الفلسطينيين ولم تؤلب أبناءهم ليريقوا دماء بعضهم البعض• بل تسعى جاهدة لتحقيق وفاقهم وتبذل أقصى الجهد لانهاء معاناة شعبهم وإقامة دولتهم''• وأكد مبارك أن بلاده تسعى إلى علاقات طيبة مع الجميع ولا تبادر بالعدوان على أحد أو التدخل في الشأن الداخلي لأحد، لكنها لن تسكت أبداً على من يبادرها بذلك• وقال ''ندير علاقاتنا الدولية بالاحترام المتبادل وننأى عن سوء القصد والقول والتصرف ونساند قضايا منطقتنا العربية ومصالحها ونحفظ هويتها ولا نحدد مواقفنا وفق هوى الميليشيات والفصائل ومن يرفعون شعارات المقاومة فيجلبون الخراب لشعوبهم''• وأضاف أن ''أقدار الشعوب لا يصنعها من يتاجرون بالإسلام والمقاومة أو من يزايدون بآلام الناس ومعاناتهم، إنما يصنعها المخلصون لانتمائهم لوطنهم وأمتهم والمدافعون عن قضاياهم بمصارحة شعوبهم بحكمة القيادة وشجاعة الموقف والقرار وبالعمل الصادق والفكر المستنير''• في غضون ذلك، أكملت نيابة أمن الدولة العليا المصرية أمس المعاينات التصويرية لمواقع إخفاء المتفجرات وأنفاق تهريب السلاح ورصد السائحين في العريش ورفح ونويبع في سيناء في قضية خلية ''حزب الله'' في مصر بمصاحبة 6 متهمين ودفاعهم• وعاينت النيابة المنزل الذي استأجره المتهم ناصر أبو عمرة في رفح لاستخدامه في تهريب السلاح إلى غزة واعترف المتهم بحفر نفق أسفل المنزل لكنه لم يتمكن من استخدامه في التهريب فاستدعى زوج شقيقته للاقامة في المنزل• كما عاينت منزل المتهم سليمان كامل الذي اعترف بحفر نفق للتهريب أسفل منزله في رفح بعد تلقيه تعليمات بذلك من عضوين في ''كتائب شهداء الأقصى'' يدعيان نضال فتحي ومحمد رمضان وصلا اليه عبر الأنفاق
عدد اليوم
