السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة تهدد عملية السلام

3 ابريل 2008 23:45
يبدو في حكم المؤكد، أن الأنباء التي تحدثت عن خطط إسرائيلية لبناء نحو ألفي وحدة سكنية في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية عام 2008 بالتزامن مع بناء 600 منزل في القدس الشرقية، ستضع إسرائيل على طريق التصادم مع الفلسطينيين، وربما تعرض مفاوضات السلام للخطر· وحتى قبل ظهور التقرير الذي تحدث عن أكبر خطة بناء استيطاني على مدى عقد من الزمان يوم الأربعاء في صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية، فإن كبير المفاوضين الفلسطينيين رئيس الوزراء السابق أحمد قريع، قال ''إن الحديث عن توسع استيطاني يمثل ضربة لعملية السلام والمفاوضات''· وقال قريع ''إن الأنشطة الاستيطانية القديمة منها والحديثة غير مشروعة وغير قانونية وغير مقبولة''· ويعتقد الفلسطينيون والمجتمع الدولي وعدد كبير من الإسرائيليين، أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية، ويتعين أن تُقتلع كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين· لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم توافق مطلقاً على هذا الرأي، وحتى إن كان أولمرت الذي يتحدث عن ''تنازلات إسرائيلية كبرى'' في الضفة الغربية يريد إزالة المستوطنات، فإن الحقائق السياسية أمامه تمنعه من عمل ذلك· ولكن في الوقت نفسه، فإن عمليات البناء يمكن أن تؤدي أيضاً إلى التوتر مع الولايات المتحدة الداعم الرئيس لإسرائيل، والتي صرحت وزيرة خارجيتها يوم الاثنين الماضي، وقبل يومين فقط من بث التقرير عن البناء الإسرائيلي، بأن هذا التوسع في بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ''لا ينسجم'' مع التزامات إسرائيل بموجب خطة ''خريطة الطريق'' الدولية للسلام· وتدعو الخطة -التي دُشنت عام 2003 وتعثرت عقب ذلك مباشرة تقريباً، ثم تم إحياؤها لتتزامن مع الجولة الحالية من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية- بين بنودها المتعددة، إسرائيل إلى تجميد الأنشطة الاستيطانية كافة· لكن حتى منذ بداية ''خريطة الطريق'' فإن أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، أصرّ على أن إسرائيل ستواصل بناء المستوطنات لتستوعب ''النمو الطبيعي'' لسكانها· وقال أيضاً إنه في حالة التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين، فان إسرائيل ستحتفظ بالكتل الاستيطانية الكبيرة خاصة -وليس حصرياً- مجموعة المستوطنات القريبة من القدس· وتعقيباً على تقرير ''يديعوت أحرونوت''، قال متحدث باسم أولمرت يوم الأربعاء: إن إسرائيل ستواصل التزامها بتجميد البناء في أماكن أخرى في الضفة الغربية خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة، التي تعتزم الاحتفاظ بها في كل الأحوال· وصرح المتحدث مارك ريجيف لوكالة الأنباء الألمانية (د· ب· أ) بقوله: ''إن عملية البناء الوحيدة تجري في الأحياء اليهودية في القدس والمراكز السكانية الكبيرة· إنها الأماكن التي ستبقى داخل إسرائيل عند التوصل إلى أي اتفاق للوضع النهائي مع الفلسطينيين''· ويعارض الفلسطينيون -علانية على الأقل- احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية، وهم يشعرون بحساسية خاصة تجاه التوسع الإسرائيلي في القدس الشرقية، التي يريدون أن تكون عاصمة دولتهم في المستقبل· وتعتقد الولايات المتحدة أيضاً أن مستقبل المستوطنات يتعين أن يكون محلاً للتفاوض وليس التحركات أحادية الجانب· وتكمن المشكلة بالنسبة لأولمرت في كيفية موازنة مطالب الفلسطينيين والمجتمع الدولي، مع بقائه السياسي كرئيس لائتلاف هش يفتقر إلى التأييد الشعبى· ويتوعد حزب ''شاس'' المتطرف، وهو أحد الشركاء الرئيسيين في الحكومة الإسرائيلية بشكل متزايد، بالانسحاب من الائتلاف في حالة بدء مفاوضات جادة حول المدينة المقدسة (القدس)· ويطالب حزب ''شاس'' وحزب متطرف آخر أيضاً هو وحزب ''يهودية التوراة المتحد'' ببناء منازل في الضفة الغربية لليهود المتطرفين· وليس بمقدور أولمرت إبعاد ''شاس'' ومواجهة مخاطر تقويض الائتلاف، ومن ثم إمكانية إجراء انتخابات مبكرة قد يفقدها بسهولة حسب استطلاعات الرأي· وعلى الرغم من أن حزب ''يهودية التوراة المتحد'' ليس جزءا رسمياً من الحكومة، فإن رئيس الوزراء الذي تحاصره المشكلات بحاجة إلى دعمه كـ''شبكة أمان'' سياسية·
المصدر: تل أبيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©