الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج خريف العمر!

19 نوفمبر 2007 23:02
الزواج سنة من سنن الحياة، وفطرة في الإنسان لضمان الاستمرارية وإعمار الأرض ونشر الخير، ولا يقوم الزواج إلاّ بشروط تكفل له الاستمرارية والنجاح معا، وأولها التكافؤ، وقد تختلف الشروط من وسط إلى آخر حسب الأعراف الاجتماعية والثقافة السائدة في مجتمع ما، لكن عندما نقف عند الإحصائيات المروعة لحالات الطلاق في مجتمعاتنا الخليجية، يطل سؤال محيّر·· لماذا ؟! ما هي الأسباب التي تقف وراء هذه المعدلات؟·· قد تشترك أو تتباين الأسباب وقد تجتمع كلها في حالة واحدة، مما يُنبئ بوجود الخلل وعدم التكافؤ منذ البداية، أما ما أنا بصدد طرحه في هذا الموضوع فهو الزواج الميت ، لما يترتب عليه من نتائج، نتيجة تصرف غير مسؤول من بعض كبار السن المراهقين! فاستغلال الرخص التي تُبيح التعدد أمر مكفول للجميع ولكن يجب أن نُحسن استخدام الرخص دون إفراط أو تفريط، فالعدل واجب والإحساس بالمسؤولية للإقدام على هذه الخطوة بالوعي الكامل بالمهام والنتائج كاملة التي يفرزها هذا الارتباط، أمر في غاية الأهمية، فزواج المُسن فيه شيء من الأنانية، خصوصا من فتاة ذات تعليم متوسط صغيرة السن، فبعد عمر طويل، تتحمل هذه المسكينة تركة ''الشيبة'' من تربية أبناء وأعباء معيشة وغيرها من الأمور التي لا تستطيع تحملها بمفردها، وكثيرا ما رأيت من حالات تدمي القلب لأطفال بقوا من غير أب مسؤول، فتُركوا لعاديات الأيام تعصف بهم يمنة ويسرة·· عود غض لم يشتد بعد، ترى ماذا سيكون مصيره ؟! فالأرملة الصغيرة سرعان ما تُفكر في الارتباط وغالبا ما يرفض الزوج الجديد تحمل مسؤولية أبناء الزوجة، لذا تبقى الاحتمالات الأسوأ هي المصير المنتظر لأبناء الشيبة، ناهيك عن التبعات التي تتكبدها الدولة لإعادة تأهيل هؤلاء الأبرياء، والالتزام الكامل بتوفير الرعاية الممكنة في ظل غياب الوالد، ''أحدهم تزوج من فتاة تصغره بخمسين عاما''، فأنجب أربعة أبناء ورحل! والدتهم تخلت عنهم ورجعت إلى موطنها الأصلي، تحمّل أخوهم من أبيهم مسؤوليتهم غير مسؤولية أبنائه الثمانية، وها هو يعاني أيما معاناة في توفير الرعاية الأبوية الكاملة بلا كلل أو ملل، ربما كان هؤلاء الأربعة محظوظين بوجود أخ لم يتخل عنهم، لكن السؤال هنا: ما هو ذنبه ليتحمل أعباء جديدة، ولماذا يُفكر الرجل المسن في الزواج والإنجاب في وقت متأخر ؟! فاطمة اللامي أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©