الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصل الفكرة تقول عمتي الحولاء

أصل الفكرة تقول عمتي الحولاء
30 ابريل 2009 00:49
عرفت يوسف الصائغ، الشاعر العراقي الموصلي المولد، الدمشقي الممات (توفي العام الفائت في دمشق 2008)، يوم كنا نذهب في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الى مربد البصرة، شعراء يركبون قطار الشعر الساحب ذيله كديناصور بري طويل من بغداد الى البصرة. كان يوسف الصائغ جميلاً في شعره ورسمه، وما كان قد امتدح أحداً بعد، وكان مشغولاً بقصيدة القناع، حيث أدخل شيئاً من التراث العربي والإسلامي في قصيدته الحديثة، وأسقط شيئاً من الماضي العربي على الحاضر، ففعل في «سفر الرؤيا» و»اعترافات مالك بن الريب»، ما فعله أمل دنقل في قصيدة «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» من إثارة لواعج الحاضر من خلال استحضار الماضي... وكتب قصيدة عربية معاصرة، حارّة وموصولة النسب مع ماضيها، لا مقطوعة الأصل ولا منزوعة الهوية... في وقت كان فيه شعراء مجايلون لكل من يوسف وأمل أو أكبر منهما سناً، كالسيّاب مثلاً، قد كتبوا قصائد استعارت الرمز اليوناني أو الروماني القديم، على غرار ما فعله شعراء الحداثة الغربية، الذين تأثروا بهم حتى في استعارة الرمز والأسطورة، فظهرت أسماء بنلوب وعوليس وسربروس كلب الجحيم وميدوزا، وهي من الأساطير اليونانية القديمة في شعر بدر شاكر السياب. كما ظهرت أساطير تمّوزية في شعر خليل حاوي وأدونيس... وهكذا كان يوسف الصائغ من أوائل المؤسسين لتأصيل الحداثة الشعرية العربية. أمس قرأت له سيرة حياته، وقد نشرت بعد موته بعام تقريباً. صدرت السيرة من دار الشروق في القاهرة بعنوان «الاعتراف الأخير لمالك بن الريب».. ما يلفت فيها حرارة السرد وغرائبيته، وذاك المزاج الفذ بين حياة عاشها الشاعر في كنف كهنوتي مسيحي من أب وأم وعم كاهن، وفي دير وفي منعزل (آزيل) وبين أحلامه ورؤاه الشعرية، فهو يسمي الأشياء بأسمائها، وصفاتها ولو كانت مثيرة، ولكنه ما يلبث أن يغرق أو يهيم في فنتازيا تخيلاته العجيبة. كانت له عمة وكان لها أثر في طفولته. هو لا يسميها باسمها على امتداد السيرة، لكنه يذكرها هكذا «قالت عمتي الحولاء».. ومن حسن حظ هذه العمة أنها ماتت قبل أن تبصر سيرة يوسف النور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©