السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

من ثقافة الأوطان

30 ابريل 2009 00:28
في اللغة الوطن هو المكان الذي تقيم فيه واتخذته بلداً وإليه انتماؤك، سواء ولدت فيه أو لم تولد• وفي المعنى الوجودي، فإن الوطن هو لحظة صرختك الأولى وتفاصيل المشهد الأول في عينيك، ابتسامة الأم ومحبة الأب، قصص الطفولة وشقاوتك، فرحك وضحكك البريء•• اندهاشك الأول، أسئلتك والإجابات التي تأتي وافية أحيانا، وغير مكتملة أحيانا أخرى، حيث يطيب لك تكرار السؤال والبحث في مسيرة عمرك عن سؤال آخر• وعندما تكبر التفاصيل، يكبر الوطن فيك حتى يغدو اسمك، جلدك، قلبك وروحك، لأن فيه أمانك وسلامك وحبك، فيه حرفك الأخير وكلامك الأخير، ابتسامتك الأخيرة وآخر نبض في قلبك• ومن أجل الأوطان سالت دماء، بكت الروح وفرحت، سارت الطوابير نحو الحرب ونحو الموت تفدي الوطن بكل غال ونفيس•• من أجل الأوطان قدمت الشعوب الكثير من الأرواح، ولكن مع الأسف، كثيرا أيضا خدعت الشعوب باسم الوطن، بنفاق الساسة وخداعهم ودكتاتوريتهم وأقنعتهم التي تخفي وجه الذئب المتربص لقتلك• في الأوطان السليمة المعافاة، حيث تتحقق آدميتك وتتجلى بكل بهائها، تكمن المحبة الحقيقية، يكمن الجمال صافيا، متحققا كالنهار، حيث الوطن أنت وأنت الوطن، تكبر فيه بالسلام•• تكبر وأنت مخلصا له بكل قطرة من دمك وبكل إنسانيتك ترتب حديقته كي يبقى الورد متفتحا على الدوام، كي يسرى عطره في الأسقاع مع نسيم البحر والجبل، كي تنتشي الأرض وينتشي إنسانها بالمعنى العميق للعشق، حيث تشرق الشمس في صدرك وهي ترسم اسم الوطن• ؟؟؟ تشع سيرة الأوطان بالصدق، بالإخلاص بالعمل والبناء، وبالجمال في كل أشكاله، ويصان الوطن بالسلوك والإصرار على مكتسباته وهويته، بالإيمان بماضيه وحاضره ومستقبله، يصان بحفظه ناصعاً ورفيعاً وأبياً للأجيال الحاضرة والمتوالية في مستقبل الأيام القادمة، ومد اليد لبناء مشروع إنساني كبير• وعندما يخدش صفاؤه، فلا شيء يمكن أن يعيد نصاعة السيرة إلا الوقوف بحزم أمام كل من يشوهها• فعندما تجرح الأوطان تجرح القلوب•• وعندما تهان الأوطان فإن الأرواح تهان•• وعندما تهتز صورة الأوطان، فإن الكون كله يهتز في العيون، بثوابته وكل قيمة صدقتها الشعوب في يوم ما، أو كذب عليها كي تصدقها• في ثقافة الأوطان يكون الوطن هو شعورك الحقيقي بالمحبة• saad.alhabshi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©