السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفضاء.. هل يصبح مسكناً للبشر؟

الفضاء.. هل يصبح مسكناً للبشر؟
18 نوفمبر 2007 02:17
بعد أن ضاقت الأرض بسكانها، وبدأت تشتكي من مشكلة التلوث والتغير المناخي، أصبح الكثير من العلماء ينظرون إلى الفضاء الرحيب على أنه الملاذ الأخير الذي تكمن فيه الحلول الناجعة لمشاكل البشرية المستعصية· ويرى بعضهم أن استراتيجية الكشوف الفضائية التي اتبعتها معظم الدول التي تمكنت من إطلاق عربات فضاء إلى مداراتها حول الأرض أو إلى القمر، يتحتم استبدالها باستراتيجيات جديدة تهدف إلى حل مشكلة الطاقة ومصادر الثروات في مكان ما من الكون الفسيح· وبمناسبة مرور 50 عاماً على انطلاق أول عربة فضائية، هي العربة الروسية (سبوتنيك-2) التي حملت الكلبة (لايكا) إلى مدار حول الأرض، والتي تصادف الشهر الحالي، تحدث كبار العلماء وروّاد العلوم الفضائية في أميركا حول مستقبل الغزوات الفضائية التي ينتظر أن يقوم بها البشر خلال السنوات الخمسين المقبلة، واستشرفوا آفاق إقامة جسور حقيقية للتواصل مع الحضارات الكونية التي ربما تكون قد استوطنت كواكب النجوم البعيدة وتمكنت من حل المشاكل التي نعاني منها بطرق وأساليب نجهلها تماماً· وتنطلق هذه الأفكار الاستشرافية من مقارنة الواقع الراهن للتكنولوجيات والتطبيقات الفضائية مع تلك التي كان يتنبأ بها العلماء قبل بضعة عقود فحسب· ومما لا شك فيه أن أحداً من العلماء الذين تابعوا إطلاق العربات والمركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية عقب التطور الكبير الذي أعقب نجاح (سبوتنيك)، لم يكن يتصور أن يتمكن البشر من زرع بضعة ألوف من الأقمار الاصطناعية ذات الوظائف المعقدة في مدار حول الأرض، أو أن يبتكروا يوماً ما المكوكات الفضائية التي تكاد الآن تحال على المعاش بعد أن أسهمت لمدة 30 عاماً في تطوير قدرة الإنسان على ارتياد الفضاء، وقامت ببناء الجزء الأكبر من المحطة الفضائية الدولية، وزرعت تلسكوب هابل فضلاً عن عشرات الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاتصالات والدراسات المناخية في مداراتها حول الأرض· استعمار القمر ووفقاً لهذه الوتيرة المتسارعة في التطور، يمكن للمرء أن يرسم في ذهنه صورة تقريبية لما يمكن أن يحدث من تطورات في هذا المجال خلال السنوات العشرين أو الخمسين المقبلة· يقول مايكل جريفين مدير وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا): من المرجّح أن يتمكن البشر من استعمار القمر بالمعنى الحقيقي للكلمة لإجراء البحوث العلمية، وزرع التلسكوبات الإشعاعية الضخمة وأجهزة تحليل الطيوف النجمية، وإقامة المختبرات ومراكز البحوث ومعامل صناعة الأدوية والمواد الغذائية الخاصة فوق سطحه وبمعزل عن الهواء، وضمن بيئة تخلو من الجراثيم والبكتيريا والضغوط الغازية· ولا يمكن أن تتهيأ للبشر مثل هذه الظروف النادرة فوق سطح الأرض أبداً· ويمضي جريفين في استقرائه لهذا التطور فيشير إلى أن من المرجّح أيضاً أن يتمكن البشر من اكتشاف وسائل جديدة تساعدهم على الحياة فوق الكواكب البعيدة مستفيدين من تجاربهم في الحياة على سطح القمر وبعد أن تصبح الرحلات من الأرض إليه حدث كل يوم· وتوفر الحياة على السطح القاحل للقمر الكثير من الفرص الأخرى؛ فهو المحطة الأولى لتعلّم طرق الحياة على سطح المريخ الذي يبعد عنا مسافة لا يمكن للمركبات الفضائية المعروفة الآن أن تقطعها إلا خلال ثلاث سنوات· موت الأرض ويقول الكاتب العلمي (توم وولف): إن الهدف من تنفيذ البرامج الفضائية المقبلة لن يتركز على الاستعراض والافتخار بالتفوق في الشأن الفضائي، بل سيتعدى ذلك إلى التفكير ببناء جسور التواصل مع النجوم الأخرى قبل أن تموت الأرض (تزعم النظريات الفلكية أن الأرض قطعت حتى الآن نصف عمرها، وسوف تموت بعد 5 مليارات سنة)· ويفضّل وولف إضافة رشّة من الطروحات الفلسفية حول الموضوع إذ يقول: إن الإنسان الناطق أو العاقل، هو الوحيد القادر على التفكير في هذا الكون؛ وإذا لم يعدّ نفسه لمهمة الانطلاق في الفضاء الفسيح فسوف يفقد كل ميزاته· ولرائد الفضاء باز آلدرين الذي صعد على متن المركبة (أبوللو 11) إلى سطح القمر في 16 يوليو من عام ،1969 رؤية أخرى حول مستقبل المشاريع الفضائية· فهو يرى من خلالها صورة لسطح القمر وهو يعجّ بالروبوتات المتخصصة باكتشاف أسرار الإشعاعات الكونية وخصائص الفراغ الكوني· إلا أنه لا يرى ثمة ضرورة لإقامة البشر لفترات طويلة فوق سطح القمر، بل ينبغي التعامل معه كمحطة انطلاق للإقامة الدائمة فوق سطح المريخ عندما سيصبح السفر الفضائي شبيهاً بالسفر على سطح الأرض· وما لم يتمكن البشر من الإقامة هناك فلن يتمكنوا من ذلك في أي مكان آخر من الكون·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©