كوشة المولود

يقال إن التجارة مواسم·· وطبعا كلما جاءت مناسبة معينة تجد التسابق محموماً بين المحال لتقديم العروض المغرية·· ومن بين المناسبات المزدهرة التي يستغلها التجار هي استقبال مولود جديد في هذه الدنيا·· وقد ظهرت ''تقاليع'' شخصية تقوم بها المواطنات أو الوافدات على حد سواء لاستقبال المولود بكل جديد، إذ تقوم الأم بتزيين غرف الولادة وتغيير الستائر الموجودة فيها، بل وتغيير أثاث الغرفة إن أمكن، بالإضافة إلى وضع زينة مبالغ فيها لتعجب الزائرين·· وتوزيعات وهدايا بقيمة مالية كبيرة، وكل هذا حتى يكون يومهم مميزا ويبقى عالقاً في ذهن كل من وطأت قدمه هذه الغرفة·· ولكن بصراحة هذه التكاليف مبالغ فيها جداً وقد تصلح للزفاف·· ولا تستحق صرف عدة ألوف لمجرد ليلة أو ليلتين في المستشفى·· فالأولى صرفها على جوانب أخرى· أنا لا أود أن أقضي على تجارة الأخوات·· فالتجارة شطارة·· ولكن كل شيء بحدود·· فهناك من تجاوز كل هذا ليقدم تصرفاً غير معقول في استقبال ولده·· إذ أصبحت له زفة خاصة يستقبل بها الزائرين ويُعامل معاملة العريس عندما يدخل القاعة لرؤية العروس·· فهناك إحدى الأخوات التي أنفقت 3000 درهم على أغنية يكون فيها اسم ولدها·· وتركته عند الممرضات·· وعندما تجمع أهلها في الغرفة وضعوا الأغنية وأدخلوا المولود إليهم؟ فهل هذا تصرف عقلاني؟ من الواضح أن لديها الأموال ولا تعرف أين تنفقها؟ أخواتي، الفرحة مطلوبة·· والتجهيزات اللازمة لاستقبال المولود قد لا تتعدى توزيع الحلوى مع شراء سرير خاص له إذا أمكن·· وهذا لن ينقص شيئاً، فلا داعي لوضع أثاث جديد وزينة مكلفة ؟ عندها لن ينقصكم إلا الكوشة لوضع المولود·· ! فريدة حمد