الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دبلوماسية الغاز ترسي قواعدها على شواطئ البحر الأسود

دبلوماسية الغاز ترسي قواعدها على شواطئ البحر الأسود
16 نوفمبر 2007 23:05
يبدو أن الدول المطلة على شواطئ البحر الأسود قررت أن تبتعد عن العداءات واللغة السياسية الحادة وتلجأ لنوع جديد من الدبلوماسية هي دبلوماسية ''أنابيب الغاز''· فبعد عداء استمر لعشرات السنوات يدشن رئيسا الحكومة اليوناني والتركي كوستاس كرامنليس ورجب طيب اردوغان الاحد انبوب نفط يربط بين بلديهما في خطوة تكرس تطبيع العلاقات بين البلدين· ومن المقرر ان يشارك كرامنليس واردوغان في حفل التدشين الذي سيقام على جسر فوق نهر افروس الذي يفصل بين البلدين في منطقة تراقيا التي تنازعها البلدان طويلا· وكان البلدان وصلا الى حافة الحرب عام 1996 بسبب نزاع حول جزيرة في بحر ايجه مع انهما ينتميان معا الى حلف شمال الاطلسي، وبدأ هذا الانبوب يعمل فعليا منذ الصيف الماضي، ويبلغ طوله 296 كلم وهو قادر على نقل 11,5 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من اذربيجان، وهو لا يزود سوى اليونان حاليا بالغاز الا انه سيربط بحلول 2011 بانبوب آخر يعبر اليونان ليصل الى ايطاليا واوروبا الغربية· وقال سفيتوسلاف دانشيف الخبير في المعهد اليوناني للابحاث الصناعية ان ''هذا المشروع يسجل مرحلة اضافية مهمة من التقارب الاقتصادي بين البلدين''، ومع ان المشاكل السياسية بين اثينا وانقرة لا تزال قائمة خصوصا حول قبرص والمياه الاقليمية في بحر ايجه، فان المبادلات التجارية بين البلدين تتنامى بشكل ملفت· وافاد دبلوماسي اوروبي متخصص في الاقتصاد اليوناني ان ''الواردات التركية من اليونان تضاعفت اكثر من مرتين بين 2000 و2006 وارتفعت بذلك من 1,18% الى 2,62% ووصلت الى 1,3 مليار يورو، وفي الوقت نفسه اصبحت اليونان احد اهم المستثمرين في تركيا''· اما على مستوى الطاقة فلا يبدو البلدان في الموقع نفسه، فقد تحولت تركيا الى مركز اساسي لعبور مصادر الطاقة، في حين لا تزال اليونان تحاول في هذا المجال الاستفادة من موقعها الاستراتيجي جنوب البلقان لنقل النفط والغاز باتجاه اوروبا الغربية، الا ان البلدين يعملان للهدف نفسه حسب الخبير دانشيف وهو ''الاستفادة باقصى حد ممكن من رغبة الاوروبيين في تنويع مصادر تزويدهم بالطاقة لكي لا يكونوا مرتبطين فقط بالغاز والنفط الروسيين''، واضاف ''ان هذا السبب ايضا هو الذي دفع الولايات المتحدة الى الترحيب كثيرا بمشروع انوب الغاز اليوناني التركي''· ويبدو ان اليونان انطلقت في هذا المجال، وهي تدرس حاليا مشروعا مع روسيا وبلغاريا لبناء انبوب للنفط بين البحر الاسود وبحر ايجه سيساهم ايضا في تنمية القسم الشمالي من اليونان والذي يتألف من اراض زراعية فقيرة نسبيا· كما ان الغاز القادم من اذربيحان بموجب المشروع بين اليونان وتركيا سيتيح لاثينا تنويع مطادر الطاقة لديها· واضاف الخبير الاوروبي ان ''اليونان تنتج حاليا ثمانين بالمئة من الطاقة التي تستهلكها بينها 65% من الفحم الذي يتسبب في انبعاثات كثيرة من ثاني اكسيد الكربون، وستكون بحاجة للغاز لتوليد طاقة نظيفة تتلاءم مع المعايير الجديدة للحفاظ على البيئة''· ولا يزال من الضروري القيام باعمال كثيرة لمد انبوب الغاز الى الشواطئ الغربية من اليونان ومنها الى ايطاليا عبر انبوب تحت البحر بطول 220 كلم يربط بين مدينة ستافروليميناس اليونانية ومرفأ اوترانتو الايطالي الى الجانب الاخر من البحر الادرياتيكي· اما الشركات الضخمة التي تقوم بانجاز هذا المشروع فهي الشركة الايطالية القابضة اديسون وشركة الغاز اليونانية الوطنية ديبا وشركة الغاز التركية بوتاس· وفي شمال البحر الأسود، وبعد جولات حديثة من الصراع السياسي والاقتصادي اتفقت موسكو وكييف على آلية لتحديد سعر الغاز الروسي لاوكرانيا على المدى المتوسط، كما اعلنت المجموعة الروسية العملاقة الناشطة في مجال الغاز ''غازبروم'' في بيان أمس الأول· ولم توضح ''غازبروم'' قيمة الاتفاقية ولا الفترة المعنية، لكنها اعلنت ''اتفاقا على مبادئ تحديد سعر الغاز على المدى المتوسط'' وهو ما تم التوصل اليه في ختام مفاوضات في موسكو بين رئيس المجموعة الروسية الكسي ميلر ووزير الطاقة الاوكراني يوري بويكو· وقالت ''غازبروم'' ايضا ان الجانبين ''بدآ التحضير لعقود'' بموجب هذه المبادئ الجديدة· ولم يوضح البيان كذلك ما اذا تم التوصل الى تسوية بشأن سعر الغاز الروسي في العام ·2008 وكانت ''غازبروم'' اعلنت الاسبوع الماضي نيتها الطلــــب من اوكرانيا ان تدفع ثمن الغاز الطبيعي ''وفقا لسعر السوق'' اعتبارا من ·2011 واعربت ''غازبروم'' عن املها من جهة اخرى في ان يصل سعر الغاز الروسي لاوكرانيا الى 160 دولارا لكل الف متر مكعب في·2008 اما كييف فتريد من جهتها ان لا يتجاوز سعر الغاز 150 دولارا لكل الف متر مكعب في ·2008 وقد تراكمت النزاعات بين ''غازبروم'' واوكرانيا في السنوات الاخيرة· وفي مطلع اكتوبر، تم التوقيع على اتفاق لوضع حد للخلاف المالي الذي اثارته ''غازبروم'' قبل ايام بشأن ديون بقيمة 1,3 مليار دولار· وكانت المجموعة الروسية هددت بتقليص شحنات الغاز مما اثار انتقادات حادة في اوكرانيا حيث فسر ذلك على انه محاولة للتأثير على سير المفاوضات السياسية لتشكيل حكومة جديدة·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©