تختلف الأسرة في الوقت الحاضر عن أسرة الماضي، لافتقارها إلى عنصر الاستقرار الناتج عن عدد من العوامل التي باتت تؤثر ليس فقط في مجتمع الإمارات، بل في مجتمعات دول الخليج العربي بشكل عام، فلا يختلف اثنان على أن أسرة اليوم تواجه كماً من العوائق والمطبات التي تقف في طريق استقرارها، وبالتالي لا تتمكن من تأدية دورها الطبيعي في تنمية المجتمع، والتأثير إيجابا على أركانه·
فقد أصبح الوعي الأسري ضعيفا بأساسيات الزواج الناجح، مع عدم وجود وعي كامل بدور الأب والأم في تقديم الدعم النفسي للأبناء·· فالأسرة تعاني من عدم الاستقرار بفعل الشتات الذي تعيشه نتيجة لعدم توفر المسكن المناسب، ولارتفاع تكلفة بناء المسكن المناسب، ولارتفاع الإيجارات في جميع إمارات الدولة، واضطرار الأم للخروج إلى العمل وغيرها من الأسباب، فكيف سيتعلم الرجل تحمل مسؤولية أسرته في حال كان لا يزال يقيم في مسكن والديه، كيف سينجح الأب في توطيد علاقته بابنه إذا كان غائبا عنه لأسبوع كامل بسبب ظروف عمله البعيدة عن مقر إقامة أسرته، وهو غير قادر على تأمين مسكن مؤجر بما يناسب إمكانياته المادية؟ ناهيك عن البُعد والفراغ العاطفي الذي سينشأ بين الزوجين لعدم توفر شروط التقارب والحوار بسبب الانشغال بتوفير ما يوفر استقرار الأسرة، ويضمن مستقبل الأبناء، فأصبحت الأسرة بذلك أسرة متوترة ومضطربة وغير مستقرة ماديا ومعنويا·· وجميعنا يدرك تماما تأثير ذلك على المجتمع·
مريم أحمد
عدد اليوم
