خيال المصممين يحلّق في غرف الأطفال

بقيت هندسة تصميم أثاث غرف الأطفال بعيدة عن اهتمامات الشركات المتخصصة لفترة طويلة· ويتعلق سبب هذه الظاهرة بالشعور السائد من أن الطفولة ليست أكثر من مرحلة قصيرة ومؤقتة لا تتطلب اعمال العقل والمخيلة لتطوير أدواتها وأشيائها الضرورية· وظهرت بعض المحاولات المثيرة للاهتمام في هذا الاختصاص عندما عمد المصممان الفرنسيان شارل وراي إيميه لتصميم كرسي صغير مصنوع من رقائق الخشب لقي إعجاباً كبيراً من أصحاب معارض الأثاث والآباء على حد سواء، وتمكن المبتكر الإيطالي إيسامو نوجوتشي من تصميم مجموعة من قطع الأثاث الطفولية المجهزة بالألعاب واللوحات المعبرة اشتملت على الأسرّة والمكتبات والطاولات والكراسي ذات الأشكال المثيرة لاهتمامات الأطفال والمحفّزة لمركز الإبداع في أدمغتهم· ويقول إريك فايفير الحائز على عشرات الجوائز عن إبداعاته في تصميم أثاث الأطفال: (يمثّل الأطفال المقياس الدقيق والحساس لمستوى رقي التصميم الحديث· وهم لا يأبهون للفروق القائمة بين منهج وآخر في فنون التصميم الهندسي والحسّ البنائي التشكيلي، ولا يهتمون بما إذا كانت الطاولة مطلية بطلاء أحمر أو أزرق أو أخضر، ولكنّهم يهتمون فقط بالطريقة التي يمكنهم أن يتفاعلوا بها مع قطع أثاث غرفهم· ولهذا يمكن القول أن الأطفال لا يبحثون إلا عن القطع المتميزة التي يمكنها أن تثير اهتماماتهم وتحثّهم على التفكير)· وكان للفرنسيين دورهم المهم في هذا الفن الإبداعي حيث عمدت شركة (درول دو ميزون) بإعادة ابتكار ديكور غرف الأطفال من خلال ابتداع قطع أثاث فريد من نوعه وعملي ورقيق وهو يمثل دعوة للأحلام والخيال· وقامت هذه الشركة الفرنسية بعرض مجموعاتها الجديدة ذات الألوان الحيوية والأشكال غير المسبوقة في معرض اندكس 2007 الذي انعقد مؤخراً في مدينة دبي · واختارت هذه الشركة سحر الطفولة كمحور لإبداعاتها من الأثاث· ومجموعاتهــــا المبتكرة من قطع الأثاث تحمل أسماء مختــــــارة بدقـــــة للتعبــــير عن هذه التوجهات الإبداعية الجديـدة مثل Forêt enchantée أي (الغابـــة الســـاحرة) أو Nuage magique أي (السحاب السحري)، وتم تنفيذها بهدف الاقتراب من الخيال الرقيق للأطفال سعياً لتقديم عالم عامر بالمتعة والمرح يستمتعون بالتواجد فيه· ومن خلال كونها منتجات مستوحاة من العالم السحري الخلاب، يتخذ الأثاث شكل الأشجار السحرية أو السحب الرقيقة· ولقد حرص مصممو الشركة على أن تكون قطع الأثاث مطليّة بألوان دافئة لإرضاء الأطفال والآباء على حد سواء· ولم يكن ذلك يعني ابداً أن يكون الذوق العالي في التصميم سبباً في افتقاد القطع لوظائفها الأساسية، ومعنى ذلك أنه كان على المصممين أن يوفقوا بين الحلول العملية والترفيهية في صناعة أثاثهم الجديد· ومن المقعد الصغير إلى الغرفة المتكاملة، أصبح أثاث الأطفال للمرة الأولى ينطوي على الكثير من مفاهيم التفرد والخصوصية· وتشتهر (مؤسسة فالوسيو) Etablissements Vallosio، وهي شركة فرنسية متخصصة في المصنوعات الخشبية وتصنيع الأثاث بما تنتجه الآن من قطع فنية جميلة تقتحم عالم الأطفال وتزيد من سعادتهم وشعورهم بالراحة النفسية· وفي صناعة أثاث الأطفال، يكون للاحتياطات الاستثنائية التي تحقق أعلى مستويات الأمن والسلامة أهمية كبرى· ويتم التركيز على توفير هذه الشروط في مصانع الشركات المتخصصة من خلال إجراء عمليات متابعة لكل مراحل الإنتاج، مما يضمن تشطيبات لا جدال بشأنها، فضلاً عن احترام معايير الجودة العالية التي تفرضها القوانين وتتابعها جمعيات حماية المستهلك· ولنوعية الطلاء دور بارز في زيادة عوامل الأمن والسلامة خاصة، لأن من الواجب الافتراض بأن يقوم الطفل بمحاولة قضم أطراف قطع الأثاث، ولو كان الطلاء ساماً فإن ذلك قد يصيب الطفل بضرر بالغ· ولهذه الأسباب يتم طلاء القطع الخشبية بأنواع من اللدائن غير السامة المتوفرة بألوان متعددة كالأبيض والبيج الغامق والأحمر الفاتح والغامق والبرتقالي والأصفر الغامق والفاتح والأخضر، ولهذه القطع ميزة أخرى تكمن في سهولة فكها وتركيبها وتغيير قطعها وأجزائها عند الحاجة·