السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلاع اليمن الحصينة تتخطى الأسوار إلى عالم السياحة الرحب

قلاع اليمن الحصينة تتخطى الأسوار إلى عالم السياحة الرحب
29 ابريل 2009 01:54
اشتهرت اليمن عبر تاريخها الطويل بامتلاك عدد ضخم من القلاع الاستراتيجية من الناحية الدفاعية والأمنية مما جعلها منيعة يصعب السيطرة عليها سواء من قبل الدويلات التي قامت على أراضيها أو على المحتلين أو من يفكرون بالسيطرة عليها. وتروي المصادر التاريخية قصصا كثيرة عن الإنسان اليمني الذي لم يكتف بما لديه من تحصينات طبيعية فاتجه إلى إقامة الأسوار القوية حول المدن وكذلك الحصون والقلاع المنيعة مما جعل اليمن بلدا صعب المنال والسيطرة عليه من الأمور المعقدة فأكتسبت البلاد من خلال قلعة تعز وغيرها من القلاع اليمنية مقولة شهيرة تقول «اليمن مقبرة الغزاة». وهناك عدد كبيرة من القلاع التي تشتهر بها اليمن التي تنتشر في محافظات البلاد المختلفة فمنها قلاع (تعز والبيضاء ورداع وقلاع صنعاء وإب والحديدة وعمران) وغيرها. قلعة تعز فيما يخص إحدى أشهر قلاع اليمن «قلعة تعز» فقد كانت مقر الجيش الأيوبي حتى انتهى عصر الدولة الأيوبية عام 628 هـ في شموخ الجبل، وظل الغمام، وبهاء القمر، وسطوع الشمس. يقول علي نصر محمد- مدرس التاريخ: «يوجد داخل سور القلعة عدد من المباني التي كانت عبارة عن قصور وملحقاتها، سكنها الصليحيون ثم الرسوليون فصارت مقراً للملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول، وقد كانت القلعة حصناً للملوك واحتضنت أول معتقل سياسي في اليمن»! اتصفت القلعة بروعة فنها المكاني، وتاهت على الذرى بحصنها الحصين وامتداد سلطانها السياسي عبر العصور، فمثلت الأمان، والرعب، والنصر، والسيطرة، وكانت بحق القاهرة، وصفحات التاريخ اليمني تزخر بأدوارها البارزة، وتأثيرها في الصراعات السياسية عبر حوالى ألف عام من عمر الزمن. اكتشافات جديدة أوضحت مصادر في مكتب آثار تعز: «حظيت القلعة باهتمام ودعم القيادة السياسية ممثلة برئيسها علي عبدالله صالح، حيث شهدت أعمال ترميم وإعادة المباني فيها وتهيئة المرافق والملحقات، فأحدثت قفزة حضارية للقلعة القاهرة التي كادت أن تؤول خراباً. وقد نفذ مشروع ترميم القلعة على مساحة كلية مقدارها (7500) متر مربع، وبتكلفة اجمالية بلغت حتى الآن أكثر من (800) مليون ريال، وتحمل صندوق حماية التراث نفقات الترميم في الموقع الذي يشمل القصر الرئيسي وملحقاته من أسوار وبوابات وباحة وأربع برك ماء، اثنتان مغلقتان واثنتان مفتوحتان، حيث رصد لهن مبلغ (300) مليون ريال، فيما نسبة الإنجاز في هذا الموقع حتى الآن (07%) من مجموع الأعمال وفقاً لتأكيد مدير المشروع مدير مكتب الآثار في محافظة تعز. علاقات وارتباطات إلى ذلك يقول المهندس علي المقطري: « ارتبطت القلعة بحسب الدراسات والاكتشافات بعلاقات تاريخية مع الصين في العهد الرسولي والتي دل عليها فخار قديم . واكتشافات كثيرة (زخارف وفسيفساء وسيراميك تشكل جميعها أطباقاً نجمية ربما تعود للعهد الأيوبي، مع قطع زجاجية صغيرة غريبة ومزخرفة بالذهب) فيما تظهر أعمال الترميم اكتشافات جديدة تبين أسرارها وتاريخها العتيد وارتباطاتها مع أمم أخرى». كانت مباني القلعة ذات أصول هندسية دقيقة من حيث المجاري مثلاً وتصريف المياه وشبكة توزيعها، وهي مواسير فخارية، وجاء تنفيذ هذه الشبكات بما يتلاءم والموقع الاستراتيجي من تخزين للمياه.. إذ يقول المقطري: «يرتبط سور مدينة تعز القديمة بالقلعة القاهرة، ويقع في مرتفع صخري يعلو 120 مترا يطل على مدينة تعز، من الطريق الصاعد المؤدي إلى بوابتها الرئيسة بالإضافة إلى سور القلعة، حيث داخل السور عدد من المباني التي كانت عبارة عن قصور وملحقاتها سكنها الصليحيون ثم الرسوليون، فصارت مقرا للملك المظفر وسف بن عمر بن علي رسول. معلم سياحي تاريخي يؤكد منير عبدالله حسن- مكتب محافظ تعز: «أن قلعة تعز الملقبة بالقلعة القاهرة، هي إحدى أهم المعالم السياحية في تعز واليمن بشكل عام، تقع على السفح الشمالي لجبل صبر على قمة صخرية مطلة على مدينة تعز القديمة على ارتفاع 1500 متر عن مستوى سطح البحر. ويضيف منير: «هناك من يقول إن تاريخ تأسيس هذا القلعة يعود إلى فترة ما قبل الإسلام، غير أن ذكرها التاريخي يعود إلى الدولة الصليحية في القرن (5هـ)، عندما اتخذها عبدالله بن محمد الصليحي شقيق محمد بن محمد الصليحي حصناً له. وقد استولى على القلعة بحسب المصادر التاريخية «توران شاه» في (569هـ/1173م) بعد أن قضى على قوات عبدالنبي الرعيني، وصارت في عهد الدولة الرسولية حامية لمقر الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول، ثم آلت بعد ذلك إلى الطاهريين (924هـ/1518م) وانتزعها الأيوبيون من قوات الدولة الطاهرية بعد هزيمتها(924هـ/1518م) وظلت موقعاً عسكرياً مهماً للسيطرة على مدينة تعز بعد ذلك». من جانبه يقول قايد الخليدي- مكتب المحافظة: «إن القلعة القاهرة نفذت أدواراً عسكرية وسياسية هامة خلال تاريخها الطويل، وهي تمثل تحفة معمارية نادرة، بما تحويه من منشآت متنوعة، فضلاً عن موقعها المطل على مدينة تعز، لذا توجهت إليها الأنظار وامتدت إليها يد الترميم والتطوير لصيانتها وتأهيلها، لتكون موقعاً سياحياً فريداً يستقبل الزوار في منشآتها الترفيهية، كالمنتزهات والمطاعم والشلالات، إضافة إلى المكتبة والمسرح والمتحف ومرافق أخرى تقدم خدماتها الراقية لمرتاديها».
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©