الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيرين توما تطرح مجموعة مقتبسة من لوحات فان جوج

شيرين توما تطرح مجموعة مقتبسة من لوحات فان جوج
29 ابريل 2009 01:34
المصمّم حنّا توما اسم عريق في المهنة منذ عقود، اتجّه في الفترة الأخيرة إلى إطلاق ابنته شيرين في هذا العالم. فقدّما معاً عروض أزياء بنغمة مختلفة. «شغف فان جوج» عنوان العرض الأخير الذي حمل توقيعهما في باريس، حيث تحمل الفساتين حكاية لون وحركة مقتبستين من اللوحات الرائعة التي رسمها التشكيلي الهولندي «فان جوج». تميّز العرض برسومات باليد وبتطريز يظهر بأبعاده الثلاثية. تحدّثت شيرين توما إلى «دنيا» في هذا الحوار حول عرضها الحديث، وطريقة إنجازها للأزياء، وشرحت شغفها الشخصي بالرسّام «فان جوج». ما العلاقة الفنيّة التي طرحتها بين لوحات «فان جوج» وأزياء مجموعتك الأخيرة؟ «فان جوج» هو رسّامي المفضّل، كما كتب أجمل الغزليّات من دون أن يجمعها في ديوان مستقلّ. قمت ببحث شاسع كي أفهم أعمال «فان جوج» أكثر، وأترجمها في مجموعتي وفقاً لرؤيتي الشخصيّة. اشتهرت لوحاته بالتغيير والصخب، والشغف بالطبيعة بألوانها الترابية، والصارخة مثل الأزرق والأخضر. وعندما ننظر إلى اللوحة، نشعر بأنّها ستطير لشدّة ما فيها دوامات صغيرة من الحركة واللون. فصمّمت أزياء مقتبسة من لوحات «فان جوج»، لا سيّما «دوّار الشمس»، و»الأغصان»، و»نجوم الليالي». كيف ترجمت حركة اللون والضوء لدى «فان جوج» في تصاميمك؟ نقلت الشغف إلى الأقمشة، وحكتها بألوان متدرّجة، من الزهري إلى البنفسجي ومن الأزرق والأخضر بتدرّجاتهما وصولاً إلى الأبيض. هذه الأقمشة تكتمل حكايتها بانبعاثها إلى الضوء الربيعي. صمّمتُ الفساتين كحركة الهواء، وصغتها كما النسيم العليل، بأقمشة هدلة وحسّاسة، مثل الموسلين والأورجنزا والتافتا، التي تحمل الرّقة مع تماوجات العارضات. اعتمدت الخلط اللوني الصاخب في هذا العرض. هل هذه موضة صيف 2009؟ إنّه الأسلوب الذي اخترته للمرأة وفقاً لتأثرّي بفنّ «فان جوج». فقد كرّست خلط الألوان، حتّى على القماش ذاته أحياناً، واستعملت في فساتين أخرى لونين مختلفين وإنّما من نوع قماش واحد. فأتت الأزياء بخلطة لونية راقية تبهر العين وتمنح المرأة إطلالة مبهرة، وأظنّ ذلك الأسلوب يخلق مدرسة جديدة من الألوان. الرسم باليد والتطريز الغريب على الفساتين، كيف أنجزتهما؟ للمرّة الأولى في عالم الهوت كوتور، قدّمت أسلوباً جديداً هو التطريز بالأبعاد الثلاثيّة، أيّ أنّ المشاهد يستطيع أن يلحظ التطريز ويتمتّع بجماليته من مختلف زوايا الرؤية، ومن كافة الجهات. أمّا بالنسبة إلى الرسم باليد فهذه موهبتي، وقد جسّدتها بخلق حركات دائرية صغيرة، وكأنّها هواء متطاير من القطعة. فستان العروس كان وحيداً وإنّما يميّزه تاج: ما المميّز في هذا الموديل؟ تاج العروس مع الفستان الأبيض الملكي حصد صيحات تردّدت أصداءها في الصالة. رصّعته بأحجار شواروفسكي متعدّدة الأحجام، في نقلة لونيّة مهمّة، تتدرّج من اللون النيلي مروراً بالأزرق الأفتح ثمّ السماوي، وصولاً إلى الأبيض. عكس التاج إبداعاً مميّزاً وتجديداً على طريقة «فان جوج» اللونيّة. هل تعتبرين نفسك العنصر المجدّد في مسيرة والدك حنّا توما؟ لطالما كان والدي محبّاً للتجديد، فحملت كلّ مجموعة أفكاراً حديثة، ولكنّ الموضة في الماضي لم تكن فسيحة كما هي عليه اليوم. عندما درست الهندسة الداخلية وعملت في هذا المجال، شعرت بأنّني أميل أكثر إلى الأزياء، خصوصاً بعدما شاركت الوالد في عرض أزياء صمّمناه معاً. هل تخصّصت في تصميم الأزياء لاحقاً؟ درست الخياطة والتنفيذ لمدّة سنتين في معهد S.Mode، وهذا الاختصاص برأيي أجدى من التصميم، لأنّه يتيح لنا معرفة طريقة القصّ والخياطة وتنفيذ القماشة كي تلائم الموديل الذي تمّ تصميمه. فاطلّعت على الصعوبات التي ترافق ترجمة الرسمة على القماش، لأنّ الفستان المرسوم نراه بمنظار بِبُعدين فقط، أمّا على القماش فيتحوّل إلى ثلاثي الأبعاد. كم عرضاً قدّمت مع والدك؟ حوالي 10 عروض في لبنان وأبوظبي، وباريس، وبلغراد، ومونتي نيغرو. في هذا البلد السياحي بالتحديد يقام مهرجان سنوي يجتمع فيه مصمّمون من كافة أنحاء العالم. كنّا الوحيدين اللذين قدّما مجموعة من الهوت كوتور وليس الأزياء الجاهزة. بأيّ أسماء عالمية تأثّرت؟ أحبّ المصمّم الفرنسي «كريستيان لا كروا» عندما يمزج بين الأقمشة وفي الألوان. و«جان بول غوتييه» الذي تبدو أزياؤه وكأنّها قادمة من كوكب آخر. كما تعجبني ببساطة «دار شانيل» في التايورات. وهناك المصمّم الإنكليزي «ألكسندر ماكوني» الذي يقدّم أزياء منفوخة وخارجة عن المألوف. ولا أنسى المصمّم الراحل «Ferre» الذي أبدع عندما كان مديراً تنفيذياً لدار «ديور». أمّا «فالانتينو» فأزياؤه كلاسيكية تماماً وتعجبني أحياناً. هل تجدين الإبداع موجوداً لدى المصمّمين اللبنانيين؟ إنّ ثلاثة أرباع ما يقدّمه المصمّمون اللبنانيون هو من الأسلوب نفسه ولا تجديد فيه. لعلّهم يكرّرون خطّهم من مجموعة إلى أخرى. ولكنّ الناس يتذوّقون أعمالهم، ويبيعون كثيراً أيضاً. ما مفهومك للعالميّة في مهنة التصميم؟ الشقّ الأوّل من العالمية يكمن في إقامة عرض أزياء في إحدى العواصم الغربيّة (باريس أو روما)، أو ربّما لندن أو ميلانو. فتتعرّف الصحافة العالميّة إلى المصمّم وتكتب عن مجموعته، سلبياً أم إيجابياً، لا يهمّ. الشقّ الثاني من العالميّة هو الأصعب والأهمّ، لأنّ تحقيقه يرتكز على إقامة عامّة عالية المستوى كي يتمكن المصمّم من الانتشار أكثر، وتصريف قطعه إلى كافة أنحاء العالم. هل حقّقت الشقّ الثاني من العالميّة؟ للأسف أنّني لم أبلغ العالميّة بشقّيها اللذين ذكرتهما، ولكنّني أسعى إلى الإحاطة بحلقة مهمّة من العلاقات العامّة كي تتسع دائرة زبوناتنا في العالم. في الوقت الحاضر تبتاع من مجموعتي حوالي 10 أو 15 سيّدة، وأنا أصبو إلى خمسين أو مائة امرأة من كافة الجنسيات.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©