الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يوجه بإطلاق اسم سيف غباش على أحد الشوارع بأبوظبي

محمد بن زايد يوجه بإطلاق اسم سيف غباش على أحد الشوارع بأبوظبي
19 فبراير 2014 07:54
السيد سلامة (أبوظبي) - في إطار حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على الوفاء لأبناء الوطن الذين ساهموا في دعم بنيان الاتحاد وبذلوا التضحيات من أجل إيصال رسالة الإمارات إلى العالم ونشر السلام والأمن والاستقرار والتنمية، وجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق اسم الفقيد سيف غباش على أحد الشوارع في أبوظبي. ويأتي هذا التوجيه، تقديرا وتكريما للأعمال والتضحيات التي قدمها الفقيد خلال مسيرة عمله في خدمة الوطن وإخلاصه في تأدية واجبه الوطني وتخليدا لذكراه. وشهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي أمس، الاحتفالية الخاصة بإزاحة الستار عن اللوحة التي تحمل اسم الفقيد سيف غباش على أحد شوارع أبوظبي بالقرب من مسجد الشيخ زايد الكبير باتجاه مدينة زايد الرياضية، حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلام الوطني، بعدها قام سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان بمشاركة عائلة الفقيد بإزاحة الستار عن اللوحة الخاصة باسم الشارع. وأشاد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، بالتوجيهات الكريمة التي تعبر بصدق عن وفاء القيادة الحكيمة وتقدير شعب الإمارات لأبناء الوطن المخلصين الذين أفنوا حياتهم وكرسوا جهودهم وقدموا أرواحهم من اجل رفعة الوطن الغالي وخدمة قضاياه ومصالحه. وقال سموه، إن الإمارات لا يمكن أن تنسى أيا من أبنائها كما أنها لا تنسى مآثرهم وتاريخهم المشرف وأعمالهم التي قدموها في خدمة وطنهم، وهم يحملون راية ورسالة الإمارات إلى العالم من أجل الخير والتضامن والسلام والتعايش والتقدم الإنساني. وأشار سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، إلى أن الفقيد سيف غباش كان من أبرز من ساهم بجهود وطنية مخلصة في بداية قيام الدولة بما امتلكه من مهارة قيادية وثقافة عالية ووطنية عميقة في إرساء الدعائم السياسية لدولة الإمارات مع زملائه في وزارة الخارجية. وأضاف سموه أن الفقيد آمن بمكانة الإمارات ومستقبلها الواعد على الرغم من حداثة تأسيسها في تلك الفترة فعمل بكل جد وإخلاص وتفان من اجل إيصال صوت الإمارات عاليا في المحافل الدولية وخدمة قضاياها وقضايا الأمة العربية في شتى المناسبات وكافة الفعاليات. وأزاح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان اللوحة التذكارية عن شارع “سيف غباش”، بحضور كل من معالي صقر غباش وزير العمل، ومعالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي سعيد غباش، والشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد وكيل وزارة الخارجية، ومعالي ماجد المنصوري رئيس دائرة البلديات، وجبر محمد السويدي مدير عام ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، وسيف سعيد غباش الرئيس التنفيذي لـ”أبوظبي للإعلام” بالإنابة، وأبناء الفقيد، عدنان سيف غباش، وعمر سيف غباش سفير الدولة لدى روسيا، وسعيد سيف غباش، وعدد من أحفاد الفقيد. ورصدت “الاتحاد” ردود الأفعال الإيجابية حول هذه اللفتة الكريمة من قيادتنا الرشيدة بإطلاق اسم “سيف غباش” على الشارع، وقال معالي سعيد غباش: المبادرة تجسد ما تكنه القيادة من تقدير لكل أبناء الوطن، الذين قدموا إسهامات عظيمة لخدمة الوطن، ومنهم المرحوم “سيف غباش”، ونحن نتوجه بعظيم الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي”. وأضاف: “تعتبر المبادرة بمثابة رسالة من القيادة الرشيدة لكل أبناء الوطن المخلصين بأن الوطن يقدر كل من يعمل بجد وإخلاص في سبيل رفعة راية الوطن وازدهاره، كما أن هذه الرسالة موجهة للنشء والشباب لتعريفهم بالرموز الوطنية من أبناء وبنات الوطن، الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوصول للنهضة الحضارية التي نشهدها اليوم”. وقال معالي صقر غباش وزير العمل: هذه اللفتة الكريمة من القيادة الرشيدة تحمل معاني وطنية نبيلة خاصة بعد مرور 36 عاماً على وفاة «سيف غباش»، وتؤكد من خلالها أن العطاء والتفاني في خدمة الوطن يظل كنوزاً يسجلها التاريخ بحروف من نور في الذاكرة الوطنية، وهذا ما قام به سيف غباش وغيره من المخلصين من رجالات الوطن ونسائه الذين شاركوا بإخلاص في بناء هذا الوطن خلف قيادة الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه. وأضاف معاليه: هذا التقدير من جانب القيادة هو لمنظومة القيم بدرجة أولى، وهو أيضاً تقدير لشخص من حمل هذه القيم وهو «سيف غباش»، هذا الرجل الذي قدم نموذجاً أصيلاً للوطنية، فهو أحد أبناء الوطن البررة الذي اكتسب علماً وخبرة ووظفها في خدمة الوطن، فقد ساهم إلى جانب معالي أحمد خليفة السويدي وزير الخارجية آنذاك في بناء منظومة الدبلوماسية الإماراتية، ونقلوا للعالم رؤى القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه. وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية: أن الوفاء سمة أصيلة من سمات الإمارات وقيادته الرشيدة، وهذا التقدير من جانب القيادة هو تقدير لأحد أبناء الرعيل الأول، الذين ساهموا في نهضة الوطن وسط متغيرات بذلوا فيها الجهد والعرق، بل إن «سيف غباش» قدم حياته في ظروف صعبة كان الوطن العربي يمر بها في نهاية سبعينيات القرن الماضي، واليوم نتذكر مناقب «سيف غباش» وإسهاماته في بناء منظومة الدبلوماسية الإماراتية والتي نعتز بها جميعاً كأبناء للراحل في الخارجية الإماراتية. وأكد السفير عبدالوهاب ناصر النجار مدير إدارة الشؤون الدبلوماسية بوزارة الخارجية، أنه شرف بأن يكون أحد الخريجين الشباب، الذين التحقوا بالخارجية في العام 1976 على يدي المرحوم «سيف غباش»، قائلاً: كنا 13 خريجاً استقطبهم «سيف غباش» للعمل في الخارجية وشرفنا جميعاً بأننا تتلمذنا على يديه في هذه المدرسة العريقة، وقد كان لنا نِعم الأخ والمعلم والموجه، وهو وطني من الطراز الأول. من جانبه، قال عدنان سيف غباش: «أسرتنا تشعر بكل الامتنان والعرفان للقيادة الرشيدة على هذه المبادرة التي أدخلت السرور إلى قلوبنا جميعاً، وضاعفت من فخرنا بوالدنا المرحوم سيف غباش الذي لم تغب ذكراه عنا لحظة واحدة، ففي كل شؤون حياتنا نستلهم منظومة القيم العظيمة، التي غرسها في نفوسنا،». وأعرب عمر سيف غباش سفير الدولة لدى روسيا عن سعادته وأفراد أسرته بهذه المبادرة الحضارية من القيادة الرشيدة قائلاً: «إطلاق اسم والدي سيف غباش على الشارع يمثل وسام فخر لنا نحن أسرته الصغيرة، وأيضاً لكل أبناء وبنات الوطن». وأضاف، أن مناقب الوالد سيف غباش تظل محور حياتنا كأبنائه، فالمبادئ التي أرساها في نفوسنا هي العزة والكرامة والانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة ونحن على هذا الدرب سائرون. ودعا السفير عمر غباش النشء والشباب إلى الوقوف أمام هذه المبادرات الوطنية من القيادة الحكيمة، والتي تحمل معاني ودلالات عظيمة على الجميع أن يتمثلها ويتعرف على التحديات، التي واجهت هذا الرعيل الأول الذي عاصر مرحلة التأسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة. من جانبه، قال سعيد سيف غباش: «هذه لفتة كريمة من قيادتنا، ونعتز بها كثيراً، وحرصنا على أن يظل اسم “سيف غباش” ممتداً من جيل لآخر، ويحمل عدد من أحفاد الفقيد هذا الاسم الخالد “سيف غباش”، وهم: سيف عمر غباش، وسيف عدنان غباش، وسيف سعيد غباش. وقال سيف عمر غباش: «إن ذكرى جدي ليست وساماً على صدورنا كأحفاده وإنما هي وسام على صدر كل مواطن ومواطنة». عبدالله آل حامد: الراحل في ذاكرة الوطن قال الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد: إن الوطن وقيادته الرشيدة يعتز بإسهامات أبنائه وبناته سواء من قيادات الصف الأول أو هؤلاء الذين شغلوا وظائف بسيطة، فالجميع أمام منظومة العطاء الوطني محل تقدير واحترام، و«سيف غباش» أحد هؤلاء المخلصين، الذين لم تغب ذكراهم العطرة عن الوطن يوماً، وعلى الرغم من مرور أكثر من 3 عقود على وفاته فإنه يظل حاضراً في ذاكرة الوطن والقيادة الرشيدة. ماجد المنصوري: نعتز بإسهامات سيف غباش أكد معالي ماجد المنصوري أن إطلاق اسم “سيف غباش” على هذا الشارع جاء بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونحن كبلديات نعتز بإسهامات الراحل الكريم الذي قدم الكثير للوطن ودفع حياته ثمناً لذلك. سيف غباش.. تاريخ من الكفاح والنجاح سيرة الفقيد سيف غباش حافلة بقصص الكفاح والنجاح في مسيرة العلم والعمل وتقلد خلالها أرفع المناصب في وزارة الخارجية حيث اغتالته يد الغدر وهو في منصب وزير دولة للشؤون الخارجية، والمتحدث الرسمي باسم دولة الإمارات في المحافل الدولية. وولد سيف سعيد بن غباش المري في 21 أكتوبر سنة 1932 في حي معيرض بإمارة رأس الخيمة، وقال عنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه “إنه مثال للرجل المسؤول وواحد من خيرة الشباب ممن جاهدوا وسعوا إلى خير العرب ووحدة كلمتهم وتضامنهم”. توفي والده سعيد بن غباش بن مصبح بن أحمد بن زايد بن صقر بن أحمد المري عندما كان سيف غباش في الثانية عشرة من عمره، وتوفيت والدته بعد 3 أشهر من وفاة والده، وعاش بعدها في كنف عمته في دبي لمدة 3 سنوات حيث التحق بالمدرسة الأحمدية لفترة من الزمن وكان يدرس اللغة الإنجليزية في مدارس ليلية، وفي سنة 1946 بدأ مسيرته التعليمية على يد الشيخ أحمد بن حجر حيث تعلم النحو والبديع والبيان والفقه الإسلامي وعلم الفرائض. في خريف 1949 سافر سيف غباش إلى البحرين طلباً للعلم والمعرفة، ليغادر بعدها إلى العراق بعد تخرجه من الثانوية العامة سنة 1953 وحصوله على المركز الأول حاملاً رسالة توصية تشيد بكفاءته من دائرة المعارف، ولتبدأ رحلته الجامعية في دراسة الهندسة في جامعة بغداد، حيث اجتاز السنتين الأولى والثانية إلا أن الظروف السياسية التي أعقبت العدوان الثلاثي على مصر حالت دون إتمامه السنة الثالثة، واضطر إلى مغادرة العراق سنة 1956 متوجهاً إلى مصر حيث حصل على بعثة من المؤتمر الإسلامي هناك، ثم سافر إلى الكويت ليعمل هناك بوظيفة مساعد مهندس في دائرة الأشغال الكويتية وسط إصرار منه على متابعة القراءة والبحث العلمي. وفي سنة 1959 سافر سيف غباش إلى النمسا بعد أن توقف برهة في لبنان، وأقام في مدينة “غراتس” التابعة للعاصمة فيينا حيث عكف على دراسة اللغة الألمانية بشغف ثم انتقل بعد ذلك إلى ألمانيا وتحديداً إلى مدينة ديسلدورف وعمل مساعد مهندس في شركة إنشاءات ألمانية، وانتقل بعدها من ألمانيا إلى سويسرا كما قام بزيارات متعددة إلى إيطاليا التي أسهمت في إثراء ثقافته في حقل الآداب والفنون، وفي 1963 انتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس وتعلم اللغة الفرنسية ودرس الأدب والفلسفة. في سنة 1969 وبعد نحو 20 عاماً من الغربة والترحال، عاد سيف غباش إلى مسقط رأسه في رأس الخيمة ورزق تباعاً بأبنائه الثلاثة عدنان وعمر وسعيد، وكان أول عمل يسند إليه هي وظيفة رئيس قسم الهندسة في بلدية رأس الخيمة. ورافق سيف غباش بين عامي 1969 و1970، المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي إلى بعض العواصم العربية والأجنبية، وشارك ضمن وفد رأس الخيمة في محادثات الاتحاد التي سبقت انسحاب بريطانيا من المنطقة وإعلان استقلال دول الخليج، وفي عام 1971 كان من أوائل المواطنين الذين هبوا للدفاع عن أرضهم ووطنهم حيث ذهب ضمن وفد من الإمارة إلى القاهرة لعرض قضية احتلال إيران للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى على مجلس جامعة الدول العربية، مدافعاً عن عروبة الجزر ومطالباً بإنهاء الاحتلال الإيراني، كما شارك في إصدار نشرة عن تطورات الوضع بعد الاحتلال وساهم في ترجمة وصياغة البرقيات المرسلة إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. وعين سيف غباش بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971 في منصب وكيل وزارة الخارجية، حيث عمل جاهداً في تنظيم الوزارة وتجهيز العناصر الجيدة من شباب الإمارات لإرسالهم إلى سفارات الدولة في الخارج، كما قام بتنظيم الإدارات التابعة ومنها الشؤون السياسية والشؤون القنصلية والمالية والإدارية والسكرتارية، ساعياً إلى تربية جيل جديد من الدبلوماسيين عبر دعوتهم الدائمة إلى تحكيم العقل والابتعاد عن الانفعال والعواطف وانتهاج الموضوعية في الحكم على الأحداث التي تمر بها البلدان العربية والأجنبية. وفي 25 ديسمبر 1973 شكلت وزارة اتحادية جديدة وعين الفقيد أول وزير دولة للشؤون الخارجية، ليصبح المتحدث الرسمي باسم دولة الإمارات العربية المتحدة في المحافل الدولية، محاولاً بكل جهده إيصال صوت الإمارات إلى العالم ودعوتها إلى صداقة الشعوب واستتباب العدالة والسلام. في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 25 أكتوبر عام 1977 أثناء مرافقته عبد الحليم خدام وزير الخارجية السوري آنذاك إلى مطار أبوظبي لوداعه، وعند دخولهما إلى الصالة الكبرى لمطار أبوظبي انطلقت رصاصات غادرة كانت تهدف اغتيال خدام لكنها أصابت الوزير غباش في كتفه وبطنه، حيث نقل إلى المستشفى، وتوفي متأثراً بجروحه، لتفقد الإمارات رجلاً من رجالاتها البارين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©