الشركات اليابانية تعتلي عرش صناعة الإلكترونيات

ما تزال شركات صناعة الأجهزة الإلكترونية اليدوية في اليابان تسجّل الانتصار تلو الآخر في السباق المحتدم لريادة الأسواق العالمية· ولا يكاد يمر يوم إلا وتعلن إحدى هذه الشركات عن تحقيق اختراق جديد في هذه الصناعة المعقدة· ومنذ نهاية شهر أغسطس الماضي، أعلنت شركة كاسيو اليابانية عن أنها بصدد طرح النسخة الاختبارية الأولى لكاميرة رقمية بالغة السرعة يمكنها التقاط 60 صورة في الثانية الواحدة؛ وهي تفوق سرعة العين البشرية في التقاط الصور· ومن المعروف أن عين الإنسان تستطيع تثبيت 10 صور على الشبكية في كل ثانية كحدّ أقصى؛ ولهذا يمكن القول إن كاميرة كاسيو الجديدة أسرع من عين الإنسان في التقاط الصور بعشر مرات؛ وهي تعد الآن الكاميرة الأسرع في العالم من دون منازع· وللسرعة العالية في التقاط الصور أهمية كبرى في التطبيقات العلمية والعملية لأنها تسمح بتصوير الأجسام ذات الحركة السريعة مثل الطيور والآلات والسباقات الرياضية لتقوم بذلك بدور الكاميرات الرقمية الخاصة بالتصوير السينيمائي· ويجمع الخبراء على أن كاميرة كاسيو ستفتح الأبواب الواسعة لاستخدامات جديدة لم تكن متوقعة للكاميرات الرقمية مثل البحوث العلمية التي تطلب سرعة عالية في تسجيل التغيرات الطارئة على الأنظمة ومراقبة وتحليل مسارات الأجسام ذات الحركة السريعة· وتبلغ كثافة الصور التي تلتقطها (الوضوح) 6,0 ميجابيكسيل، وهي مجهزة بمجسّ ضوئي سريع الأداء· ومن الفوائد الأخرى لكاميرة (كاسيو) أنها تستطيع التقاط الصور الثابتة من الأفلام المتحركة· ومن المنتظر إطلاقها في الأسواق بداية العام المقبل· ولم تمضِ إلا أيام قلائل على إعلان شركة كاسيو عن اختراعها الجديد حتى طلعت شركة (ماتسوشيتا إليكتريك إنداستريال)بابتكار جديد بالغ الأهمية عندما عرضت على الصحافة العالمية الموبايل الجديد والأنيق (بروسوليد) Prosolid الأقل سمكاً في العالم على الإطلاق والذي ينتمي للجيل الثالث حيث يبلغ سمكه 9,8 ميليمتر ويبلغ اتساع شاشته 3 بوصات وستظهر الصور بتقنية البلورات السائلة· وسوف يظهر في الأسواق العام المقبل· وشركة (ماتسوشيتا) معروفة أكثر باسمها الآخر (باناسونيك)، وهي من الشركات الرائدة عالمياً في صناعة الأجهزة الالكترونية· وبهذا يكون (بروسوليد) قد انتزع لقب أرقّ موبايل في العالم من ذلك الذي اشتهرت به شركة (موتورولا) الأميركية خلال السنتين الماضيتين· ويمكن تصوّر قوة هذه الشركة وضخامة طموحاتها المقبلة للسيطرة على العديد من حقول وميادين ابتكار وتطوير وإنتاج الأجهزة الإلكترونية، من خلال الإشارة إلى أن مجمل مبيعاتها عن العام المالي الماضي الذي انتهى في 31 مارس من عام 2006 بلغت 76,02 مليار دولار· وليست هذه إلا بعض النماذج القليلة عن الابتكارات الجديدة التي يطلع بها اليابانيون كل يوم على العالم والتي توحي بأنهم أصبحوا قوّة لا تجارى في هذا الاختصاص؛ وهم عازمون على توسيع الهوّة بينهم وبين بقية مطوّري ومنتجي الأجهزة الإلكترونية اليدوية في العالم بمن فيهم الأميركيون· واليابانيون أيضاً أكثر مستخدمي الأجهزة الإلكترونية اليدوية على الإطلاق؛ وهم يعيشون معها بكل أحاسيسهم حتى أصبحت جزءًا منهم· وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد المشتركين في الموبايل من الفئات العمرية التي تقل عن العشر سنوات وتزيد عن الستين حطّم حاجز الـ100 مليون· وتفيد هذه الإحصائيات أيضاً بأن النمو المنتظر في سوق تشغيل الموبايل في اليابان سوف يتركز على الفئة العمرية التي تقل عن 14 عاماً وتزيد عن ·55 وسجلت أسواق خدمات الموبايل للفئة العمرية التي تقع بين 5 و9 سنوات نمواً كبيراً حيث ارتفع عدد المشتركين من هذه الفئة من 29 بالمئة عام 2004 إلى 64 بالمئة خلال العام الجاري· إلا أن النمو الأكبر هو الذي سجل في الفئة العمرية التي تقع بين 55 و65 عاماً وحيث سجل عدد مشتركي هذه الفئة زيادة بلغت 1,62 مليون مشترك جديد في عام ·2006