أردوجان: صبرنا ينفد وبإمكان بغداد تجنب الاجتياح

أبلغ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوجان صحيفة ''لاستامبا'' الايطالية نشر أمس انه لا يزال بالإمكان تجنب قيام الجيش التركي بعملية عسكرية ضد الانفصاليين الأكراد في شمال العراق في حال اتخذت بغداد اجراءات ''عاجلة ملموسة'' ضد المتمردين الأكراد· فيما اتهم نائبه جميل شيتشيك نواب حزب المجتمع الديمقراطي التركي الذين حضروا أمس الأول عملية تسليم الجنود الثمانية الذي أسرهم مسلحو ''الكردستاني'' بعد اطلاق سراحهم، بأن لهم صلات بالمتمردين الانفصاليين وأبلغ قناة ''ان تي في'' التلفزيونية بأنقرة ان الادعاء التركي بدأ عملية تحقيق لمعرفة ملابسات القضية· من جهتها، حذرت قيادة حزب العمال الكردستاني أمس من ان عناصرها قد يكونون هدفا لحملة عسكرية بشمال العراق بضغط من أنقرة حاثا الحكومة الأقليمية بكردستان العراق على عدم التعاون مع القوات التركية في اي عملية أمنية· وقال أردوجان في حديث الصحفي الذي نشر قبيل لقائه مع الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، ''في حال اتخذت الحكومة العراقية اجراءات عاجلة ودائمة ضد حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية فإن الحكومة التركية قد لا تستخدم عندها الإذن'' الذي اعطاها إياه البرلمان لشن عملية عسكرية بشمال العراق· وأضاف بقوله ''تركيا لم تقطع ابدا المحادثات الدبلوماسية والسياسية مع بغداد''، الا انه حذر قائلا ان ''صبر الشعب التركي بدأ ينفد''· وقال أردوجان في حديث آخر لصحيفة ''لاريبوبليكا ان من واجب العراق منع الهجمات الارهابية·· ما نتمناه صدقا هو قيام العراق سريعا بتحمل مسؤولياته عبر ازالة الخطر الارهابي''· ويقوم أردوجان بعد اختتام زيارته لواشنطن، بزيارة روما غدا وهي احدى الدول الأوروبية التي تدعم بقوة دخول تركيا الاتحاد الأوروبي· وكان 3 من نواب حزب المجتمع الديمقراطي التركي الممثل في البرلمان، قد سافروا الى العراق في اطار وساطة لتأمين اطلاق الجنود الأسرى وحضروا عملية تسليمهم لسلطات كردستان العراق· ونقلت قناة ''سي ان ان'' التركية عن شيتشيك قوله '' انهم قبضوا متلبسين بالجريمة· هناك شيء لا يمكننا تجاهله في العملية التي صاحبت عملية تسليم الجنود·هناك أدلة على الذين يدعمون الارهابيين''· وأضاف بقوله ''ان التحقيق يهدف لمعرفة ما إذا كان النواب الثلاثة متورطين في أعمال تمس بأمن البلاد بموجب قانون مكافحة الاهاب· من جهتها، نقلت وكالة ''فرات'' المقربة من متمردي الكردستاني،عن قائد الانفصاليين مرات كريلان قوله '' يمكن ان تستهدف قواعدنا بغارات جوية· نعلم ان هناك خططا لاغتيالات وعمليات اختطاف ضد قادة حركتنا· وعلى حكومة كردستان العراق عدم المساعدة فيها''· من ناحيته، يسعى بوش الى طمأنة أردوجان بالتزام واشنطن بمحاربة الانفصاليين الأكراد الذين يشنون هجمات من العراق على الأراضي التركية· وأوضح اردوجان قبل اجتماعه مع بوش انه يريد حلا حاسما للتصدي للمقاتلين الانفصاليين· ويرى مراقبون ان اجتماع أمس يمكن ان تكون له عواقب كبرى على جهود الرئيس الأميركي لإعادة الاستقرار للعراق إذا لم يخرج أردوجان راضيا عن نتائجه· وفي بغداد أكدت الحكومة العراقية على لسان المتحدث باسمها علي الدباغ أنها تقوم بما في وسعها ''للقضاء'' على المتمردين الأكراد الأتراك المتحصنين في شمال العراق محذرة من أن تدخلا تركيا سيؤدي الى فوضى في كامل المنطقة وسيزعزع ليس فقط استقرار شمال العراق الآمن بل أيضا كافة دول المنطقة· وكان نائب رئيس الحكومة التركية جميل شيتشيك، اتهم 3 نواب من حزب المجتمع المدني التركي الكردي بأنهم ضبطوا متلبسين بوجود صلة بينهم و''الإرهابيين'' على خلفية حضورهم عملية تسليم الجنود الأتراك الثمانية الأسرى في الأراضي العراقية أمس الأول في حين بدأ الادعاء التركي تحقيقا في هذه الملابسات بموجب قانون مكافحة الإرهاب· من جهتها، شنت قوات أميركية عراقية أمس عمليتين أمنيتين واسعتين تحت مسمى ''المطرقة الحديدية'' و''مطرقة المحارب'' بمشاركة 3 ألوية أميركية و3 فرق عراقية تستهدفان فلول ''القاعدة'' بمحافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى (الموصل) وديالى، في حين أسفرت مداهمات واسعة عن اعتقال عشرات الإرهابيين والمشتبه بهم بينهم 5 نساء و8 رجال تم ضبطهم في النجف بهويات أفغانية مزورة· وأفاد الهلال الأحمر العراقي بارتفاع عدد النازحين داخل البلاد الى نحو 2,3 مليون شخص بزيادة 16% مقارنة بأغسطس الماضي بينهم 65,3 % من الأطفال دون الثانية عشرة''·