الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معتقل جوانتانامو··· والطريقة الذكية لإغلاقه

معتقل جوانتانامو··· والطريقة الذكية لإغلاقه
6 نوفمبر 2007 00:07
في يوليو 2005 انضممتُ إلى مجموعة من كبار صناع السياسة في البيت الأبيض من أجل مراجعة سياسات الإدارة بخصوص المعتقل العسكري الأميركي في خليج جوانتانامو بكوبا· وبينما كنا نسير نحو مكتب مستشار الأمن القومي في الجناح الغربي للبيت الأبيض، كانت شاشات التلفزيون هناك تنقل الأخبار المروعة لهجوم كبير على قطار الأنفاق في لندن يحمل بصمات ضربة من ضربات ''القاعدة''، بعد ذلك بلحظات، تحدث أحد الموظفين الساميين في البيت الأبيض فقال: ''يبدو لي أن هذا الاجتماع لم يعد مناسبا''· صحيح أن التهديد المستمر للإرهاب قائم وحقيقي، إلا أن ذلك لا يعني أن علينا أن نحافظ على معتقل ''جوانتانامو'' مفتوحا، أو أنه مفيد لحربنا ضد ''القاعدة''؛ ولكن لم يخطر ببال ذاك المسؤول أن تجربة الأربع سنوات السابقة تقدم دروسا يمكن أن تساعدنا في مراجعة المقاربة الأميركية تجاه اعتقال الإرهابيين الأجانب المشتبه فيهم· لقد أعلن الرئيس بوش أنه كان بوده إغلاق معتقل ''جوانتانامو'' لو أنه يستطيع فعل ذلك من دون تعريض حياة الأميركيين للخطر· والحقيقة أنه يستطيع، وإن كان ذلك يتطلب اعترافا مؤلما ببعض الحقائق حتى نبلغ هذا الهدف· ما الذي ينبغي فعله؟ الواقع أنه من السهل المطالبة بإغلاق المعتقل، ولكن من الصعب البت بشأن ما الذي ينبغي فعله مع معتقلين خطيرين هناك مثل خالد شيخ محمد، الذي يعد الرأس المدبرة لهجمـــات الحادي عشــر من سبتمبر· ثم إنـــه حتى إذا اتفقنـــا على عــدم استعمــال جوانتانامو كمعتقـــل طويل الأمــد، فإننـــا مازلنـــا مطالَبين في هـــذه الحالـــة بتحديـــد أي نــوع من الأنظمــة يمكن أن يحتضن أعدادا كبيرة من الإرهابيين الذين يُعتقلون في الحملات الحالية أو المستقبلية ضد ''القاعدة''· إن إرجاع جميع المعتقلين إلى بلدانهم الأصلية (مثل اليمن وسوريا ومصر وباكستان) ليس حلا، فبعض هذه البلدان لن تقبل استلامهم، وبعضها سيسيء ربما معاملتهم، في حين أن بعضها الآخر قد يعمل على الإفراج عن نشطاء خطيرين· بالمقابل، فإن مقاضاة معتقلي جوانتانامو عن الجرائم في المحاكم الأميركية ليس حلا أيضا، ذلك أنه لا يمكن في الكثير من الحالات تقديم أدلة ضد أحد المشتبه فيهم في محاكم مدنية مفتوحة من دون تقويض المصادر والطرق الاستخباراتية وتعريضها للخطر، كما أن الدليل قد لا يكون مقبولا حسب قوانين المحاكم الجنائية الأميركية· بالتالي، فإن أفضل طريقة لإغلاق معتقل جوانتانامو إنما تكمن في منزلة بين المنزلتين: أي نقل العديد من المعتقلين إلى بلدانهم الأصلية، وإرسال بعضهم إلى بلدان أخرى، ووضع الباقي -كأولئك الذين ستتم مقاضاتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب- في منشآت شديدة الحراسة في الولايات المتحدة؛ إذ يمكن سجنهم في مرافق عسكرية، مثل تلك التي سجن فيها إرهابيون أميركيون مشتبه فيهم مثل ''خوسي باديا''، أو في سجون فدرالية شديدة الحراسة مثل السجن حيث يحبس ''رمزي يوسف'' مهندس عملية تفجير مركز التجارة العالمية عام ·1993 على البيت الأبيض أن يقود هذه الجهود؛ ولكن علينا ألا ننظر إليه وحده، ذلك أنه ما لم ينخرط الكونجرس وحلفاؤنا في هذه الجهود، فإن إغلاق معتقل جوانتانامو لن يتأتى؛ صحيح أن الإدارة الأميركية لم تبذل ما يكفي من الجهود للتعاون مع الكونجرس في هذا الصدد، غير أن على الكونجرس أن يؤمن اعتقالا آمنا وفعالا، وذلك من خلال تعريف فئة المشتبه في صلتهم بالإرهاب الذين يمكن للجهاز التنفيذي أن يعتقلهم بشكل قانوني، وتفويض مهمة الإشراف على هذه الاعتقالات ومراجعتها للمحاكم· كما يتعين على حلفائنا أيضا أن يبذلوا جهودا أكبر؛، ويعملوا بكل جدية على تقليص التهديد الذي سيطرحه بعض المعتقلين السابقين، وألا يكتفـــوا بإصــدار الدعوات إلى إغــلاق معتقـل جوانتانامــو انطلاقا من خط التمـــاس· أمـــا واشنطـــن، فينبغــي عليهـــا أن توضح أن وتيرة إغلاق المعتقـــل إنمــــا تتوقـــف مباشرة على إرادة حلفائنـــا وقدرتهـــم على احتجاز بعض المعتقلين، ومساهمتهم في الضغــط على بلــدان أخرى لتحــذو حذوهـــم، وكـــل ذلـــك فــي ظل تدابير تضمــن عدم حــدوث مزيـــد من الانتهاكات مــــن النـــوع الذي أضـــر كثيـــرا بمكانـــة الولايـــات المتحـــدة فــــي العالـــم· أستاذ القانون بجامعة كولومبيا- نائب مساعد وزير الدفاع المكلف بشؤون المعتقلين في 2004-2005 ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©