الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجد كلماز: إحباط الأطفال سيؤدي إلى تقوض المجتمع

مجد كلماز: إحباط الأطفال سيؤدي إلى تقوض المجتمع
28 ابريل 2009 00:31
تسعى كل المؤسسات لصقل مهارات العاملين بها لرفع مردوديتهم من جهة، ومعرفة أصول العملية التربوية من جهة ثانية، خاصة تلك المؤسسات العاملة في الحقل الاجتماعي، من بين هذه المؤسسات مؤسسة التنمية الأسرية التي نظمت برنامج «مهارات الإرشاد الأسري»، وذلك بالتعاون مع المعهد العالي للتنمية النفسية والاجتماعية لتلبية احتياجات وأهداف المؤسسة التدريبية في المجالات التدريبية، وفي تأهيل العاملين في حقل الخدمات النفسية والاجتماعية. ضمن هذا الإطار قدمت مجموعة من المختصين في التنمية البشرية محاضرات ودورات للعاملين في الحقل الاجتماعي، ومن بين هؤلاء الدكتور مجد كالماز رئيس المعهد العالمي للتنمية النفسية والاجتماعية. وقدم مجد كالماز محاضرة بعنوان «تطبيقات الذكاء العاطفي»، وتتحدث عن الأسس والتطبيقات الذاتية والأسرية للذكاء العاطفي، بالإضافة لمحاضرة عن أسس ومهارات في الإرشاد الأسري. قتل المبادرة تحدث مجد كالماز في البداية عن أهمية التنمية النفسية والاجتماعية في كل مجتمع، وأكد أن العواطف السلبية التي تهيمن على مشاعر بعض الأفراد هي العدو اللدود لكل مجتمع . وأضاف «العواطف السلبية مهدمة للفرد والأسرة ثم المجتمع لأن الكل مرتبط ببعضه». وهذه المشاعر قد تؤثر على الشخص وعلى من حوله، إذا لم تعالج، كما قال إن ما أصبحنا نلاحظه من تفكك عائلي نتيجة هذه الأفكار والعواطف السلبية ونتيجة عدم المبادرة، وتساءل: ماهي الأسس التي تقوم عليها مجتمعاتنا؟ وماهي الأسس التي نقوم بها لتنمية أطفالنا؟ ليجيب: «إنَّ الدافعية عند أطفالنا أحبطت، وأصبحوا يتحركون عن طريق الدافعية الخارجية، وليست هناك مبادرة شخصية من طرف الطفل، وهذا شيء خطير على المجتمع لأن دور المبادرة سينعدم». العجز عدو الحياة أكد مجد كالماز أن تطبيقات علم النفس الاجتماعي تتحدد في بث ونشر مبادئ ومعلومات تغيير نفسية على المستويات الاجتماعية لإحداث أهداف تنموية، أو برامج التغيير، وتشمل تطبيقات علم النفس الاجتماعي: التوعية، التعليم، التدخل، التغيير، التنمية. كما تحدث عن محبطات الحياة معتبراً أنَّ العجز وعدم المبادرة والخنوع هي أعداء الحياة، ومن المهدمات النفسية أيضاً العواطف السلبية، التبلد، اللامبالاة، العجز، الكسل، اليأس، دس النفس، عدم التعاطف، الكره، الغضب، اللوم.. كل من اكتشف في نفسه أحد هذه المهدمات، يجب أن يعمل على طردها حتى لا تهدم نفسه، وتهدم من حوله ثم تطال المجتمع ككل، حسب قول مجد كالماز. من الخنوع إلى التفاعل وحول كيفية الانتقال من نماذج خانعة إلى أخرى بناءة وفعالة قال كالماز: «يجب على كل إنسان أن يتحلى بالبصيرة والتخطيط، وألا يلقي اللوم على الأحداث الخارجية، وأن يتمتع بالإيمان والتركيز والثقة، ولا يكون حبيس التوقعات والآمال والأماني، كما يجب على كل إنسان أن يحدد أهدافه ولا يخضع للتمارض والإعياء، وسيطرة الغضب على مشاعره، وأن يكرس جهوده لتحقيق أهدافه التي رسمها، وأن يجدد طاقته لطرد الإعياء واليأس، والاعتماد على الذات لتحقيق كل ما يصبو إليه، وينخرط في العمل الجماعي وتنمية علاقات صحيحة مع الآخرين، ويتفاعل في إعطاء الحلول بدل نهج النزاعات الشخصية وافتقاد الخلق الاجتماعي والانعزال.. ضرورة الانتصار للنفس البشرية تحدث مجد كالماز عن النفس البشرية وضرورة تزكيتها والانتصار لها حيث قال: إن في ذلك معرفة أساس القيمة الذاتية والمبادرة الفعالة، مسترشداً بالآية القرآنية الكريمة (ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها) 6، 7، 8 الشمس، يقول مجد إنَّ الله أقسم بالنفس، وهنا تظهر عظمتها، لذا يجب معرفة قيمتها وعدم قهرها وإعطاؤها حقها بالارتقاء بها والمبادرة الذاتية هي معرفة قيمة النفس، وأضاف: إنَّ الله سبحانه وتعالى بدأ قسمه في الآية الكريمة بالشمس وأنهاه بالنفس، كما قال إن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، ووهب للنفس قدرة التعلم والخيار، وهذا دليل على القيمة العظيمة للنفس التي وكل إلينا تزكيتها ورعايتها من أطفالنا وأزواجنا وأهلينا، يقول كالماز. وبين كالماز في حديثه أن تزكية النفس تبدأ من البحث عن سعادة الروح والقلب والفكر والجسد وحسن اختيار السند، وبهذا يقول: تميَّز الإنسان عن باقي الكائنات بالقرارات التي يتخذها، والإنسان يسعه أن يزكي نفسه ويسمو بها ولا يحدث بها الأذى، فمن صلحت نفسه صلح الجسد كله، ولذا يجب تخليصها من الكره والغل، والحرص على العلاقات الجيدة، والحب هو ملك المشاعر فإذا كان الإنسان محباً لنفسه وللآخرين فستسود حياته الطمأنينة والصحة»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©