القدرة الشرائية

أعتقد أن السبب في الاستهلاك المتزايد هو القدرة الشرائية لدى كثير من الناس، وربما يخالفني الكثيرون في ذلك، ولكن كثيرا من الناس- هداهم الله- لم يقدروا النعمة التي أنعم الله بها عليهم وحرم غيرهم منها، فنجدهم يلعبون بها وهم محاسبون عليها أمام الله· فأحدهم يبدل جواله كل ستة أشهر بآخر جديد أغلى سعراً، وبعضهم يبدل سيارته كل عام! والكل يعرف الارتفاع الصاروخي في أسعار السيارات سنة بعد سنة· أما أسوأ ما رأيت فهو ما يحدث في الأعياد من هجوم على أحد أنواع الأحذية، أعزكم الله، الذي أصبح اسمه أشهر من النار على العلم، والذي يدعي التاجر الذي يبيعه أنه ماركة معروفة وربما وصل سعره إلى 1000 درهم! وأكثر، مع العلم أن هذا الحذاء لا يعيش طويلاً، فأية ماركة التي يتكلم عنها؟ هذه في رأيي هي الأسباب الرئيسية في ظاهرة ارتفاع الأسعار وكثرة الاستهلاك بشكل عام، فكيف نطالب الدولة بالتدخل لحل هذه المشكلة ونحن السبب الرئيسي في بروزها واستفحالها؟! ونستطيع أن نخفف من وجودها بشكل كبير لو كان الغالبية يتمتعون بثقافة استهلاكية سليمة· المشكلة أن كل شخص ينظر إلى مصلحته الشخصية ولا ينظر للصالح العام فعندما تطلب من أحدهم أن يمتنع عن شراء سلعة معينة سعرها مُبالغ فيه يقول لك: يا أخي لماذا تُعقِّد الأمور هل تريدني أن أحرم نفسي من أجل 3 أو 4 دراهم؟ ولا يدري هذا الشخص أن الثلاثة والأربعة دراهم أصبحت الآن 30 و40 وأصبح هو نفسه يشتكي من عدم قدرته على الشراء ويبدي استغرابه من الارتفاع الصاروخي للأسعار مع أنه أحد الذين تسببوا في هذه الظاهرة· والآن يسأل أحدكم وما الحل في هذه المشكلة؟ الحل في رأيي هو أن تهتم وسائل الإعلام بهذا الموضوع وتوليه الأهمية وتشن حملة دائمة ومستمرة لنشر الوعي بين المستهلكين وحثهم على اتباع الأساليب الصحيحة في الشراء والاستهلاك، حتى نخفف من هذه الظاهرة، وإني أدعو الإخوة القراء لمشاركتي الرأي والمساهمة في هذا الموضوع·