النقطة ثمن تبادل الأدوار بين الجزيرة والأهلي

فرض التعادل الإيجابي نفسه بكل عدالة على لقاء الجزيرة والأهلي في الجولة 16 من دوري اتصالات، فقد كان التعادل في كل شيء تقريبا، حيث كان الأهلي هو الأفضل في الشوط الأول، وتحولت الأفضلية للجزيرة في الشوط الثاني، ولعب الفريقان بطريقة واحدة وهي ( 4 / 4 / 2) في الأساس إلا أن الجزيرة كان يحولها أحيانا إلى (4 / 3 / 3)· ومن علامات الشبه ومظاهر التعادل أيضا في هذا اللقاء أن الفريقين كان يخشى الآخر على مدار الشوطين بمبرر وبدون مبرر، وأن فوز أحدهما كان سيعني تقليل فرص الآخر في المنافسة على اللقب، وأن سبب أفضلية الأهلي في الشوط الأول كان خط وسطه وبالتحديد اسماعيل الحمادي وماركوس اسانساو، فيما كان سبب انتقال الأفضلية للجزيرة أيضا هو نشاط خط الوسط بفضل تحركات دياكيه وانطلاق صالح عبيد للأمام بعد التخلي عن دوره الدفاعي· كما أن اللاعبين صاحبا مهمة واحدة، حيث سجل للأهلي اسماعيل الحمادي الجناح الأيمن الذي كان صالح عبيد مكلفا بمراقبته، فيما سجل هدف الجزيرة صالح عبيد الذي كان الحمادي مكلفا بمراقبته، ومن المفارقات العجيبة أيضا أن هدف الأهلي في الشوط الأول جاء في الدقيقة ،41 وجاء هدف التعادل للجزيرة في التوقيت نفسه من الشوط الثاني· كما أن هناك وجها إضافيا للشبه حيث كسرت قاعدة مهمة بالنسبة للطرفين وهي أنهما خالفا قاعدة أدائهما السابق، فقد كان الجزيرة دائما يبدو الأفضل في الشوط الأول ويبدأ دائما في التسجيل ثم يتراجع في الشوط الثاني، وما حدث بالأمس هو العكس حيث كان الأهلي هو الأفضل في الشوط الأول فيما استعاد الجزيرة الأفضلية في الشوط الثاني، ونفس الأمر حدث للأهلي الذي كان يبدو دائما مهزوزا في الشوط الأول ويتفوق في الشوط الثاني على عكس ما حدث أمس الأول· وعلى المستوى الفني فقد كان عنصر التحول بالنسبة للأهلي في الشوط الأول هو قرار المدرب التشيكي إيفان هيسيك بنقل اللاعب اسماعيل الحمادي من الجبهة اليمنى إلى اليسرى في الدقيقة 25 من الشوط الأول لاستغلال المساحة الخالية بين أحمد دادا وخالد علي بعد أن نجح صالح عبيد في إيقاف خطورة الحمادي طوال الدقائق الخمس والعشرين الأولى ، وبالفعل شكل الحمادي بسرعته ومهارته خطورة بالغة في هذا الموقع الجديد وتمكن من احراز الهدف بمجهود فردي من نفس المكان· أما بالنسبة للجزيرة فقد كانت الدقيقة 22 من الشوط الأول هي نقطة التحول في هذا اللقاء لأنها شهدت أخطر فرصتين للفريق في هذا الشوط عن طريق سلطان المنهالي في منطقة الجزاء، ثم دياكيه بعده في نفس الدقيقة على حدود منطقة الجزاء من الداخل ولم يستغل الفريق الفرصتين في تسجيل هدف التقدم · وخلال الشوط الأول شهد سلم الأداء صعودا وهبوطا فقد جاء في صالح الأهلي في الربع ساعة الأول، ثم مال في صالح الجزيرة في الربع ساعة الثاني قبل أن يتحول في صالح الأهلي في الربع ساعة الثالث· أما في الشوط الثاني فقد كانت العشرون دقيقة الأولى لصالح الأهلي ثم مالت في الدقائق الخمس والعشرين الأخرى لصالح الجزيرة، وكانت نقطة التحول السلبي في هذا الشوط للأهلي هي ضياع فرصة أحمد خليل عندما سدد بقوة من داخل منطقة الجزاء لتصطدم في قدم عمران الجسمي وهي في طريقها لمرمى علي خصيف، ثم ترتد هذه الكرة لصالح الجزيرة ليشكل هجمة منظمة على مرمى الأهلي ينجح صالح عبيد في استغلالها لتسجيل هدف التعادل·