الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحيون: الهيئة ستسهم في إثراء المسرح المحلي

مسرحيون: الهيئة ستسهم في إثراء المسرح المحلي
3 نوفمبر 2007 23:30
أشاعت المبادرة المسرحية الكبيرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء هيئة مستقلة للمسرح العربي جوا من التفاؤل والرضا بين المسرحيين المحليين، خصوصا وأن المبادرة تعتبر من المشاريع الجادة والعملية لإخراج المسرح العربي من حالة الركود والانطفاء التي أصابته في الفترة الأخيرة، وهي مبادرة انطلقت بجدية وقوة كي تعيد الوصل المقطوع بين الجمهور العربي وبين فضاء المسرح، وكي تعزز دور الفنون في إثراء المجتمعات العربية فكريا وثقافيا، وإنارة المسارب المعتمة بين المسرحيين العرب، وبين جهودهم الموزعة والمشتتة على المستويين الجغرافي والإبداعي· ''الاتحاد'' ومن خلال التحقيق التالي تلقي الضوء على آراء عينة من المسرحيين المحليين إزاء هذه المبادرة المهمة والطموحة التي أطلقها حاكم الشارقة، وعبرت في رؤاها وتوجهاتها عن رغبة واعية بالحوار والتلاحم، وترجمة الرغبة المؤمنة بمسرح عربي حي ومتفاعل وقادر على مجابهة أسئلة الراهن والمستقبل· بنية مسرحية يقول الدكتور محمد يوسف رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني: إن هذه المبادرة المهمة تدل على رغبة حاكم الشارقة الصادقة في ردم الفجوة الحاصلة بين المسرحيين العرب، والذين تحولت جهودهم نحو المسرح الإقليمي المنغلق على نفسه، ولم تذهب باتجاه التواصل مع الآخر في الأقطار العربية المختلفة، فهذه المبادرة نأت بنفسها عن المشاريع الحالمة والفضفاضة واختارت منذ البداية أن تعمل من خلال خطط وبرامج واضحة ومستمرة لتحقيق بنية مسرحية عربية متكاملة وقادرة على النمو والتطور في المستقبل القريب·'' ويضيف محمد يوسف: مثل هذه المبادرات التاريخية ستساهم دون شك في إثراء المسرح المحلي الذي احتضن الفكرة ورعاها وضخها بالأمل من خلال باني هذه النهضة وراعيها الأول، ونتمنى أن يعم هذا الشعاع المسرحي كافة المهتمين والمهمومين بالمسرح في الوطن العربي، وأن يتحول المسرح إلى فضاء إبداعي موصول بقضايانا المتشعبة وأحلامنا المشتركة بوضع خطوة واثقة على أرض الثقافة والفنون في العالم والوعي بقيمة وتحديات المستقبل الذي لا ينظر للوراء ولا يكترث بالمشاريع الوهمية والعابرة''· العمل بثقة ويقول الدكتور حبيب غلوم عضو المجلس التنفيذي للهيئة: ''كنا نعاني منذ زمن من غياب الداعم والراعي للفنون والثقافة في أوطاننا العربية، واليوم عندما يكون صاحب القرار وهو صاحب السمو حاكم الشارقة داعما حقيقيا لمشروع مسرحي طموح مثل إنشاء الهيئة العربية للمسرح فإنه سيكفل النجاح والاستمرارية لهذا المشروع، وسيكفل أيضا الرغبة القوية لدى المشاركين في المشروع على العمل بثقة وبقوة دفع معنوي عال، وستضمن المبادرة دون شك الوعي بقيمة المسرح محليا وخليجيا وغربيا، وبالتالي الانطلاق إلى فضاءات مسرحية أرحب وأكثر اتساعا، فالهدف من وراء إنشاء هذه الهيئة هو هدف مدروس ومخطط له جيدا، لتوحيد الجهود المسرحية العربية المشتتة، وخلق إسهامات مسرحية مؤثرة وذات صبغة عربية وقيمة فنية وفكرية عالية'' وفي سؤال حول آليات تنفيذ هذه الخطط والرؤى أجاب ''غلوم'': ''إن وضوح هذه الآليات يفسرها وجود خطط تنفيذية مثل إنشاء مراكز للبحث والتوثيق والتدريب والتأهيل والنشر والترجمة، كما أنه تم إقرار اليوم العربي للمسرح، والجدول الزمني للعمل، والبرامج الخاصة بالسنة القادمة، وما يرافقها من ترشيحات وانتخابات وما يستجد من أعمال ومهام تصب في صالح المسرح العربي، وتخلصه من الإشكالات المادية والإدارية التي حاصرته في الماضي''· خطوة عملاقة أما الفنان علي خميس فيرى أن إنشاء هيئة واضحة المعالم والرؤى بالنسبة للمسرح العربي تعتبر خطوة عملاقة تترجم النظرة الثاقبة والمستقبلية لحاكم الشارقة المحب والعاشق لفن المسرح في كل الأمكنة والأزمنة، ويضيف (خميس): ''إن هذه المبادرة السامية ستثمر عن حوار وتواصل وتبادل للخبرات بين كافة القطاعات المسرحية في الوطن العربي، سواء كانت هذه القطاعات متواجدة في المراكز والعواصم الثقافية المعروفة، أو في هامش وأطراف الخارطة العربية االمترامية، فتواجد الطاقات المسرحية العربية تحت مظلة واحدة يمثل توحيدا للجهود المبعثرة، والمواهب المنسية والمهملة، وهو سبيل لخروج المسرح إلى الحياة، وتنفس الفضاءات المفتوحة دائما على الإبداع والتألق، من خلال المهرجانات والورش والمؤتمرات والندوات التخصصية والعامة''· تفاؤل ويعبر الفنان عبدالله صالح عن تفاؤله بهذه الخطوة القوية لترسيخ الفعل المسرحي في الوطن العربي، فهي خطوة تعبر عن النهضة الثقافية للإمارات التي انطلقت منها هذه المبادرة ومن خلال شخصية ثقافية مهمة وعاشقة للمسرح وهي شخصية حاكم الشارقة وراعي نهضتها العمرانية والإنسانية على السواء· ويضيف (صالح): ''نتمنى من هذه الهيئة أن تعيد بناء الجسور المقطوعة بين المبدعين العرب في التخصصات والخبرات المتعلقة بالمسرح، وذلك للخروج به من حالة التأزم والشتات إلى حالة أكثر إشراقا ووعيا بقيمة هذا الفن العريق، كما نتمنى من الهيئة أن تساهم في تغيير النظرة السائدة عن الفنان المسرحي العربي، وأن تخرجه من دائرة التهميش وتقحمه في حراك مسرحي عام وكبير يتواصل من خلاله فنان الإمارات مثلا مع فنان آخر في موريتانيا، فإلغاء الحدود والفواصل الجغرافية والمعرفية مهم هنا كي يتم تذويب جبل الجليد المسرحي القابع بيننا وبينهم، وهذه المبادرة الكبيرة فرصة تاريخية لتقريب المسافات بين المسرحيين العرب من خلال الأحداث المسرحية الكبرى، ومرورا بالورش واللقاءات والمؤتمرات المشتركة، بالإضافة إلى أن هذه المبادرة هي مشروع ريادي ينعش حلم الجمهور العربي في التواصل واللقاء من خلال فضاء فني وإنساني يلغي الفوارق والنظرة الإقليمية الضيقة لدور الفن عموما ولدور المسرح على وجه الخصوص·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©