السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بدر عبدالملك يرصد سيرة الدم فكرياً وفلسفياً عبر التاريخ

بدر عبدالملك يرصد سيرة الدم فكرياً وفلسفياً عبر التاريخ
13 فبراير 2012
صدرت في إطار التعاون في مجال النشر المشترك والتوزيع بين المؤسسة العربية للدراسات والنشر ووزارة الثقافة في مملكة البحرين، دراسة فكرية شاملة حديثاً في كتاب حمل عنوان “استباحة دم الإنسان.. دراسة في القتل والدم والوحشية” للكاتب والباحث البحريني بدر عبدالملك. يقع الكتاب الموسوعي في خمسمائة صفحة من القطع الكبير، وهو مقسم إلى خمسة فصول تغطي العناوين التالية: الدم البدائي، الدم بين المقدس والمدنَّس، دم الكراهية، الدم بين الواقع والرمزية، والدم في عصر الصورة. يقارب الباحث في كل فصل من فصول الكتاب موضوعات ومباحث وجزئيّات تتناول الفكر الدموي، كمادة من وجهة نظر فلسفية ومفهوم ورمز ومعطى وإسقاط تاريخي وسياسي ونفسي واجتماعي وبيولوجي وعرقي، من كل الجوانب. تعالج الفصول الخمسة الدم الإنساني منذ أن كان الدم مادة مجهولة المعنى إلى أن تحول إلى مفهوم مقدّس ونجس وقرابين عند القبائل البدائية والآلهة الجديدة، حتى صارت مفردة الدم متنوعة في الدلالات والرموز في ثقافتنا. يشير عبدالملك في المقدمة التي صدّر بها كتابه إلى التأثير البالغ الذي أحدثته في نفسه مشاهد “النحر” وحمامات الدم البشرية على الشاشات في زمن الصورة الفضائية، الأمر الذي دفعه إلى المضي قدماً في مشروعه البحثي والفكري الذي لازمته فكرته منذ سنوات. ويبيّن عبدالملك أن اتّساع نطاق الدم المسفوح في أمكنة عالمية عدة “جعلت من مفردة الدم موضوعاً سائداً في الخطاب اليومي لوكالات الأنباء وللساسة ورجال الفكر والأدب، حتى بدا الدم مقولة أعمق من كونها حالة بيولوجية وتراثية مقدّسة في حياة الإنسان البدائي”. ويلفت عبد الملك إلى أن “ما أضاف للعنف الدموي سطوته وعدوانيته ورهبته هو أننا أصبحنا نعيش في تاريخ حداثي يوصف بعصر الصورة “اللقطة”، في زمن الفضائيات، وتحول الحدث إلى مشهد في الشاشة الملونة التي تعكس لون الدم بخلاف زمن الفيلم الأبيض والأسود، “مضيفاً” ما أثارته الصورة في زمن الفضائيات من وحشية، جعلها في بعض الأوقات تمتنع عن نقل مشاهد مقززة كما هي جز الأعناق، فهي تثير في المشاهد نوعاً من الاشمئزاز والتقيؤ والشعور بالرعب لما يراه من مجازر تمس بني جنسه، الإنسان، ومن الجانب الآخر يكون القاتل المضرجة يده بدمائهم هم البشر أو الإنسان، بعد أن عاد سافك الدم وآكل اللحوم البشرية إلى مرحلته الوحشية وكأنما الحضارة بعد قرون عدة لم ترتق إلى سموها المطلوب في فهم معنى احترام آدمية الإنسان.” “استباحة دم الإنسان” مسعى بحثي دؤوب لنفض اللامبالاة أو الاستسهال في التعاطي مع الدم كمفردة إنسانية، عميقة وخطيرة، في زمن تحوّل فيه استباحة الدم فعلاً يكتسب صفة “العادية” على نحو مخيف، يتجاوز المنطق والمعقول، والأهم يُقصي الإنساني في داخلنا، وفي أفضل الأحوال قد “يُحِّيده”، وهو أمر بحدّ ذاته مرعب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©