واشنطن: اجتماع الخريف مجرد نقطة انطلاق

بدأ مسؤولان أميركيان محادثات في إسرائيل امس، للتحضير إلى زيارة من المقرر ان تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمنطقة خلال الأسبوع المقبل· وتشمل محادثات المسؤولين ديفيد وولش واليوت ابرامز، وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ومسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت· وكانت ليفني قد ترأست مساء الاربعاء، اجتماعا آخر للطاقمين المفاوضين الإسرائيلي والفلسطيني· وعقد الاجتماع في مسعى للتوصل إلى قواسم مشتركة تمهيدا لمؤتمر الخريف الذي دعت الولايات المتحدة إلى عقده في ''أنابوليس'' بولاية ميريلاند الأميركية خلال الشهر الجاري· وقالت وكالة ''فرانس برس'' ان واشنطن تسعى الى الاستفادة من المخاوف المتزايدة للدول العربية واسرائيل من تصاعد نفوذ ايران، من اجل تحقيق تقدم في مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية· وعلنا يقلل المسؤولون الاميركيون من التطلعات بشأن الاجتماع الدولي حول السلام ، مشددين بالحاح على انه سيكون مجرد نقطة انطلاق لمفاوضات تالية· لكن مسؤولي وزارة الخارجية يظهرون في مجالس خاصة ثقة تتناقض مع التشاؤم الذي يبديه العديد من القادة العرب، وقال مسؤول اميركي كبير في وزارة الخارجية منتصف اكتوبر اثر محادثات طويلة اجرتها رايس في رام الله والقدس المحتلة، ولم تسمح ظاهريا بتحقيق اي اختراق بين الاسرائيليين والفلسطينيين: ''لقد احرزنا تقدما''· واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان اي طرف سياسي لم يعد يرفض الان فكرة قيام دولة فلسطينية خلافا لما كان الامر في مفاوضات السلام السابقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين· ويقر المسؤولون الاميركيون بنقاط ضعف كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يرأس ائتلافا هشا ،والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يواجه حركة ''حماس'' بيد انهم يوضحون في تصريحات خاصة، ان الوضع في الشرق الاوسط يبدو رغم ذلك ،مواتيا للتوصل الى اتفاق· والمسؤولون الاسرائيليون الحاليون الذين خلافا لمحاوريهم الفلسطينيين، لم يشاركوا قبل الان في مفاوضات كهذه، يثقون بادارة بوش المتهمة في العالم العربي بانتهاج سياسة موالية لإسرائيل بشكل فاضح ، ولا سيما خلال حرب صيف العام 2006 على لبنان، على ما يفيد المسؤولون الاميركيون· وتوضح هذه المصادر ان المسؤولين الاسرائيليين الذين لا يعرفون ماذا سينتظرهم مع الرئيس الاميركي المقبل، ويخشون نفوذ ايران في المنطقة، قد يكونون ميالين الى ابرام اتفاق قبل نهاية ولاية جورج بوش الرئاسية في يناير 2009 ويشدد المسؤولون الاميركيون انفسهم على ان من مصلحة بعض القادة العرب ان يثبتوا لمواطنيهم انه يمكن الحصول عبر التفاوض على اكثر مما يمكن تحقيقه عبر الهجمات· وللخبير في مؤسسة ''فورين بوليسي ريسيرتش'' روبرت زيلنيك الرأي ذاته وهو يرى ان ايران ''بإمكانها ان تساعد على وضع حد للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني''· ويوضح هذا الخبير الذي استطلع في دراسة اخيرة اراء العديد من الخبراء والمسؤولين السياسيين في المنطقة، ان ''القلق عميق جدا مما دفع الى جعل مواقف كانت في الماضي متصلبة، اكثر ليونة وباتت اطراف غير متعاونة كثيرا في الماضي مستعدة لتسويات الآن''·وقال مصدر دبلوماسي اوروبي ان الاوروبيين يساعدون رايس بشكل متكتم، معتبرين ان العامل الايراني ''من شأنه ان يشجع الاطراف الى التوصل الى شيء ما''·