الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السعودية تشرع في تطوير صناعة التعدين

30 أكتوبر 2007 01:47
ظلت احتياطيات المعادن في السعودية تمنح شركات التعدين العالمية أرضاً خصبة وامكانيات مستقبلية هائلة، إلا أن تركيز المملكة على تطوير احتياطياتها من الهيدروكربون استمر يحظى بالأولوية المطلقة، وبذلك فإن أكبر مخزون في منطقة الشرق الأوسط من احتياطيات المعادن ما زال معظمه في باطن الأرض يشكو قلة الاهتمام وعدم الاستكشاف· إلا أن المشكلة أصبحت في طريقها للحل بعد أن وردت أنباء في الأسبوع الماضي تفيد بأن شركة المعادن السعودية (معادن) المملوكة للدولة تتهيأ لعملية التعويم في بادرة من شأنها أن تمثل تدشين افتتاح أحد أكثر الأسواق إثارة للاهتمام في كامل المنطقة· ونشرت مجلة ''ميد'' تقريرا كشف فيه عبدالله الدباغ، الرئيس التنفيذي لشركة ''معادن'' في الأسبوع الماضي، أن حصة بمقدار 50 في المئة من الشركة سوف يتم بيعها بحلول أوائل العام 2008 على أقصى تقدير، على أن يتبع ذلك بيع الحصة الباقية في غضون فترة العقد القادم· على أن الامكانيات التي يزخر بها القطاع ليست مقصورة على الأرباح الهائلة التي يمكن استدرارها من استخراج مادتي البوكسيت والذهب، فهنالك العديد من الأسباب الاقتصادية التي تدعو الرياض إلى الاهتمام بهذا القطاع، وخاصة فيما يتعلق باستحداث الوظائف، إذ يقول الدباغ: ''عبر استثمار مليون دولار في علميات التعدين، بإمكاننا خلق المزيد من الوظائف وبقدر أكبر بكثير من استثمار نفس المبلغ في قطاع النفط· وبهذه الرؤية فإن صناعة التعدين ستصبح أكثر أهمية للسعودية من صناعة النفط'' وفي اماكن أخرى في المنطقة - في دول مثل المغرب والأردن والجزائر التي تفتقد جميعها إلى الاحتياطيات الهائلة من النفط - فإن التعدين وخاصة الفوسفات ظل يمثل لفترة طويلة أحد أكبر العوامل الاقتصادية بعكس ما يحدث في منطقة الخليج التي مازال يعتبر فيها التعدين مجالاً جديداً لم يتم ارتياده بعد· وخلال العقد الماضي ومنذ تأسيس شركة ''معادن''، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الصحاري والجبال في المملكة تزخر بمكامن هائلة من البوكسيت والفوسفات والذهب والتانتلم وكميات أصغر حجما من النحاس والجبس والفضة· وفي معظم الأحوال فإن جميع هذه المعادن توجد على أعماق قريبة من سطح الأرض· أما بالنسبة للذهب فإن هذا المعدن ظل يتم تعدينه في السعودية منذ آلاف السنين والآن فإن خامس منجم للذهب خاص بشركة ''معادن'' أصبح من المتوقع أن يعمل بكامل سعته بحلول نهاية العام ،2007 وتم كذلك تحديد مكامن تحتوي على كميات مقدرة من الفوسفات والبوكسيت، الا أن السعودية لم تستكشف بعد بالكامل المكامن التي تزخر بالنحاس والتانتلم والحديد الخام والزنك في أراضي الدولة· وفي ظل تمتع الدولة بميزة الطاقة الرخيصة فإن السعودية أصبحت في وضع فريد لا يمكنها فقط من استخراج هذه الموارد بل بمقدورها أيضاً أن تضيف قيمة ملحوظة لهذه المعادن عبر مرافق المعالجة المتقدمة· فشركة معادن لديها مصنع متقدم وعملاق لمعالجة الالمنيوم من المتوقع افتتاحه في عام 2011 سوف يدشن المرحلة الأولى لإنتاج الدولة للبوكسيت الذي سيشكل اضافة حقيقية، بالاضافة إلى التكامل المنشود مع خطوط انتاج الألمنيوم· وبدا الدباغ أكثر واقعية فيما يختص بصناعة التعدين مقارنة مع قطاع النفط، إذ يقول: ''فيما يتعلق بالدخل فليست هنالك مقارنة على الاطلاق، حيث انك تنفق دولارين فقط قبل ان تحصل على 60 دولاراً في مجال النفط، وهو أمر مستحيل أن يتحقق في مجال التعدين· ومع ذلك فإن بإمكاننا التنافس مع الصناعة النفطية بسبب أن معالجة الالمنيوم على سبيل المثال تحتاج إلى قدر كبير من الطاقة وفي ظل استطاعتنا الحصول على هذه الطاقة بسعر رخيص فإن هذا الأمر سيتيح لنا ميزة تفضيلية هائلة مقارنة بالأجزاء الأخرى من العالم''· وفي حقيقة الأمر، فإن تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في صناعة التعدين السعودية سيعتبر أمراً جديداً في الاستراتيجية الحكومية تماماً، كما أن بيع اسهم شركة ''معادن'' سيمثل العنصر الأهم في هذه المبادرة، إذ يقول الدباغ: ''إن الخصخصة هي الطريقة المثلى لتطوير القطاع، وعندما تعيد الحكومة إعادة صياغة القوانين ستحتاج بذلك إلى بذل الكثير من الجهود حتى تضمن التنافسية مع الدول الاخرى ومدى جاذبية القطاع للشركات الأجنبية، وهو الأمر الذي يسير يداً بيد مع مساعي المملكة الرامية لفتح جميع عناصر الاقتصاد لاجتذاب أكبر قدر ممكن من الشركات والمستثمرين''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©