لبنى القاسمي: الإمارات مستمرة في دعم النمو بالدول الأفريقية

ريم البريكي (أبوظبي) - أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات لمساعدة الدول النامية، لاسيما الأفريقية، في اكتساب التكنولوجيا الحديثة والانفتاح على الاقتصادات العالمية. جاء ذلك أمس خلال انطلاق فعاليات مؤتمر تعزيز التنمية الاقتصادية عبر التكنولوجيا بالتركيز على مناطق أفريقيا والدول النامية، والذي يستمر لمدة يومين برعاية وزارة التجارة الخارجية في مركز تطوير التكنولوجيا وتنمية الاقتصاد بجامعة نيويورك - أبوظبي. وأوضحت معاليها خلال المؤتمر أن الإمارات تدعم الدول الأفريقية في المجالات التكنولوجية انطلاقاً من مكانتها العالمية، حيث تعتبر واحدة من أكبر 10 اقتصادات اعتماداً على الابتكار والتكنولوجيا بحسب تقرير التنافسية العالمية، فضلاً عن أنها ضمن أول 30 دولة من أصل 138 وفق تقرير تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وقالت معاليها إن تجارة دولة الإمارات غير النفطية مع الدول الأفريقية ارتفعت خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة 677%، حيث وصلت بنهاية عام 2010 إلى 14,5 مليار دولار، مرتفعة من 1,7 مليار دولار عام 2001. وأشارت معاليها إلى أن الإمارات ملتزمة بالتميز التكنولوجي إيماناً بالدور الذي تلعبه التكنولوجيا في نمو اقتصادات دول العالم، حيث تعد الإمارات سوقاً مهمة لإعادة تصدير التكنولوجيا للأسواق الأخرى وخاصة الأسواق الأفريقية، موضحة أن عدداً من دول أفريقيا سجلت نمواً مرتفعاً في عملية التنمية. ومن تلك الدول غانا التي سجلت ثاني اسرع نمو اقتصادي في العالم بنسبة قدرها 13,6%. وأوضحت معاليها أن الإمارات مستمرة بعملية تطوير التكنولوجيا داخل مطارات الدولة وجميع المنافذ الحدودية ووكالات النقل لتسهيل التبادل التجاري وعمليات التصدير، لتحتل المركز ثالث كأكبر دولة مستثمرة ومصدرة للتكنولوجيا لأفريقيا. وأشارت إلى أن السيارات والاتصالات تعد أهم تلك الصادرات. وثمنت معاليها جهود حكومة دبي في تسهيل عملية تحويل الاموال باستخدام افضل الطرق الإلكترونية التي ضمنت السرعة في وصول الأموال للدول. وقالت وزيرة التجارة الخارجية “إن التوسع في تطبيق تكنولوجيا الهاتف المتحرك وقنوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأخرى عبر دول جنوب الصحراء، كانت أحد الأسباب الرئيسية في الارتقاء بالمستويات المعيشية في هذه الدول، وفي ضوء هذا التطور الهائل، أصبح من الضروري إجراء مراجعة شاملة لإمكانيات التطور التكنولوجي، ومناقشتها، والارتقاء بها، والدفع باتجاه تطبيقها ليس في الدول الأفريقية فحسب وإنما في كافة دول العالم النامي”. من جانبه، أشار جيري رولينجز رئيس غانا السابق والممثل السامي للاتحاد الأفريقي لدى الصومال إلى دور التكنولوجيا وأهميتها المتزايدة في تقديم حلول فاعلة ضمن جهود الإغاثة الإنسانية الدولية. ودعا المجتمعات الدولية للمساعدة والتكاتف معاً من أجل إنقاذ مئات الآلاف من الاشخاص الذين هم بحاجة للمساعدة عن طريق سرعة توصيل المساعدات والأموال عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة. وقال عبدالله آل صالح وكيل وزارة التجارة الخارجية إن تجارة الإمارات مع دول أفريقيا غير العربية بلغت نحو 32 مليار درهم بنسبة 7,4% من إجمالي التبادل التجاري عام 2010، حيث لم تتأثر دول افريقيا بالأزمة المالية العالمية، مضيفا أن تجارة الإمارات من المعادن والذهب والالماس تشكل 35% من إجمالي تجارة الدولة غير النفطية مع القارة السمراء. وأضاف آل صالح أن أهم القطاعات التي تتركز فيها تجارة الإمارات مع الدول الافريقية هي الزراعة والمعادن والبنية التحتية والمواصلات والاتصالات، إضافة إلى الموانئ والسياحة. وحضر المؤتمر ألفريد بلوم نائب مستشار جامعة نيويورك أبوظبي، والدكتور بي أر شيتي الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للصرافة، والبروفيسور ياو نايركو مدير مركز تطوير التكنولوجيا وتنمية الاقتصاد. من جهته، قال ياو نايركو إن هذا المؤتمر يهدف إلى جمع الأطراف للمشاركة وتنسيق الجهود فيما بينهم حول تطوير استخدام التكنولوجيا في الدول النامية. وأضاف “هدفنا هو أن نجمع المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص، والقطاع الحكومي على طاولة المباحثات والمناقشات، والخروج بتوصيات وخطط عمل تتزامن مع النشاط التجاري للقطاع الخاص”. وقال نائب المستشار ألفريد بلوم مستشار جامعة نيويورك ـ أبوظبي “لقد نجح مركز تطوير التكنولوجيا وتنمية الاقتصاد بجامعة نيويورك ـ أبوظبي في الارتقاء بتصنيفنا كإحدى أهم الجامعات البحثية، حيث أن المشروع يهدف إلى تأسيس مكانة جديدة للإمارات العربية المتحدة كأحد أهم المراكز الرائدة في مجالات الأفكار والابتكارات التكنولوجية”. يشار إلى أن مركز تطوير التكنولوجيا وتنمية الاقتصاد بجامعة نيويورك ـ أبوظبي، يعد مركزاً بحثياً شاملاً يهتم بدراسة وتطبيق الابتكارات والتقنيات الحديثة التي تتمتع بالقدرة على تعزيز التنمية الاقتصادية في الدول النامية على مستوى العالم.