التحرش الجنسي لعنة تصيب الشارع المصري

''سرطان مجتمعي'' هذا ما أطلق على ظاهرة التحرش الجنسي المنتشر في الشارع المصري· فلم تعد النظرات الشبقة، والتعليقات الجنسية، ولمسات غريبة على النساء في الشوارع المصرية، بل أصبح لعنة الشارع أو آفة اجتماعية تهدد عملية التنمية كما أسماها المراقبون· ويعرف المركز المصري لحقوق المرأة التحرش ''بأنه سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة ويعطيها إحساسا بعدم الأمان''· ويؤكد المركز الذي يصف هذه الظاهرة بأنها ''سرطان مجتمعي'' أن التحرش يتم بصورة يومية في الأماكن العامة وليس مقصوراً على فئة عمرية أو طبقة اجتماعية بعينها· ويقول المركز المصري لحقوق المرأة إن كل النساء المصريات معرضات للتحرش سواء كن محجبات أو لا· وطبقاً لتقرير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، وهو مؤسسة تابعة للحكومة المصرية، فإن الجرائم ذات الطابع الجنسي في تزايد مستمر· ولا توجد احصاءات رسمية حول التحرش ولكن جريمتي اغتصاب تقعان كل ساعة بحسب دراسة لهذا المركز تشير إلى ان 90% من مرتكبي هذه الجرائم من العاطلين عن العمل· وتقف عوامل عدة خلف اتساع ظاهرة التحرش الجنسي، فإلى جانب البطالة هناك تأخر سن الزواج وصعوبته بسبب ارتفاع تكاليفه· وتعتبر المسؤولة عن الحملة ضد التحرش في المركز المصري لحقوق المرأة انجي غزلان ''أن الرجال يفرغون كل كبتهم الجنسي وكل احباطاتهم أياً كانت مسبباتها في النساء''· وتبدو الظاهرة مثيرة للدهشة في مجتمع محافظ يسود فيه الخطاب الديني طوال الوقت· ويؤكد المركز المصري لحقوق المرأة ان التحرش بات يؤثر بشكل متزايد على التنمية الاقتصادية· وحسب دراسة للمركز، فإن 12% فقط من النساء اللاتي يتعرضن للتحرش يقدمن بلاغات للشرطة وهو دليل على فقدان الثقة التام في أجهزة الأمن وفي النظام القضائي·