الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سنعود يوماً تطرح معاناة الشعب الفلسطيني

سنعود يوماً تطرح معاناة الشعب الفلسطيني
27 أكتوبر 2007 02:03
تحوَّلت المسرحية السادسة والثلاثون في إطار تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية'' إلى محاكمة للأنظمة العربية المتخاذلة وفضح ممارساتها القائمة على النفاق والتواطؤ ضد الفلسطينيين والانصياع الأعمى لأميركا، كما تحوَّل ''المسرح الوطني الجزائري'' إلى فضاء للبوح بآلام ومعاناة الشعب الفلسطيني، لينجح بذلك ممثلو ''جمعية رفاق المسرح والفنون في وهران''، 410 كلم غرب الجزائر، في شدِّ انتباه الجمهور طيلة ساعة وربع تفاعل خلالها معهم وصفق لهم بحرارة مرات عديدة· مشاهد الموت المسرحية بعنوان'' سنعود يوماً إلى موطننا'' وهو دالٌّ على التحدي والأمل، لكن العرض جاء تراجيدياً إلى غاية اللحظات الأخيرة التي أعلن فيها الفلسطينيون عزمهم على العودة إلى وطنهم مهما كانت التضحيات وحجم التواطؤ العربي والدولي· وبدا الممثلون الشبان مسكونين بالهمِّ العربي من خلال تقديم لوحات فنية عن فلسطين والعراق ولبنان في حرب يوليو؛ حيث تنتشر مشاهد الموت والخراب والدمار في كل مكان، لكن القضية الأولى نالت حصة الأسد من العرض باعتبارها ''أم القضايا العربية'' كما قال المخرج حبيب مجاهري الذي عالج الموضوع بشكل ساخر لاذع· وللتأثير أكثر في المتفرجين، لجأ المخرج إلى الاستعانة بصور حقيقية لمجازر إسرائيلية ارتكبت بحق الأطفال والنساء، ولم ينس صورة محمد الدرة، كما استعان بعدد من المقاطع الغنائية الجزائرية والعربية التي تتناول آلام الفلسطينيين، يستنجد فلسطيني بالعرب فيردون بتقديم المزيد من الوعود فيقول مستنجداً:'' لم نعد إلا أشباحاً، نحن أمواتٌ، رائحة الدولار عفَّنتنا، مدينة الزجاج أميركا تصدر الحكم على بلادنا، تقودنا كالحمير وسادتنا نائمون''· وبرغم هذا التخاذل يؤكد الفلسطينيون تصميمهم على العودة:''سنعود يوماً حيث لا موت عبثي، سنعود يوماً وأرضنا بيضاء، سماؤها بيضاء ونسمتها بيضاء، سنعود يوماً ملحمة نطق فيها الحجر وواجه الرصاص''· الخطاب المباشر ومع أن موضوع القضية سياسي، إلا أن المسرحية لم تسقط في الخطاب المباشر وقدمت فيها الفرقة لوحات فنِّية جمالية نأتْ بها عن التقريرية ومنحت المتفرجين حقهم من الفرجة والاستمتاع برغم تراجيدية العرض، الديكور بسيط لكنه يحمل دلالة قوية فهو يجسد قصرا عربيا بدا شبيهاً جدا بقفص من ذهب كناية عن سجن العرب لأنفسهم هروباً من الواقع، أما الإضاءة فكانت خافتة تعكس قتامة الوضع العربي الحالي· يقول حبيب مجاهري مخرج المسرحية: القضية الفلسطينية لا يمكن لأحدٍ أن ينساها مهما طال بها الأمد، هي دائماً معركة ساخنة، ولا يمكن أن تنتهي إلا باسترجاع الحق الضائع، وبرغم قدمها، إلا أننا نعيش دائما مستجداتها، مشاهد الموت دائما حاضرة في أرضها المقدسة، وأجدها أصلا وامتداداً لما يحدث الآن في العراق ولبنان وغيرهما،والمسرحية صرخة تستنهض ضمائر العرب ودعوة إلى مراجعة سياستهم والتخلص من تبعيتهم·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©