طوال موسم حافل.. كان مجلس إدارة نادي بني ياس خلف فريق الكرة في كل المحطات، سواء على ملعبه أو خارجه، وكان مشهداً مكرراً أن تجد أعضاء المجلس مجتمعين في المدرجات يؤازرون ويدعمون الفريق، في تأكيد على أن روح الأسرة التي اتخذوها شعاراً لهم عند تولي المسؤولية، هي الكفيلة بتحقيق ما يتطلعون إليه. ومن بين أعضاء المجلس، كان سيف الخييلي نائب رئيس مجلس الإدارة، شعلة نشاط طوال الموسم، بعد أن وضع لنفسه مجموعة من الطقوس قبل وبعد كل مباراة، يتفرغ فيها للفريق، فيخصص جلسة للجهاز الفني والإداري وأخرى للاعبين في المعسكر الذي يسبق المباريات، وفي الملعب تراه مع بقية زملائه من مجلس الإدارة، يتابعون نجوم السماوي، الذين كتبوا مؤخراً كلمة النهاية السعيدة لمشوار حافل، توجوه بالصعود إلى دوري المحترفين والتتويج بلقب دوري الدرجة الأولى. حول الإنجاز وسر التفوق السماوي، يقول سيف الخييلي: كلمة السر الأولى تكمن في قيادة هذا النادي، الممثلة في الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، رئيس النادي، والذي ألهم كل أبناء السماوي روح التحدي والإصرار، وأرسى داخل النادي دعائم الانتصار، وقد كانت وقفة سموه وزياراته للنادي ودعمه الدائم للفريق، من أهم العوامل التي ألهبت حماس اللاعبين وكل من يعمل في قلعة بني ياس، وجاء إنجاز الصعود كثمرة طبيعية لهذه المساندة. كما أشاد الخييلي بدعم ومساندة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، نائبي رئيس النادي، مؤكداً أنهما أيضاً كانا في مقدمة الداعمين للسماوي في مشواره الطويل خلال الموسم، وكانا شديدي الحرص على الإلمام بكل تفاصيل العمل وكافة احتياجات الفريق ليحقق طموح جماهيره التي فرحت أخيراً بالتتويج والصعود. وأضاف أن دوري الدرجة الأولى من وجهة نظره أصعب وأكثر مشقة من دوري المحترفين، فالمباريات كثيرة، واللعب يتنوع من فريق إلى آخر بشكل مفاجئ ومغاير تماماً من مرحلة إلى أخرى، فاليوم مطلوب منك أن تلعب بطريقة مفتوحة، وغداً عليك أن تغلق طريقة اللعب، وفي يوم ثالث عليك أن تزاوج بين الطريقتين، وهكذا، أضف إلى ذلك طبيعة ملاعب الدرجة الأولى التي تختلف هي الأخرى بشكل كبير، فيوماً تؤدي في ملعب مقبول، وفي يوم آخر يكون الملعب غير مناسب.. إنه ماراثون طويل ومجهد، جاب خلاله السماوي الدولة كلها بحثاً عن الحلم الذي حصل عليه مؤخراً. وقال: أيضاً من أسرار التفوق أننا كنا مسخرين لخدمة الفريق، دون أن يكون لنا تدخل في الشأن الفني، لم تكن لنا طلبات من الجهاز الفني أو الإداري، وإنما كنا نحن من يلبي طلبات الجهاز، ونوفر له كل مقومات التفوق والعمل الجاد. وعن طموح بني ياس بعد الصعود، قال الخييلي: أولا، فقد كانت خطتنا تقوم على أن دوري الدرجة الأولى ليس المكان الطبيعي لبني ياس، واليوم وبعد أن عدنا إلى المكان اللائق بنا، فنحن لا نفكر فقط في البقاء وإنما نذهب إلى أبعد من ذلك، بالتطلع إلى أن نكون أحد فرسان الرهان في الموسم الجديد، حيث نسعى لأن نكون ضمن الثلاثة الأوائل في دوري المحترفين، وأن ننافس على إحدى البطولات الثلاث، سواء الدوري أو كأس صاحب السمو رئيس الدولة أو كأس الرابطة.. هذا هو هدفنا وتلك هي خطتنا، وإن شاء الله نحن قادرون على ترجمة هذا الطموح إلى واقع. وأسأله: لكن قاعدة "الصاعد هابط"، تبدو واقعية في كثير من الأحيان، وما حدث هذا الموسم على سبيل المثال تأكيد لهذه القاعدة، فكيف ستنجون منها؟ ويرد الخييلي: لا توجد قواعد في كرة القدم، والقاعدة الوحيدة المعترف بها، هي العمل وأن تقدم مسوغات أحلامك، لا أن تطلق الشعارات دون أن يكون لها سند على أرض الواقع.. نحن لدينا استراتيجية واقعية تدرك واقع الفريق وما يحتاجه وتستند إلى معطيات قائمة، وقد يرى البعض في كلامنا مغالاة أو طموحاً زائداً، ولكن كل الإنجازات بدأت بطموح، وكل الأحلام تحققت بالعمل، ونحن عملنا وسنعمل، عرفنا الطريق ولن نحيد عنه إن شاء الله، وإن كانت هناك فرق صعدت وسرعان ما هبطت، فذاك شأنها ولا أعلم الأسباب التي تسببت في ذلك، لكننا نعلم جيدا كل شيء عن فريقنا وإلى أي مدى يمكننا أن نحلم معه. وقال: دوري المحترفين هو مكاننا، ونحن لسنا غرباء على عالم الكبار الذي كان بني ياس أحد أضلاعه في فترات سابقة، واليوم عاد ليعيد هذا الزمن الجميل، وأقولها عن قناعة إن بني ياس سيكون منافسا شرسا، وطموحه أن يتجاوز حدود المحلية باستعادة كامل أمجاده والمشاركة في المحفل الآسيوي الذي يحفظ تاريخه للسماوي كونه كان من المنافسين فيه من قبل. وأكد نائب رئيس مجلس إدارة نادي بني ياس أن التونسي لطفي البنزرتي مستمر مع الفريق، مشيراً إلى أنه مستمر بإرادته كنت شاهداً على عمل هذا الرجل خلال معسكر الإعداد الذي سبق الموسم، وقد استطاع بناء فريق لم يكن أحد يتوقع أنه سيصبح واقعاً، ومن حق البنزرتي اليوم أن يكمل مشوار الفرحة معنا، خاصة أنه يميل إلى أجواء الأسرة التي تعم بني ياس، وقد قال لي إنه يشعر اليوم أنه قطعة من هذا النادي. وعن دعم الفريق بلاعبين جدد في المرحلة القادمة، وهل سيتم الاستغناء عن أحد، قال سيف الخييلي: لابد أن يدرك الجميع أن بني ياس لا يستغني عن أحد من أبنائه، ونحن كإدارة لا نجبر الجهاز الفني على شيء فهو الأدرى بأحوال واحتياجات الفريق، ولطفي البنزرتي أكثر الناس علما بما يريده الفريق، ونحن كما قلت من قبل مسخرون لخدمته، وأكيد أنه بعد الصعود ستشهد صفوف بني ياس وجوها جديدة، سيتم الاستقرار عليها خلال معسكر الإعداد، كما أننا بداية لابد أن نستقدم أجنبيين آخرين لفريق الرديف، ونحن في انتظار خطة البنزرتي بكل هذه الشؤون لإقرارها. وأشاد الخييلي في ختام حواره بدعم ووحدة وصلابة أعضاء مجلس الإدارة، مؤكدا أن المجلس بقيادة العميد مطر المهيري، وحدة واحدة، لا تعرف الخلافات، وأنه إذا كانت هناك وجهات نظر في مختلف القضايا، فهذا أمر جيد ودليل على ثراء العمل بكل الآراء، وفي النهاية ومهما كانت الاختلافات، فالجميع يتفقون على صالح بني ياس وكل ما يدعم استقراره ونجاحه.
!!Article.footers.caption!!
لن نستغني عن أي لاعب ولعبات أخرى في الطريق
!!Article.headers.headline!!
Nabil Fekri
أكد سيف الخييلي أن نادي بني ياس لن يستغني عن أي لاعب من لاعبيه، وذلك رداً على ما يتردد عن رغبة عدد من الأندية في الاستعانة بعدد من لاعبي بني ياس، خاصة لاعبي منتخب الشباب، عامر عبدالرحمن وذياب عوانة ومحمد جابر. وقال نائب رئيس مجلس إدارة نادي بني ياس: إذا كانت هذه الأندية تتطلع لأي من لاعبينا، فنحن نقول لهم إن لاعبي بني ياس ليسوا للبيع، وسمو رئيس النادي أكد ذلك في توجيهاته لمجلس الإدارة، وهذا الحظر يشمل اللاعبين من الفريق الأول وحتى الناشئين، لأن بني ياس أولى بأبنائه، وكما أن لهذه الأندية طموحاتها، فنحن أيضا لنا طموحاتنا وهؤلاء اللاعبون هم عصب هذا الطموح، كما أن لاعبينا أنفسهم يرفضون الرحيل عن بني ياس. و حول كثرة اللعبات التي يضمها نادي بني ياس، وهل انضمامها يخضع لاستراتيجية أم أنه بهدف زيادة الدعم، قال الخييلي إن توجيهات سموه رئيس النادي للمجلس هي بمثابة ورقة عمل على مجلس الإدارة أن يسير بكل ما أوتي من قوة وجهد في تنفيذ بنودها، خاصة وأنها نابعة من رؤية سموه الثاقبة، وإلمامه بالواقع على كافة المستويات، كما أنها نابعة عن حب كبير لبني ياس ورغبة في أن يعم الخبر على المنطقة بأسرها وليس النادي فقط، ولعل هذه من أهم المميزات في الاستراتيجية التي وضعها سموه للتطوير، والتي لم تتجه للاعب أو لرياضي فقط، وإنما إلى مدينة بني ياس بأسرها، من أجل بناء مجتمع متكامل، رياضيا واجتماعيا وثقافيا. أضاف أنه من هذا المنطلق كان التنوع في الرياضات التي يحتضنها النادي لتلبية كافة التوجهات والهوايات، فهناك من يريد المبارزة أو الطائرة أو تنس الطاولة أو حتى السباحة، وغيرها من الألعاب، كما أن النصف الآخر وهو المرأة كان له نصيب من التطوير، من خلال لعبتي القدم والسلة للسيدات، مشيرا إلى أن هناك لعبات أخرى في الطريق. وأشاد سيف الخييلي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي بني ياس، بالدور الرائد الذي يلعبه مجلس أبوظبي الرياضي برئاسة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، وبجسور التعاون الممتدة بين النادي والمجلس. وقال: إن مجلس الإدارة سبق وأكد من بداية توليه المسؤولية، أنه ليس مجلسا لإدارة شؤون الكرة، وإنما يتجاوز دوره هذه الحدود الضيقة، بربط النادي بالمجتمع والاهتمام بكافة اللعبات.
عدد اليوم
