كمال أبورية: الجمهور لا يشاهد الأعمال المحترمة الآن

كمال ابورية ممثل من طراز مختلف بين ابناء جيله، استطاع ان يقدم عددا من الاعمال التي وضعته في مكانه خاصة وتركت بصمة لدى المشاهدين خاصة عند أدائه للشخصيات التاريخية بداية من الشاعر احمد رامي في مسلسل “أم كلثوم” وكان السبب في توهجه الفني ومرورا بقاسم أمين وعلي مبارك وآخرها أحمد حسنين باشا في مسلسل “ملكة في المنفى”. ويعود ابورية من جديد للشخصيات التاريخية من خلال الشاعر العراقي “ابن زريق البغدادي” في مسلسل “عابر سنين” المأخوذ عن رواية للكاتب البحريني أحمد الدوسري، سيناريو وحوار منير مراد وإخراج عزمى مصطفى وإنتاج اسماعيل كتكت. يقول ابورية: تعاقدت مع المنتج إسماعيل كتكت على المشاركة في مسلسل “عابر سنين” عن قصة الكاتب البحريني وسيشارك فيه مجموعة من الفنانين العرب، ولم يتم التعاقد مع أي منهم حتى الآن، ومازال المنتج إسماعيل كتكت والمخرج عزمي مصطفى في مرحلة الترشيحات. وأضاف أبورية أن المسلسل سيبدأ تصويره عقب الانتهاء من اختيار باقي فريق العمل ليكون جاهزا للعرض في رمضان المقبل. وقال: تدور أحداث المسلسل في سنة 471 هجرية ويرصد تفكك الإمبراطوريات في ذلك العصر وما تبعه من صراعات اقتصادية وسياسية بين رجال السلطة والتي كان ضحيتها الفقراء من خلال ملحمة رومانسية تاريخية حيث يروي المسلسل حياة الشاعر ابن زريق البغدادي الذي كانت له ابنة عم أحبها ثم ارتحل عنها من بغداد لمرض أصابه رغم إلحاحها عليه بعدم الرحــيل لكنه قرر السفر قاصدا الأمير أبي الخيبر عبد الرحمن الأندلسي ومدحه بقصيدة بليغة طمعا في عطائه لكن الأمير خذله ولم يعطه سوى القليل ونتيجة لظروفه التي مر بها خلال ترحاله، بدأ طيف محبوبته يغازله، فتذكر ابن زريق فراق ابنة عمه وأحزنه ما بينهما من قفار وبحار، وزاد من همه ضيق ذات اليد وعجزه عن العودة من دون أن يفي بما قدم له من طلب الرزق، وتذكر ابن زريق رجاء محبوبته له بعدم الرحيل فاعتلَّ غما ومات، فافتقده الأمير وكان قد منعه العطاء الكبير طمعا في استبقائه حتى يطول مكثه عنده وكان يدخر له الأعطيات لحين رحيله فأمر فنظروه في الخان الذي كان فيه فوجدوه ميتا على فراشه وعند رأسه رقعة مكتوب عليها قصيدة لابنة عمه. مغامرة واشار ابورية الى أن عنوان الرواية لفت انتباهه. وقال إن ما حدث قبل ألف عام ينطبق على الحاضر وتحويل الرواية إلى مسلسل تليفزيوني مهم جدا فهي تلبس ملابس التاريخ وتتحدث بلغة الحاضر. ووصف أبورية الاشتراك فى الأعمال التاريخية الآن بأنه مغامرة لأن الناس لا يحبون مشاهدة الأعمال المحترمة وهو ما يؤكد اختلال الميزان الفني. وقال: قدمت أكثر من عمل تاريخى لم ينجح وكان أكثرها مسلسل علي مبارك الذى لم يشاهده أحد ولم يهتم به الإعلام وبالرغم من ذلك سأظل أختار الأعمال الجادة التي تكون على قدر معقول من الأهمية والجودة. وعبر عن تأييده للفنانين الذين يعتذرون عن عدم تجسيد شخصيات السيرة الذاتية خوفا من النقد اللاذع، مفسرا ذلك بكثرة هذه الأعمال حاليا والتي أصبح الكثير منها تتم صناعته رغبة في التقليد فقط. نداء العشق والأرض وعن مسلسل “نداء العشق والأرض” تأليف محمد عزيز وإخراج عصام شعبان، والذي كان مقررا ان يقدمه خلال الفترة الماضية قال ابورية: أعتذرت عنه فقد تشاءمت من هذا المسلسل نتيجة طول فترة التحضير وكثرة التأجيلات بالإضافة إلى بعض المشاكل الإنتاجية والتسويقية فمنتج العمل لا يريد بدء التصوير قبل أن يضمن بيعه لإحدى القنوات وبما أنني لست يحيى الفخراني أو يسرا أو أحد الذين أصبحوا علامة مسجلة للإعلانات فالمسلسل يواجه مشاكل تسويقية. وعن مسلسل “ملكة في المنفى” الذي تناول قصة حياة الملكة نازلي، وجسد فيه دور أحمد حسنين باشا قال: تحمست للدور لأنها المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية تاريخية تشوبها بعض الشبهات لأن حسنين باشا اتهم بالفساد الاجتماعي والسياسي وأنه أقام علاقة مع الملكة داخل البلاط الملكي وكان سببا في تدهور أخلاقها. وسعدت بتقديم الدور رغم انني كنت “ضيف شرف” لأن عدد مشاهدي لم تتجاوز 10 حلقات فقط. وعن السينما قال ابو رية: انا وكثير من ابناء جيلي ليس لنا مكان في السينما الحالية ولكن هناك أعمالا غير تجارية أمارس فيها عشقي للسينما وهي الافلام التي ينتجها اتحاد الاذاعة والتليفزيون وكان آخرها فيلم “هو النهارده إيه” والذي شاركني بطولته حسن عبدالمجيد وجيهان راتب ووفاء سالم وفريد النقراشي وتأليف ماهر زهدي وإخراج سامح الشوادي. وحول تذبذب مستوى نجوميته وعدم ثباتها على حال قال: الاستمرار على اعتلاء النجوميه لا يشغل بالي وهذا المؤشر لا اعتني به ومن الممكن ان يرجع اختفائي لعدم وجود نصوص جيده وأعمال تترك علامه عند الجمهور فمن الممكن الا اكون مهتما اعلاميا بتغطية الأعمال الفنيه التي اشارك فيها او لا اضع خطه لذلك لان هذا لا يشغلني وما يهمني ان امثل ادوارا جيده اكون راضيا عنها لان الاعمال المميزه هي التي تجعل نجوميتي في المقدمة. واضاف: قيمتي عند الجمهور والنقاد ثابتة ويعتبرونني من اهم الفنانين على الساحة الفنية وهذا ليس رأيي حتى لا يعتبر ذلك غرورا او نرجسيه، وما يشغل بالي هو ما يحدث على الساحة الفنية حالياً من دعم الإنتاج الدرامي المصري وان تكون هناك إدارة متخصصة للتدقيق في اختيار النصوص وكذلك إدارة متخصصة في التسويق لعدم وجود جهة واحدة تقوم بتسويق اعمالنا الدرامية.