الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تفتيش الهاتف».. أزمة ثقة تهدد استمرار الحياة الزوجية

«تفتيش الهاتف».. أزمة ثقة تهدد استمرار الحياة الزوجية
19 يناير 2013 14:46
الثقة هي أساس التوازن في العلاقة الزوجية التي إن اختلت انهارت هذه المؤسسة الأسرية، والثقة تبدأ من خلق مساحة من الحرية، لكلا الطرفين واحترامها كلبنة ثابتة لتشييد هذه المؤسسة. لكن مع ضعف الوعي لدى البعض وانتشار المواقع الاجتماعية والهواتف الذكية، التي فتحت باب الفضول لدى بعض الأزواج في معرفة ما يقوم به الشريك الآخر، مما يؤدي إلى انعدام الثقة ولجوء أحد الطرفين لتفتيش هاتف الآخر أو «الصندوق الأسود»، كما يحلو للبعض تسميته، لأنه في نظرهم يحتوي على معظم الأسرار، إن لم تكن كلها. وتفشي مثل هذه الظاهرة بين الأزواج، من شأنه أن يهدم عش الزوجية ويشوش على الطرفين بسبب شك قاتل يراود الطرف الآخر، ووفقاً لما ورد من ردود على الموقع الإلكتروني لصحيفة «الاتحاد»، يبقى السؤال، لماذا يلجأ كلا الزوجين لتفتيش الهاتف وهو يعلم أن به بعض الخصوصيات؟ إذا كانت الغيرة هي الدافع لهذا، فقد يجد ما لا يسره؟ وإذا كان الدافع الشك فسيتعلق بما وجد وسيجعله سبب خلاف. ولم يخالف أحد من علماء المسلمين في أن الشك أو سوء الظن لا يعتبر مسوغاً لتجسس الزوج على زوجته أو العكس؟ لأن ذلك اعتداء على الحرية الشخصية التي كفلها الإسلام لكل إنسان. وأكد رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عجيل النشمي أنه «لا يجوز للزوجة ولا يجوز للزوج أن يتجسسا، أي يطلع أحدهما على رسائل الآخر بأي وسيلة كانت، ما لم يستأذن صاحب الرسائل». وأكدت بعض الدراسات الاجتماعية أن حصول كثير من حالات الطلاق تكون بسبب تفتيش الزوجة هاتف زوجها المحمول أو العكس، مشيرة إلى أن انشغال بعض المتزوجين بمواقع التواصل الاجتماعي، كان أحد الأسباب في انتشار الطلاق. وقال الدكتور وضاح السروري «إذا كانت الثقة والاحترام متبادلين بين الطرفين، من المؤسف والمخجل تفتيش التلفونات، لأنه تطاول على الخصوصية التي قد لا تهم ولا يستفيد أحد الطرفين شيئا من معرفتها، ناهيك عن أنها قد تزعزع الثقة وتضايق الآخر مما يضطره لإجراء احترازات إضافية، كلا الطرفين في غنى عنها». أما المشاركة رأي، فترى أنه: «بصراحة من حق الزوجين أو الآباء والأمهات تفتيش متعلقات شركاء الحياة أو الأبناء عند ملاحظة تغير غير طبيعي في السلوك يطول أمده». وأضافت رأي، أن «النظرة غير المتوازنة للمرأة في العالم العربي، هي سبب المشاكل، وليس تفتيش الهاتف. حين يسمح الرجل لنفسه بكل شيء ويحرمها من كل شيء حتى في المشاعر الإنسانية». وتساءل أبو صقر قائلاً: «لماذا نقول عند تفتيش الهاتف انعدام ثقة لماذا لا ننظر للمسألة بنفس راضية وبروح طيبة؟ ألا يدل هذا على أن هناك خللاً في أنفسنا»، مؤكداً «ليس من الضروري أن تصبح الثقة منعدمة بمجرد أنني قمت بتفتيش هاتف الطرف الآخر، وإنما يمكن أن يكون بهدف إبعاد وساوس الشيطان وعدم الانشغال بهذه الأمور في المستقبل وبالعكس قد تصبح الثقة أكثر متانة مع الأيام». أما أماني من أبوظبي، فقالت: «عندما يقبل الزوج مثل هذا التصرف كتفتيش للأرقام والـ«مسجات» المحفوظة في هاتف زوجته، يجب أن يقبل بأن تقوم زوجته بلمس هاتفه والاطلاع على مسجاته وأرقام الهواتف». وأضافت «للأسف الشديد، فإننا نرى في الواقع ما لا يقبله العقل والمنطق وهو أن للزوج حقا على كل صغيرة وكبيرة من حياة الزوجة، وهي لا يحق لها أن تسأله أين تذهب أو من المتصل، فما سبب تسمية شريك الحياة». من جانب آخر، قال أبو محمد: «لا أحب أن زوجتي تفتش هاتفي الخاص لأن ذلك يعني إهانة لي لانعدام ثقتها بي»، في حين اعتبر أبو حمزة، أنه حق للزوج خاصة قائلاً: «أرى أنه من حق الزوج أن يعرف كل صغيرة وكبيرة فيما يخص زوجته، دون رفع راية الثقة والتظاهر بالغضب والادعاء بأن ثقة زوجها بها معدومة». بينما يرى البعض أن تجسس كلا الطرفين على هاتف الآخر شك وراثي موجود في جينات الإنسان لذلك من الصعب استئصاله.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©