السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا فارس العساف

أنا فارس العساف
27 فبراير 2018 22:04
دبي (الاتحاد) كنت أرقب التطور المتسارع في قدراته البدنية مبهوراً، قلب قوي وجرأة غير مسبوقة، رغم أن عمره لم يتخط السابعة، ثلاثة أعوام أخرى مضت وأنا أدربه، توطدت خلالها علاقتي به لتتجاوز حدود العلاقة النمطية ما بين لاعب ومدرب، صرت أهتم بكل تفاصيل حياته الرياضية إلى جانب الاجتماعية، ليبلغ حرصي مداه الأكبر عندما كنت أتوجه للسؤال عنه في المدرسة لمعرفة تفاصيل تحصيله العلمي. مع مرور الزمن، بدأت تطغى على أحاديثنا الأحلام الكبيرة، لنتخذ معاً قرار الفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية، نعم تلك الميدالية التي استعصت على الجميع من قبل، إذ سعيت من جهتي إلى تطوير قدراتي التدريبية، وهو في المقابل كان يجد في سبيل تطوير حضوره الفني والبدني كي تكتمل فصول الحكاية ما بيننا. ولأن الطريق إلى الأولمبياد طويل كان لزاماً علينا البدء من الصفر، فكان ذلك في البطولات المحلية، ثم العالمية الخاصة بالناشئين، فالشباب وصولاً إلى فئة الرجال، إذ كان أبوغوش يحصد الميدالية تلو الأخرى، ويعتلي عديد منصات التتويج، إلى أن حانت اللحظة الحاسمة. المشاركة في أولمبياد ريودي جانيرو، وحينها برز طارئ غير متوقع، طروحات من هنا وهناك تطالب بأن يتولى مدير فني أجنبي قيادة أبوغوش في الأولمبياد ليرفض الأخير هذا الأمر ويصر على أن أكون مدربه في هذا الاستحقاق، فكان له ذلك. في هذه اللحظة كنت أمام تحدي وضع برنامج تدريبي يقود أبوغوش إلى كسر عقدة الميداليات، الخطة كانت مغلفة بالسرية لإخفاء أوراقنا الفنية عن أعين المنافسين حتى أن التدريبات كانت تمضي بعيداً عن وسائل الإعلام، رافقها سعي دائم إلى تحفيز النواحي المعنوية لدى اللاعب الذي كان ولا يزال يرفض الخسارة ولا يقبلها، رغم أن القرعة فرضت عليه مواجهة اللاعبين الأفضل على الصعيد العالمي، لينجح في إقصائهم واحداً تلو الآخر، وصولاً إلى المباراة النهائية التي تغلب فيها على الروسي أليكسي 10-6. فور انتهاء المباراة الأخيرة لم نكن نصدق ما يحدث، لقد نجحنا في تحقيق أول ميدالية ذهبية للأردن في التاريخ، وبصناعة أردنية عربية خالصة وبعد جهود بذلت على مدار سنوات طويلة، أنا مدرب أفضل رياضي أنجبته الرياضة الأردنية ماذا أريد أفضل منذ ذلك!؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©