الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شعم •• شاهد على ماضٍ يجسد عزيمة الأجداد

شعم •• شاهد على ماضٍ يجسد عزيمة الأجداد
25 ابريل 2009 02:25
يتجول سعيد عبدالله الظهوري في مسقط رأسه منطقة شعم، مستحضراً ذكريات عقود ستة بكل ما فيها من أنواء لم تفل عزمه، ليظل ''الشيبة'' شامخاً شموخ البيوت الحجرية والأزقة والجبال التي كانت مرابع طفولته ''الشقية''•• فهنا خطا خطواته الأولى، وبهذه الصخرة تعثر ذات مرة• وهناك ضحك، وعند ذلك الجدار تصنع البكاء• أحداث كثيرة يرددها الظهوري في كل مرة يزور فيها منطقته الجبلية الضارب تاريخها في جذور الحضارة إلى سبعة آلاف عام من الزمن• ويسترسل ''الشيبة'' في وصف ذلك ''الزمن الجميل'' وبيئته المحيطة آنذاك، من المنازل والمسجد والسوق الشعبي وبئر الماء، مؤكداً أن ''صعوبة الحياة ما كانت تعوق محبة الناس وتآلفهم'' على حد تعبيره• يقول ''آباؤنا كانوا جسورين وأقوياء البنية''، واصفاً طبيعة النسيج الاجتماعي لأهالي الإمارة بأنه كان وحدة من مجموعة مدن جبلية وساحلية وريفية وبدوية شيدت بسواعد الأجداد وهممهم ''التي لا تعرف المستحيل''، لتصبح اليوم شاهداً على تعانق الحضارة القديمة بالتطور الشامل، لتؤكد بذلك مقولة مؤسس دولتنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'': ''من ليس له ماض ليس له حاضر''• يتابع الظهوري ''هجرنا منزلنا المتواضع عقب قيام الاتحاد الذي جلب معه الخير بتوفير سكن ملائم لكل مواطن''، ويقارن بين عناء بناء المنزل في تلك الأيام وما شهدته الحياة من وسائل راحة فيما بعد• يقول ''كان الأهالي يشيدون منازلهم من الحجر المحلي الذي كان يقطع من جبال رأس الخيمة وينقلونها إلى مكان المنزل المقرر بناؤه، مجسدين بذلك أروع أشكال التكافل الاجتماعي وهي السمة التي ميزت المجتمعات العربية والإسلامية عامة والإماراتية خاصة والتي ما زالت راسخة حتى وقتنا الحاضر''• ويزيد ''كان الجميع يعمل يداً بيد في بناء المنازل المكونة من حجرة صغيرة أو حجرتين، راصين أحجارها بطريقة هندسية، ومثبتين تلك الأحجار بالحصى والجص، تاركين فراغات لعبور الهواء، ومستخدمين سعف النخيل في سقفها''• كانت طريقة بناء المنازل تمكن الأهالي من العيش فيها طوال أيام العام، سواء في فصول ''القر'' أو ''القيظ''• ويعرج الظهوري على سوق البلدة القديم الذي كان عامراً يوماً ما بجميع مستلزمات أهل المنطقة، والمسجد الذي كانت ترتفع نداءات ''الله أكبر'' من مئذنته البسيطة خمس مرات في اليوم، ويطوف بمجلس شيخ القبيلة الذي كانت ناره لا تطفأ، ويتحلق حول فراشه رجال القبيلة للتشاور في أمورهم، باشين في وجه ضيوفهم، مستمتعين بأبيات الشعر النبطي والشعبي التي كانت تلقى على مسامعهم
المصدر: عماد عبدالباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©