تأجيل انتخاب رئيس لبنان إلى 12 نوفمبر

أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء إلى يوم الاثنين في 12 نوفمبرالمقبل، في وقت حث فيه وزراء خارجية ''الترويكا'' الأوروبية الأطراف اللبنانية على التوصل لاتفاق سريع بشأن مرشح للرئاسة خلال زيارتهم للبنان الأسبوع الماضي، وقال فريدريك ديسانو نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحفي إن انتخاب رئيس ضمن الإطار الزمني والقواعد المنصوص عليها في الدستور أمر مهم لاستقرار وسيادة لبنان،وقال ديسانو: ''شدد الوزراء على ضرورة التوصل لاتفاق بين اللبنانيين بشأن هذه الانتخابات الحاسمة واستعدادنا لمواصلة العمل نحو تحقيق هذا الهدف''· واوضح بري في بيان رسمي صدر عن الأمانة العامة للبرلمان بأن مبرر التأجيل هو لافساح المجال أمام المزيد من التشاور توصلاً الى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يشكل رمزاً لوحدة الوطن ومنعته·وكشفت مصادر بري لـ''الاتحاد'' بأن رئيس البرلمان يأمل في حصول توافق قبل هذا التاريخ على شخص الرئيس، ولكنه ما زال متمسكاً بمبادرته المدعومة من بكركي وجوهرها اعتماد نصاب الثلثين في افتتاح الجلسة· وأكدت المصادر بأن بري بنى على ما استجد من تطورات سياسية متسارعة تحديد التوقيت الجديد للجلسة، وهي الفرصة الأخيرة أمام البرلمان لانتخاب رئيس توافقي قبل دخول الاستحقاق الرئاسي فترة الحسم التي تمتد ما بين 14 و 24 نوفمبر، التي يصبح خلالها المجلس النيابي حكماً في حال انعقاد دائم لانتخاب الرئيس العتيد· وجاء إعلان تأجيل الجلسة قبل 24 ساعة من موعد انعقادها ليشكل مؤشراً إضافياً على تحركات إيجابية أبرزها أول لقاء جرى أمس الأول بين قياديين بارزين من الأكثرية والمعارضة هما رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل وزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون وذلك بعد أشهر طويلة من القطيعة بين زعماء الموارنة في الطرفين· وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ''نتمنى أن نكون حتى ذلك الوقت قد استطعنا أن نتقدم باتجاه تنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري''· وقال مصدر مقرب من زعيم الغالبية النيابية سعدالدين الحريري: ''الاتفاق على تأجيل الجلسة تم بين الأطراف في لقاء قصر الصنوبر لاعطاء فرصة لمبادرة البطريرك الماروني نصر الله صفير الهادفة الى التوصل لاتفاق على مرشح أو على لائحة مصغرة من المرشحين''· وأضاف ''الاتفاق كان على إعلان التأجيل قبل موعد الجلسة حتى لا تعطي فرصة لتصعيد الجدل مجددا وخلق أجواء تحد وتشنج عبر دفع النواب لاتخاذ مواقف فورية تتعلق بالنصاب وبالانتخاب بالأكثرية المطلقة''، وأوضح المصدر أن الحريري وبري اللذين استأنفا اجتماعاتهما الجمعة اتفقا على ''عدم تجاوز مبادرة بكركي التي تسعى الى توافق ماروني على الرئاسة يشكل مدخلا لتوافق لبناني واسع حولها''· ورأى وزير حزب الله المستقيل النائب محمد فنيش ''أن الاتفاق على تأجيل الجلسة قبل حصول موعدها هو عامل إيجابي''، وقال ''هذا يدل على بوادر اتفاق في تشخيص المشكلة وعلى أن المساعي الوفاقية قائمة'' لافتاً الى أن التأجيل بحد ذاته كان ضرورياً لأن الجلسة لم تكن لتنعقد اذ لا نصاب بدون توافق· من جانبه أعلن عون أن البحث عن نصاب خارج الثلثين هو مضيعة للوقت، في ظل ارادة الجميع الوصول الى نتيجة، وقال عون إن هناك رغبة في التوجه الى المصالحة، والوفاق، وقلل من أهمية الفئات التي تعمل على التعطيل، وكشف عن رغبته في لقاء رئيس كتلة ''المستقبل'' النائب سعد الحريري، ثم رئيس الهيئة التنفيذية لـ ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع، مشيراً الى انه عازم على لقاء جميع الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي، واضاف: ان كل فرد يتحدث باسمه وفق تمثيله في مجموعته واصفاً لقاءه مع الرئيس امين الجميل بالجيد جداً، واكد عون ان اللقاءات الثنائية تتم بعيداً عن الأضواء في إطار خطة التوافق، للتوصل الى اسم رئيس للجمهورية يكون ضامناً لتنفيذ برنامج للاصلاح والاستقرار· واشار الى انه في حال اتفاق اللبنانيين فإن احداً لا يستطيع التدخل في الشؤون اللبنانية· الي ذلك يقوم وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط بزيارة بيروت يوم الخميس المقبل للقاء القيادات السياسية اللبنانية، وذلك لتأكيد اهتمام مصر بتطورات الأحداث على الساحة اللبنانية والى تقديم دعم مصر السياسي لعملية اختيار رئيس جديد ضمن الأطر المعمول بها والمواعيد الدستورية وذلك في اطار من الحرص الكامل على استقلال لبنان وسيادته· وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن زيارة ابوالغيط لبيروت ستشهد تقديم عناصر رؤية مصرية تأمل مصر في ان تساعد من خلالها الفرقاء اللبنانيين باعتبارهم المسؤولين الرئيسيين عن التوصل إلى حلول للخروج من الأزمة الحالية· من جهته اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم دعم سوريا لكل الجهود الهادفة الى تحقيق الوفاق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس توافقي وفق الأصول الدستورية والحرص على أمن واستقرار لبنان· وانتقد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأكثرية اللبنانية معتبراٌ أنها ارتكبت أخطاء فادحة ، واضاف المقداد'' لو أن الانتخابات جرت في الظروف الحالية لتحولت الأكثرية إلى أقلية لأنها أكثرية متسلطة· واشار المقداد في محاضرة إعلامية في مقر جريدة ''البعث'' الحاكم إلى أن ''دمشق رحبت باجتماع سان كلو لأنه دعا كل الأطراف اللبنانية للبحث في جوانب الأزمة المتصاعدة في لبنان ويومها أبدت سوريا دعمها لما دعت إليه باريس·· لكن هناك ملاحظات أساسية فسوريا لا تقبل أن تمر العلاقة مع فرنسا عبر لبنان ولا يمكن أن تربط علاقاتنا مع باريس بأي دولة أخرى، فسوريا وفرنسا دولتان مستقلتان ذات سيادة ومن هنا نعتبر أن الاتصال الذي جرى مؤخراٌ في تركيا بين الوزير وليد المعلم ووزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير إيجابي بهذا الصدد''·