السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تربية الأطفال أمانة لا تستخفوا بها

25 ابريل 2009 02:03
الأطفال أمانة في أعناقنا وسنحاسب على تربيتهم في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا سيشار لنا بأصابع الاتهام إن قصرنا معهم بشيء أو إن لم نعلمهم أصول الأدب والأخلاق• كما سنرى إشارات الإعجاب ونسمع المديح إن كان أبناؤنا مثالا يحتذى في الأخلاق• وفي الآخرة سنلقى الجزاء من رب العالمين على تصرفنا مع هذه الأمانة التي وضعها بين أيدينا، لذا يجب أن نعد الطفل لكي نوفيه حقه من التربية التي هي واجب على الأبوين، ولكن ذلك يتطلب أكثر من زاوية، من أهمها: أولاً: القدوة الحسنة من الوالدين، فالطفل يعيش عمراً حساساً لالتقاط أي حالة سلبيّة، من التناقض بين الأقوال والأفعال•فهنالك آباء يعملون على منع الأطفال من القول السيئ منعا باتا ولكن تجدهم ما أن يمروا بأمور أو ظروف عائلية حتى يكيلوا الشتائم أمام الأطفال فهنا يحدث تناقض في عقلية الطفل بتناقض تصرف الآباء وهذا تترتب عليه أمور سلبية كبيرة لا يعلم الأهل نتائجها وتتلخص في ترسيخ فكرة سلبية للطفل تجاه أبويه بأنهم يلعبون الدور الأفضل أمامه فقط مع أنهم عكس ذلك ومن هنا فلا يحترمون أي نصح أو أمر أو ظهور حالة نفسية سيئة للطفل• ثانياً:الصداقة مع الأم خاصة باعتبارها الشخص الحنون بالبيت ؛ ولذلك يجب ألا تفرض الأم على الطفل ما تريد ، ولكن توجّهه وترشده، وتحاول إقناعه، محاولة أن تحبب له الأمور لكي تبني له صورا محببة عن أي واجب يؤمر به ، سواء ما يتعلق بـدراسته، أو ملابسه، أو برنامجه، أو صداقاته وعلاقاته، أو حتى بالأخطاء التي يمكن أن يقع بها الطفل في هذه المرحلة• لابدّ من التعامل معه بيقظة، ووعي، وحساسية، ومحاولة الإقناع، وليس محاولة فرض الرّأي•وإياكم استصغاره وإهانته أمام العائلة أو أصدقائه فهذا خطأ وإنما انصحوه على انفراد• ثالثاً:تنمية شخصية الطفل من خلال الثناء على شخصيته، وعلى إنجازاته، وعلى الجوانب الطيّبة عنده•و احترام خصوصيّاته، وشخصيّته والعمل على بنائه لكي يكون ذا شخصية قوية في كبره• و احترام ما يتعلق بأموره الخاصة• رابعاً:المراقبة الذكيّة الحذرة، خصوصاً حينما تلاحظ الأم تغيّر سلوك الطفل؛ من فتاة أو ولد أو تغيّر نوع أصدقائهم ، لأن العلاقات والصداقات يمكن أنْ تصنع أشياء كثيرة جداً في غفلة الأسرة• خامساً:معالجة الأخطاء التي يقع فيها الطفل بحكمة ولباقة، وعدم التحقير، أو التقريع المستمر، أو القسوة المفرطة فأنت بعملك هذه تعق ولديك وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم(لعن الله من عق ولديه ليعقهما)• بعض الأطفال -في هذه السن- قد يقع في مشكلة معيّنة وخاصة الأولاد منهم• مثلاً: مشكلة التّدخين، وهذه ظاهرة عالمية•فقد كشفت أكبر دراسة أُجريت على المدخنين في العالم بأن الأولاد الذين تتراوح أعمارهم مابين 6 و10 سنوات اليوم يتعاطون التبغ، بمعدلات أعلى مما كان عليه الأمر سابقاً• لذلك يجب على الآباء التحذير من التدخين فالطفل لا يفهم انه شيء مضر، بل سوف ينظر للمسألة بأنها إثبات لشخصيته ، قد لا يكون هدفاً بذاته، لكنّ الطفل، حينما يعمله؛ فهو يريد أنْ يتمرّد على تقاليد الأسرة، أو أنْ يثبت شخصيّته، أو أنْ يقلّد غيره• لأنّ الفتاة - في هذه المرحلة - أو الفتى، لا يدركان ما ينفع وما يضر، وقد لا يحسنان التصرف، وقد توجد لديهما الرغبة الجانحة الجامحة، في اكتشاف العالم من حولهما، دون وصاية أو رقابة من أحد• كما أنّ الشورى؛ تشعر الطفل بمكانته، وتدربّه على التعقّل، ورؤية المصالح المستقبليّة، وتقديم شيء على شيء، وترك شيء؛ لأنّ هناك ما هو أولى وأفضل منه• عبد السلام عبدالله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©