الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الملف الموحد» نظام جديد يطبق على منتخب الشباب لأول مرة

«الملف الموحد» نظام جديد يطبق على منتخب الشباب لأول مرة
25 ابريل 2009 00:28
يعتبر الطب الرياضي أحد فروع الطب الحديثة التي تم إدراجها ضمن عائلة الطب الواسعة، وذلك قبل عشرات السنين سعياً لوضع أسس طبية سليمة تهدف إلى الوقوف على النواحي الصحية للرياضيين في كافة ضروب الرياضة، ومعرفة حجم الإصابات التي يتعرضون لها أثناء ممارستهم لها، وكيفية علاج هذه الإصابات سواء بالعقاقير الطبية أو العلاج الطبيعي أو التدخل الجراحي إذا استدعت الحالة، حتى يعود الرياضي سليماً معافى بالدرجة التي تسمح له بالانخراط مرة أخرى في مواصلة نشاطه الرياضي دون شعور بأي ألم قد يؤثر على مستواه الفني. ومن هذا المنطلق واستناداً إلى هذا المفهوم، وضمن إعادة تشكيل لجانه المختلفة وهي الخطوة التي نفذها في مارس من هذا العام، قرر اتحاد كرة القدم، أن تكون للطب الرياضي لجنة مستقلة بعد أن كانت في السابق لجنة فرعية تنضوي تحت لواء لجنة "أوضاع وانتقالات اللاعبين"، ويأتي هذا التعديل الجديد لما لهذه اللجنة من أهمية كبيرة في تعزيز ومساندة عمل الأجهزة الفنية لمنتخباتنا الوطنية المختلفة. وأسند الاتحاد رئاسة هذه اللجنة للدكتور مطر راشد الدرمكي وتضم في عضويتها 4 استشاريين وأخصائيين في الطب الرياضي وجراحة العظام والطب النفسي والعلاج الطبيعي والأدوية والآلام وإعادة التأهيل، علاوة على استشاري طب الباطنية. وهناك أيضاً مجموعة من اللجان الفرعية التي تستكمل منظومة العمل وتهتم بالمجالات الأخرى التي تخدم عمل اللجة "الأم" من بينها التغذية ومكافحة المنشطات والتثقيف الصحي وغيرها من المجالات ذات العلاقة المباشرة. وبالفعل بدأت "لجنة الطب الرياضي" في وضع خطة عملها ضمنتها الجوانب الهامة التي ترى أنها تقودها إلى بلوغ النجاح المنتظر ورسم الاستراتيجية التي ترتكز عليها مستقبلاً في الارتقاء بالجانب الطبي الذي يعد جزءاً مكملاً لما تقوم به الأجهزة الفنية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية بكافة فئاتها. ولمعرفة الدور الذي تقوم به هذه اللجنة وأهدافها وما وضعته من خطط تطويرية وما أدخلته من جوانب تنظيمية تتعلق بالطب الرياضي وتطبيقها على منتخباتنا الوطنية المختلفة، منذ أن باشرت مهامها والتي من المنتظر أن تسهم كثيراً في تسيير دفة العمل بطريقة متميزة وبأسلوب يتماشى مع المرحلة الاحترافية التي انطلقت عجلتها في الدوران مع مطلع الموسم الحالي، فقد حرصت "الاتحاد" على إجراء حوار شامل مع الدكتور مطر راشد الدرمكي رئيس لجنة الطب الرياضي لإلقاء الضوء على خطط واستراتيجية هذه اللجنة، وما أنجزته من مهام خلال الفترة القصيرة الماضية. وتطرق الدرمكي في حديثه لعدة محاور من شأنها أن ترتقي بالعمل الطبي لمنتخباتنا الوطنية، ومن الممكن أن تمتد الاستفادة إلى أندية الدولة المختلفة، علاوة على الضوابط الجديدة التي سيتم تطبيقها لضمان الحصول على خدمات طبية مبنية على أسس علمية صحيحة ومن بينها نظام "الملف الطبي الموحد" الذي يتم إدراجه والعمل به لأول مرة، وكذلك التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة داخل الدولة لتطبيق شروط مزاولة مهنة الطب الرياضي الجديدة والتعاون المقترح أيضاً مع المراكز الطبية الخارجية لتحقيق الأهداف، وغيرها من النقاط الإيجابية. في بــــــداية الحـــوار وجـــــه الدكتور مطر الدرمكي كل الشكر والتقدير إلى رئيس وأعضاء لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين لجهودهم الكبيرة التي بذلوها في جوانب الطب الرياضي واهتمامهم بالكثير من النقاط في هذا الجانب، وقت أن كانت لجنة الطب الرياضي جزءاً من صميم عملهم، مؤكداً أن اللجنة في ثوبها الجديد تعتبر امتداداً واستكمالاً لمشوار العمل السابق مع الحرص على تطبيق، وإضافة كل ما من شأنه أن يطور ويرتقي بالأداء ويقود إلى النجاح الذي يسعى إليه الجميع، وقال إن "لجنة الطب الرياضي" تتبع مباشرة لرئيس اتحاد الكرة محمد خلفان الرميثي والذي يوليها كل اهتمامه، ويسعى جاهداً لكي تصبح عاملاً مساعداً ورئيسياً في تطوير اللاعب والارتقاء بثقافته في مجال الطب الرياضي. وأضــــاف: أن لجنــــة الطـــــب الرياضي قد وضعت أهدافاً تسعى إلى تحقيقها خلال فترة عملها في الدورة الحالية التي تمتد لمدة أربع سنوات، ومن بين هذه الأهداف تطوير مستوى الخدمات الصحية والطبية في اتحاد الكرة بما يخدم خطته الاستراتيجية والمستقبلية والتي سيكون اللاعب محور اهتمامها في أربع نواح تتضمن الجوانب الصحية والذهنية "النفسية" والثقافية والتغذوية. وأشار إلى أن اللجنة تؤدي مهامها ضمن منظومة العمل الواحد وتعتبر جزءاً مهماً ومكملاً لعمل الجهازين الفني والإداري لمنتخباتنا الوطنية بفئاتها المختلفة حتى تساهم معها في تحقيق أفضل النتائج في المشاركات الخارجية على المستوى الخليجي والآسيوي والعالمي. وقال الدرمكي إن اللجنة تحرص وتسعى لتقديم خدمات طبية متميزة تستند على أسس علمية سليمة، وعلى ضوء ذلك سيتم التنسيق مع كافة الجهات المعنية ذات الشأن في مجال الطب الرياضي من خارج منظومة اتحاد كرة القدم. أربعة محاور رئيسية يؤكد رئيس اللجنة الطبية أن العمل يرتكز إلى أربعة محاور يأتي على رأسها اتحاد كرة القدم، ويتضمن هذا المحور عمل هيكل تنظيمي للخدمات الصحية، حيث ستتم إعادة تقييم الكادر الحالي الذي يشارك في عمل الجهاز الطبي للمنتخبات الوطنية، علاوة على سد الشواغر واستخراج رخص مزاولة المهنة للكادر الطبي من الجهات المختصة بالدولة، مع ضرورة تطوير قدرات هذا الكادر من خلال تعريفه بأحدث ما يتوصل إليه الطب في المجال الرياضي ليكون مواكباً لكل ما هو جديد وحديث في هذا الجانب، كما يتضمن هذا المحور أيضاً تنظيم المستلزمات الطبية والأدوية بعمل قائمة موحدة للأدوية، وكافة المستلزمات الطبية الأخرى لضمان توفرها بشكل دائم ومستمر على مدار السنة، ثم تجهيز وإعداد العيادة الطبية وتزويدها بأحدث الأجهزة والتقنيات والتي ستكون جزءاً من مبنى اتحاد الكرة الجديد الذي سيكون مقره بدبي وينتهي العمل فيه في منتصف العام الحالي 2009. وأكد الدكتور مطر الدرمكي أن الكادر الحالي يضم طبيباً وطبيب تغذية وثلاثة للعلاج الطبيعي واثنين مدلكين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنهم يستكملون النقص في الهيكل الجديد إذا اتضح أن هذا العدد لا يكفي. ويهتم المحور الثاني بالأندية حيث سيكون هنالك تنسيق كامل مع كافة أندية الدولة التي تعمل تحت مظلة اتحاد الكرة بشأن لاعبيها الذين يقع عليهم الاختيار للعب للمنتخبات الوطنية، والتنسيق مع هذه الأندية في المجال الصحي، وضرورة التأكد فيما إذا كان الجهاز الطبي الذي يعمل بكل نادٍ قد حصل على ترخيص بالعمل من الجهات المختصة بالدولة، وستكون العيادة الطبية تشخيصية وعلاجية فقط دون أن يمارس فيها التدخل الجراحي الذي سيتم بالاتفاق والتنسيق مع مستشفيات الدولة المختلفة، وستقوم العيادة الطبية بتقديم أفضل الخدمات للاعبي المنتخبات الوطنية، وتمارس عملها وتقدم خدماتها بعد الاحتراف بها من الجهات المختصة بالدولة على أن تكون ذات معايير دولية، كما سيكون للعيادة شبكة اتصالات مع مراكز متخصصة من خارج الدولة تتولى إجراء الجراحة اللازمة إذا تطلبت حالة بعض اللاعبين وخطورة اصابتهم التدخل الجراحي. وقال مطر الدرمكي إن لجنة الطب الرياضي على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة والنصح والإرشاد لأي نادٍ في مجال الطب الرياضي إذا طلب ذلك. أما المحور الثالث فهو يركز على التعاون مع الجهات ذات الصلة الوثيقة بالطب الرياضي على المستوى المحلي والإقليمي والعربي والدولي، من بينها اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ومنظمة اليونسكو وغيرها من الجهات ذات العلاقة بهذا الجانب، ويعنى المحور الرابع والأخير بالتثقيف الصحي في مجال الطب الرياضي والعمل على رفع المستوى الثقافي لدى اللاعبين واشعارهم بأهمية الجانب الصحي ومدى تأثيره سلباً أو إيجاباً على المستوى الفني للاعب وانعكاسه على نتائج الفريق بشكل عام. ويتم ذلك من خلال تنظيم ندوات ومؤتمرات ولقاءات مع الأندية حسب رغبتها لوضع النقاط فوق الحروف وتوضيح الجوانب الهامة وعلى رأسها الإقلاع عن ممارسة العادات السيئة والضارة التي تؤثر سلباً على الرياضيين فضلاً عن اطلاع اللاعبين على نوعية المنشطات وكيفية تجنبها والابتعاد عنها. وأوضح الدكتور مطر الدرمكي أن المحور الرابع يركز على الجوانب النفسية عند لاعبي المنتخبات الوطنية وكيفية الارتقاء بدرجة تفكيرهم وتعاملهم مع ظروف المباريات والضغوط النفسية الناتجة عنها، بجانب كيفية تعلم التعامل مع الجمهور ووسائل الإعلام المختلفة. كما يهتم أيضاً بجانب تغذية اللاعبين خلال معسكرات إعداد المنتخبات الوطنية بهدف تثقيف هؤلاء اللاعبين من الناحية التغذوية مع محاولة اقناع اللاعب بضرورة تطبيق هذا الفكر حتى في حياته اليومية خارج المعسكرات ليحصل على غذاء متوازن يعينه على أداء واجباته مع فريقه أو المنتخب على الوجه الأكمل وحتى يكون مهيأ من كافة الجوانب. الملف الطبي الموحد وكشف رئيس اللجنة الطبية في هذا الحوار عن أهم النقاط التي يرتكز عليها عمل "لجنة الطب الرياضي" والمتمثلة في إدخال ما يسمى بـ"الملف الطبي الموحد" بحيث يصبح لكل لاعب من عناصر المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها ملف يشتمل على كافة البيانات الصحية الأساسية عن اللاعب ونتائج الفحوصات الطبية التي يخضع لها عبر مشواره مع المنتخب، بجانب صور الأشعة المقطعية وتقاريره الطبية بما يتفق مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" التي سيتم إجراؤها في الفترة المقبلة وفقاً للنظام الجديد قبل كل مشاركة خارجية وترفع إلى اتحاد كرة القدم في البلد المنظم للبطولة. وأضاف: يتم الكشف عادة على جميع اللاعبين للتأكد من وضعهم وحالتهم الصحية وخلوهم من أي أمراض أو إصابات قد تؤثر على أدائهم وذلك قبل انضمامهم لمعسكرات الإعداد. البداية بلاعبي الشباب كشف رئيس اللجنة الطبية أن لاعبي منتخب الشباب بطل آسيا والذي يشارك في مونديال 2009 الذي تستضيفه مصر في سبتمبر القادم، سيكونون أول من يطبق عليهم نظام "الملف الطبي الموحد"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن لاعبي منتخب الشباب سيخضعون خلال الأسبوع المقبل للفحص الطبي الشامل على يد استشاري الباطنية وجراحة العظام والذي يتضمن جملة من الفحوصات، وقال الدرمكي إن ملف كل لاعب سيرافقه للبطولة حيث ستتم هناك إضافة كل ما هو جديد على محتوياته قبل أن يعاد الملف مرة أخرى إلى العيادة الطبية باتحاد الكرة
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©