أهالي الشارقة يطالبون بإصلاح وصيانة «الطرق المتأرجحة»

شكا الكثير من قاطني إمارة الشارقة، من وجود العديد من الطرق والميادين الصغيرة غير المعبدة، التي تكثر فيها الحفر والنتوءات والمطبات والتشققات الأرضية بصورة واضحة ما يجعلها بمثابة “طرق متأرجحة” عند المرور عبرها بالسيارة. ولفت بعض الأهالي إلى أنهم يضطرون لخفض سرعات سياراتهم في تلك الطرق والميادين غير المعبدة إلى ما يقرب من 20 كيلومترا في الساعة نظراً لاهتزاز السيارة وتأرجحها بصورة واضحة لدرجة أنهم باتوا يطلقون عليها “الطرق الراقصة”. وباتت تلك الطرق والميادين غير المعبدة معروفة للجميع وينتبه إلى أخطارها كل من يتعود على المرور من خلالها ومنها الميدان الصغير أسفل جسر على شارع العروبة في منطقة النباعة، والمعروف لدى الأهالي باسم “دوار قرطبة”، وكذلك بعض الميادين المعروفة للعامة بـ “رونا” و”كورال بيتش” اللذين يربطان بين إمارتي الشارقة وعجمان، وكذلك الحفر المنتشرة في أعلى جسر السوق المركزي والموجودة في أغلب الطرق الداخلية بالمناطق الصناعية في الإمارة. كما تشهد بعض الطرق والجسور انخفاضاً مفاجئاً عن مستوى الشارع الطبيعي في أرضيتها بصورة ملحوظة تنحدر معها السيارات خلال سيرها بالسرعات المحددة مثل الانحدارات المفاجئة على طريق العروبة الرابط بين الشارقة ودبي مقابل مطعم “كنتاكي”، وتلك الموجودة بجوار الإشارة الضوئية أمام مسجد الصحابة، وكذلك الحفر والتشققات في الطبقة المرصوفة المتركزة في الدورات الصغيرة بالقرب من السوق المركزي بالإمارة وغيرها العديد من الطرق الأخرى. انحراف مفاجئ يقول محمد ضرار، الذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة بالشارقة ويقيم في منطقة الناصرية بالإمارة، إنه يمر على العديد من الطرق غير المعبدة أثناء ذهابه للعمل في منطقة بحيرة خالد، مشيرا إلى الحفر الموجودة أعلى جسر السوق المركزي، والتي تتسبب في تأرجح واهتزاز السيارات بصورة كبيرة وخفض السرعات لأقصى درجة. وأضاف أن هناك العديد من الطرق غير المعبدة في مناطق مختلفة في الإمارة، تزيد أخطارها مع سقوط الأمطار وتجمع برك المياه فيها مما قد يتسبب في عرقلة الحركة أو أعطال في السيارات. وأشار علي الخشن، مندوب علاقات عامة في إحدى الشركات الخاصة بالشارقة، إلى أنه يتعرض للكثير من المواقف اليومية أثناء قيادة سيارته بحكم طبيعة عمله بسبب بعض الحفر والتشققات الواضحة في بعض الأرضيات الإسفلتية حيث يضطر بعض قائدي المركبات للانحراف المفاجئ حال الانتباه لوجود نتوءات أو حفر، ما قد يعرضهم لحوادث الصدم من قبل سيارات الآخرين. وبيّن أن هناك الكثير من الحفر في الشوارع ظهرت بشكل ملحوظ خلال الفترات الماضية، وباتت واضحة للعيان وأنها تحتاج لصيانة عاجلة حتى لا تتسع رقعة الحفر أو تزيد مساحة التشققات مما يؤثر سلباً على حركة السير في الشوارع بصورة عامة وعلى المظهر الحضاري للإمارة. وأفاد بأن هناك العديد من الأشخاص من ذوي الإعاقات يعانون من الصعوبات والمتاعب وبعض الآلام خلال السير على تلك الطرقات سواء بسياراتهم التي يقودونها أو عند ركوب سيارات أخرى، ما يحتم من ضرورة إصلاحها مراعاة لظروف تلك الفئة. حادث مروري من جانبه أكد مايد عبد الرحمن، الذي يعمل في إحدى الدوائر الحكومية بالشارقة، أنه كان شاهد عيان على تعرض سيارة يقودها شاب مواطن لحادث مروري خلال الفترة الماضية نتج عنه تدهور السيارة وإصابة قائدها بسبب تفاجئه بوجود مطب غير مرئي في أرضية الشارع عند الإشارة المرورية بجوار مسجد الصحابة بالشارقة، حيث لم يتمكن من التوقف فوراً نظراً للسرعة الزائدة التي كان يقود بها. وتابع: “أن السيارة ارتفعت عن الأرض بعض الشيء ولم يملك قائدها السيطرة عليها مما عرضها للتدهور. وقال إن الحفر والترقيعات تنتشر في العديد من شوارع الإمارة وتزيد بصورة واضحة في الشوارع الداخلية بالمناطق الصناعية المختلفة وكذلك في بعض الميادين الصغيرة وأسفل الجسور، وأنها تكون أكثر خطورة على مستخدمي الطريق مع سقوط الأمطار من خلال تجمعات مائية تعوق الحركة وتعرض السيارات لعطل ميكانيكي. وطالب بضرورة أن تقوم الجهات المعنية بتعبيد تلك الطرق بصورة مستمرة وأن يكون هناك اهتمام من قبل المعنيين بالتسريع في إصلاحها، حفاظاً على المكانة الكبيرة التي تتمتع بها إمارة الشارقة باعتبارها إمارة الثقافة. أعطال سيارات وذكر محمد إعجاز خان، صاحب ورشة صناعية لإصلاح السيارات في الشارقة، إن الطرق غير المعبدة تؤثر سلباً على حالة السيارات وتعرضها للكثير من الأعطال، كما أنها قد تؤثر على مدى ثبات السيارة من الداخل وتعرضها للخلل. وقال “إن رصف الطرق والشوارع بطرق مدروسة يزيد من العمر الافتراضي للسيارات ويجعلها في حالة جيدة ويقلل من تعرضها للأعطال الميكانيكية باستمرار، وعليه فإنه يجب على المعنيين الاهتمام بصورة مستمرة بإصلاح وصيانة كافة الطرق التي تحتاج لذلك أو التي طرأ عليها حفر أو تشققات جديدة”. «الأشغال»: نقوم بالصيانة بشكل مستمر أكدت دائرة الأشغال العامة في الشارقة أنها تقوم باستمرار بإجراء الصيانة والإصلاحات للكثير من الطرق التي تشهد حفرا أو تشققات قد تنجم عن سقوط الأمطار أو أي طارئ آخر نتيجة الاستخدام الطبيعي للطرق وبصورة سريعة، كما تقوم، وفي إطار مخطط شمولي، بإنجاز مشاريع الصيانة التصحيحية والوقائية في مساحات واسعة من شبكة الطرق وعدد كبير من الميادين في الإمارة حسب الأولويات واستجابة لطلب الجمهور. ونوهت إلى أنها بدأت بالفعل إجراء صيانة لميدان راشد بن محمد بن خادم، المعروف باسم “دوار قرطبة” الواقع على تقاطع شارع الشرق “العروبة” مع شارع الشيخ سلطان بن صقر القاسمي بمحاذاة مناطق القليعة، وبوطينة، والمجرة، والنباعة، وذلك لوجود عدد من الحفر به وكذلك عدم استواء أرضيته حيث يستمر العمل فيه لمدة 15 يوماً وبتكلفة تصل إلى مليون ونصف المليون درهم. وأضافت الدائرة أن إجراءات الصيانة ستشمل في المستقبل القريب عدداً كبيراً من الشوارع والميادين في إطار استراتيجية الدائرة الرامية لضمان سلامة الحركة المرورية، عبر الحفاظ على عناصر البنية التحتية ورفع كفاءتها بصورة دائمة ومستمرة وتحسين مستوى الخدمة لمستخدمي طرق الإمارة.