حظي فن إعداد المائدة باهتمام واسع في كثير من المجتمعات، لما له من أهمية في خلق أجواء ساحرة ترسم جانبا من النظام والراحة في الجلوس على مائدة الطعام واستخدام أدواتها. ولكل مجتمع عاداته وطريقته في تقديم الطعام، وتعتبر فرنسا قبلة هذه المهارة التي تميزت به، فهي سعت إلى وضع أسس توزيع أدوات المائدة بفن وجاذبية بقدر ما تقدمه مطابخها الفريدة من وجبات شهية ولذيذة ومبتكرة. فلا يمكن أن نهمل جانبا مهما وهو طريقة ترتيب المائدة التي تعكس رقي وذوق مقدمها. وهناك طرق مختلفة في إعداد المائدة على الطريقة الفرنسية تقدمها لنا ليليان هاجنبرجر. تقول: «يجب انتقاء الألوان التي سوف تكون سائدة على الطاولة وذلك بمراعاة ألوان الاطقم المستخدمة او الموجودة والتي سوف نبني عليها كامل نسيج الألوان (ومن الامثلة على ذلك الوردي مع الذهبي او الابيض مع الاسود) ويجب ايضا الانتباه إلى الطابع الذي تودون الحصول عليه كشكل نهائي (كلاسيكي، رومانسي، رسمي، باروك،....)». وتضيف هاجنبرجر: «للحصول على عشاء فاخر من الأساسيات مراعاة استخدام شرشف ذي ألوان متناسقة مع الأطقم المستعملة ما يمثل الأساس أو الخلفية لكل ما سوف تضعينه بعد ذلك. أما عن المناديل فيحبذ أن تكون قطنية وذات خامة جيدة وعادة ما تأتي مع المفرش في نفس المجموعة لتعطي التناسق المثالي، ولمزيد من التألق يمكن أن تصفف بعدة أشكال مختلفة وتزم من المنتصف بقطعة ديكور خاصة لهذا الغرض ما يوحي بانها قطعة فنية راقية بانتظاركم لتبدأوا وجبتكم بها». وبخصوص القطعة المركزية تقول هاجنبرجر: «ما يوضع في منتصف المائدة يمثل محورا لوضع باقي الأطباق حوله وعادة ما يكون من الزهور أو الشموع إذا كان العشاء كلاسيكيا أو حتى بعض من الفاكهة اذا لم يتح السابق ولكن مع مراعاة ألا يكون بارتفاع كبير حتى لا يحجب الرؤية بين الضيوف الذين يجلسون في مواجهة بعضهم. كما يجب أن توضع المقاعد في شكل منتظم ومتناظر وأن يراعي ترك مسافات كافية بين المقاعد ما يسمح بالحركة السهلة للضيوف». وحول مبادئ صف أدوات المائدة، ترى هاجنبرجر أنه لا بد أولا أن يوضع طبق التقديم الأساسي والأكبر حجما (يمكن أن يكون من نفس ذات النوعية كبقية الطقم أو من الممكن استخدام أحد الأطباق ذي الألوان الحيادية مثل الذهبي أو الفضي أو حتى من الملامين اللامع) هذا الطبق سوف يوضع بصفة دائمة على المائدة كشكل جمالي ولا يرفع عند تغيير الأصناف المقدمة كبقية الأطباق. ثم فوقه يأتي الطبق الأساسي المستخدم في وجبة العشاء ومن ثم يأتي الطبق الأصغر الخاص بالمقبلات. وفوقها الطبق الخاص بالحساء إذا كان الحساء من ضمن قائمة الطعام. وتقول: «إذا كنتم تودون تقديم الحساء كجزء من المقبلات حينها لا يوضع الطبق الصغير الخاص بالمقبلات ولكن يوضع طبق الحساء فوق طبق العشاء الأساسي». وتتابع: «على يسار الأطباق الخاصة بكل فرد ولكن إلى الأمام قليلا هناك الطبق الخاص بالخبز ويفضل أن يكون الطبق مصنوعا من القش، أما عن أطباق الحلوى فهي توضع فقط عند تقديم الحلوى وبعد رفع الأطباق المستعملة الأخرى». وحول أدوات التقطيع فيجب أن توضع الشوكات المتعددة التي تستخدم في جميع مراحل الوجبة على يسار الأطباق، وفق هاجنبرجر، وعلى اليمين توضع السكاكين والملعقة. وتلفت إلى أنه من المهم جدا مراعاة ان يكون عدد الأدوات يساوى أعداد المراحل المختلفة التي ستقدم في الوجبة. كما توضع الشوكة والسكين الخاصين بالطبق الأساسي ملاصقين للطبق ثم يليهما إلى الخارج الأدوات الخاصة بالمقبلات كل في مكانه (بمعنى الشوكة الى اليسار والسكين الى اليمين) ثم توضع الملعقة إلى أقصى اليمين إذا كان هناك حساء سيقدم في الوجبة. وتبين أنه من الجائز أيضا وضع سكين الزبد على جانب الطبق الجانبي الخاص بالزبد على الطاولة على يسار الأطباق الأساسية. أما عن أدوات تقطيع الحلوى، فتقول هاجنبرجر إنها تصف إلى الأمام من الأطباق الرئيسية (الشوكة ثم الملعقة ثم السكين بالترتيب من جهة الخارج إلى الطبق) أو توضع على المائدة حين تقديم الحلوى (بنفس ترتيب الادوات الاخرى المستخدمة في الوجبة الأساسية). وتوضع الكوؤس، وفقها، إلى الأمام من الأطباق أحدها للعصير وآخر للماء. ودورق الماء يجب وضعه بصورة دائمة على المائدة ويجب مراعاة مناسبة الشكل للأسلوب المستخدم ويمكن أيضا ولكن ليس بالضرورة وضع دورق آخر للعصير
عدد اليوم
