متعاملون: الوقت الحالي موسم مثالي للشراء في السوق العقارية بأبوظبي

أكد مطورون عقاريون ومتعاملون أن الوقت الحالي هو ''وقت الشراء'' وأن السوق العقارية في أبوظبي بانتظار المشتري الجاد خاصة مع تراجع أسعار الوحدات العقارية وانحسار حدة المضاربة وعودة البنوك في منح الائتمان العقاري• وأرجع متعاملون هذا الانخفاض في أسعار الوحدات العقارية إلى اختفاء المضاربين من السوق وبدء الحركة التصحيحية للأسعار بعد موجة ارتفاع قصوى بلغت ذروتها في منتصف •2008 وتراجعت أسعار الوحدات العقارات في أبوظبي منذ أواخر العام الماضي وحتى الآن بنسبة تراوحت بين 20 إلى 30%، بحسب مطورين ومتعاملين في السوق العقارية بالإمارة• وبحسب تقرير ''لاند مارك'' الاستشارية فقد تراجعت أسعار بيع العقارات في أبوظبي بنسبة تتراوح بين 5-15 بالمئة خلال الربع الرابع للعام •2008 كما تراجعت أسعار البيع في السوق العقارية الثانوية ''الناشئة'' خلال الربع الأول من 2009 بنسبة تتراوح بين 15-20 بالمئة للشقق، وبنسبة تتراوح بين 25-30 بالمئة للفلل• ولكن، مع بداية الربع الثاني من العام 2009 بدأت أسعار البيع تستقر مع انحسار توجه البائعين إلى بيع عقاراتهم بأسعار منخفضة• وجاء إعلان شركة القدرة العقارية بخفض أسعار وحدات مشروع ''الظلال'' بنحو 21% ودراسة خفض اسعار وحدات مشروع عين الفايضة، في اليوم الأول لمعرض سيتي سكيب أبوظبي 2009 تعبيراً عن التأثير الايجابي لتراجع تكاليف البناء، خصوصا الحديد والاسمنت، حيث انخفضت تكلفة متر البناء بأبوظبي بنحو 30%• وأكد حمد سيف المنصوري رئيس شركة البناء للاستثمار العقاري أن أبوظبي حالة خاصة في العالم، فالسوق العقارية في الإمارة وضعها جيد جداً ولم تتأثر بالأزمة المالية العالمية، مضيفاً أن ما يحدث هو عادة تصحيح للأوضاع والأسعار، مشيراً إلى أن ''القطاع العقاري في عام 2008 مر بحالة غير طبيعية ووصلت الأسعار إلى مبالغ خيالية ففي بعض المشروعات بلغ سعر القدم 10 آلاف درهم''• وأوضح المنصوري أن ما يحدث اليوم هو بمثابة تصحيح للاسعار، فالطلب على الوحدات العقارية مازال مرتفعاً في أبوظبي• وتوقع رئيس شركة البناء أن تواصل الأسعار حركتها التصحيحية لتصل إلى مرحلة التوازن المطلوبة مع الانتهاء من تسليم الوحدات العقارية في •2010 وبالنسبة للعقارات المقرر تسليمها بعد عام ،2011 توقع تقرير ''لاند مارك'' أن تتراجع الأسعار حتى 10%، عن المستويات الأصلية بحلول الربع الثاني من •2009 وكانت اسعار الوحدات ارتفعت بحوالي 18% في النصف الثاني من عام 2007 ثم بأكثر من 20% في النصف الأول من •2008 مشتر جاد ويقول محمد سيف الدين استشاري المبيعات في شركة ''الامارات الخضراء العقارية'' إن زوار معرض ''سيتي سكيب أبوظبي'' ، الذي اختتم أعماله أمس الأول ، هذا العام من المستثمرين الجادين في الشراء، وهم يحاولون استغلال انخفاض الاسعار والبحث عن وحدات خاصة في المشاريع التي سيتم تسليمها مع نهاية العام الحالي• ولفت إلى أن أغلب المشترين من الشركات التي تسعي لتوفير سكن لموظفيها• وأوضح سيف الدين أن السوق العقارية طردت المضاربين الذين كانوا السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه خلال النصف الأول من •2008 وأشار إلى أن أسعار بعض الوحدات تراجعت بنحو 40%، وهي الوحدات التي اشتراها المضاربون من المطورين في 2007 وقاموا برفع أسعارها خلال 2008 لتعود في 2009 لاسعارها الحقيقية، فيما يعرف في السوق بـ''حركة تصحيح الاسعار''• وأضاف سيف الدين أن اسعار إعادة البيع لبعض الشركات تراجعت بنحو 30% وهو ما يعود اساساً لانخفاض التكلفة، حيث كانت بعض الشركات تطرح سعر القدم بنحو 2000 درهم ووصل مع بدء تنفيذ المشروع لنحو 1600 درهم• وذكر مسؤولون في شركة ''منازل'' أنه تم بيع وحدات في 2006 بسعر 650 درهماً للقدم وقام المستثمرون بعرضها للبيع العام الماضي بـ 1200 درهم للقدم، واليوم يباع القدم بنحو 800 درهم• اختفاء المضاربات وقال مطورون إن السوق العقارية في أبوظبي شهدت خلال العام الماضي ظاهرة المضاربات العقارية، حيث كان المضاربون يشترون المشاريع على المخططات بأسعار منخفضة ثم يبيعونها بعد اسابيع بزيادة تصل إلى 40%• ونجحت الأزمة المالية العالمية في القضاء على المضاربين في أبوظبي• وشدد مطورون على أن مراجعة السياسات التسعيرية أمر ضروري في ظل واقع السوق، مع تراجع تكاليف الإنشاء والتشغيل، وبالتالي مراجعة الأسعار لا تأتي تجاوبا مع الأزمة المالية العالمية بقدر ما هي حاجة على ضوء متغير محلي وأوضح سيف الدين أن الاسعار لن تشهد المزيد من التراجع في الصيف، وتوقع ان ترتفع بنسب لا تتجاوز 10% بدءاً من أكتوبر المقبل بسبب تزايد الطلب نتيجة بدء تسليم العديد من العقارات في أبوظبي وجذب الفعاليات مثل فورمولا 1 وكاس الاندية للقارات• ولكن البعض كان أكثر حذراً بالقول إن السوق العقارية في ابوظبي ستستغرق فترة تتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر حتي تبدأ في التعافي وبدء صعود الأسعار مرة أخري• وكان استبيان لشركة جونز لانج لاسال قبل اسبوع أظهر أن المستثمرين يعتقدون أن أبوظبي ستكون أفضل الأسواق العقارية في منطقة الشرق الاوسط خلال الفترة المقبلة التي تتراوح بين 12 و 24 شهراً• ويعتقد أولئك المستثمرون أن النمو المتوازن لاقتصاد أبوظبي حتى الآن، وثروتها النفطية الكبيرة والنقص النسبي للمساكن وسائر فئات الأصول في أسواقها، يجعل من الإمارة الأكثر جاذبيةً استثمارياً من جميع الأسواق الكبرى الأخرى في المنطقة• وفي السياق ذاته، أكد أحمد بدر مدير علاقات التسويق بشركة ''الظبي'' العقارية، أن الشركة تفكر جدياً في تخفيض أسعار الوحدات العقارية في مشروعاتها، ولكنه رفض الإفصاح عن نسبة الخفض• وبين أن الأسعار لن تنخفض بنسب كبيرة في أبوظبي نتيجة استمرار ارتفاع الطلب عن العرض، وأضاف أن الأسعار تتجه اليوم إلى الاستقرار بل وتوقع بدء زيادة طفيفة بعد انتهاء الصيف المقبل• وأرجع بعض المطورين إحجام المشترين عن الشراء في الوقت الراهن إلى أن غالبيتهم مازالوا يعتقدون أن الأسعار ستهبط أكثر من ذلك، خاصة خلال فترة الصيف، حيث تقل عمليات البيع والشراء بصورة كبيرة• وقت الشراء ومن جانبه أكد عمير سعود بن عرار الظاهري رئيس مجلس إدارة ''مدائن'' القابضة أن الوقت الحالي هو ''وقت الشراء''، مشيراً إلى أن الأسعار قد تواصل التراجع خلال الشهور المقبلة، وستعود للارتفاع بنسب قليلة مع بداية •2010 وقال الظاهري إن هناك بالفعل تراجعاً في اسعار الوحدات بنسب 20 إلى 30% وهو ما يعتبر تصحيحاً للأسعار وليس تعبيراً عن أزمة وقال إن العامل الرئيسي للاستمرار التوازن في السوق العقارية هو قيام البنوك بالتمويل لأن تمويل شراء الوحدات العقارية يمثل المحرك الرئيسي للسوق• وكانت بعض الشركات قد عقدت مؤخرا اتفاقات مع البنوك لتمويل شراء الوحدات العقارية، مثل اتفاق القدرة مع بنك الهلال لتمويل 80% من قيمة الوحدات• ومن جانبه، أوضح ياسر الخطيب المدير التنفيذي لشركة ''الشرق'' للاستشارات العقارية أنه في حال الوصول إلى نقطة ثبات الأسعار في نهاية 2009 فإنه سيكون بمثابة مؤشر إيجابي، فالجميع وفقاً للخطيب يبحثون عن الاستقرار، واتفق مع الكثيرين على أن ''الوقت الحالي هو وقت الشراء'' فعلى حد قوله فإن الأسعار ستعود للصعود خلال الفترة المقبلة