السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المصاعب الاقتصادية تهدد سباق الثيران في مادورا

المصاعب الاقتصادية تهدد سباق الثيران في مادورا
19 أكتوبر 2007 23:55
رغم أن شعبيتها تتراجع إلا أن مصارعة الثيران في إسبانيا تدر نحو 1·5 مليار يورو سنوياً دخلاً لمنظميها، ولكن الوضع ليس ذاته في كل البلاد التي تهوى مصارعة وسباقات الثيران· ويحتاج المرء إلى عبور نصف مساحة الكرة الأرضية للوصول من إسبانيا إلى جزيرة مادورا الاندونيسية، إلا أن الاثنين يشتركان في حب الرياضات الشعبية التي تتضمن الثيران، ولا يوجد متسع من الوقت لسكان الجزيرة لمصارعة تلك الحيوانات الضخمة حيث إنهم ينشغلون للغاية بتنظيم سباقاتها· وتقع جزيرة مادورا الكبيرة والجافة قبالة الساحل الشرقي لجزيرة جاوه ولم تكن تربتها أبدا خصبة بما يكفي لمزاولة نشاط الزراعة للأغراض التجارية· وبدلاً من الزراعة، يعمل معظم سكان مادورا بصيد الأسماك وتربية الأبقار والثيران من أجل السباق وتكون أول مساراته وسط حقول الأرز بعد الحصـاد السنوي له· وربما يعتبر كل من شاهد السباقات أنها أخطر من مصارعة الثيران أو مسابقة ''العدو من الثيران'' التي تقام سنويا في إسبانيا· وفي مادورا يركب فارس وعادة ما يكون غلاماً صغيراً بشكل محفوف بالمخاطر على زلاجة خشبية بسيطة يجرها اثنان من الثيران لمسافة 100 متر في أقل من 15 ثانية، ويتسابق فريقان بجانب بعضهما البعض على المسار الضيق· ويعد اقتناء ثيران السباق أو حتى الاعتناه بها مبعثا للفخر لدى سكان جزيرة مادورا، كما تمكن تلك الرياضة البعض من السعي للمجد الأبدي، على الأقل على المستوى المحلي وذلك من خلال المنافسة في سباق الجائزة الرئاسية الذي يقام في شهر سبتمبر من كل عام في العاصمة بامكسان على غرار سباق كنتاكي ديربي للخيول· وقد حقق سباق هذا العام والذي أقيم في 9 سبتمبر الماضي رقما قياسيا في عدد المشتركين فيه· وقال إيكو وحيدي ''46 عاما'' الذي يقوم بتربية ثيران السباق منذ خمس سنوات عشية السباق: ''أقدم لثيراني أغذية خاصة من أجل السباق إلا أنني لن أتمكن من النوم الليلة بسبب التفكير بشأنه· ويتطلب امتلاك وتدريب ثيران السباق الكثير من الرعاية والمال ولا يمكن لمالك الثيران إدراج فريق منها للمنافسة على الجائزة الرئاسية إلا إذا كانت قد فازت بالفعل في البطولة المحلية في منطقته، وقال وحيدي مبتسما: ''لقد كان هذا عملا إضافيا ممتعا بالنسبة لي'' وأضاف أنه يقضي وقته في زراعة التبغ في حقل صغير يملكه· وقال: ''أنفق حوالي 750 ألف روبية (حوالي 83 دولاراً) يوميا على تلك الثيران·· المبلغ الإجمالي قد يصل إلى ملايين الروبيات لإعداد تلك الثيران للمشاركة في سباق الجائزة الرئاسية· وتعد السباقات جزءا أساسيا من الحياة في مادورا حيث تتوقف سائر الأنشطة الأخرى على الجزيرة عندما تبدأ هذه السباقات· ويتوجه الآلاف من المشاهدين من كل أنحاء الجزيرة إلى العاصمة لمشاهدة السباق الكبير كما يفعل السائحون الأجانب الذين يشعرون بالفضول والذين يحصلون على معلومات عن التاريخ الحافل للسباقات· إلا أن منظمي السباق قالوا إن عدد الجمهور انخفض هذا العام بشكل ملحوظ بالرغم من انخفاض ثمن التذكرة الذي يقدر بنحو 5 آلاف روبية (حوالي 55 سنتاً) نتيجة لمحصول التبغ الذي جاء مخيباً للآمال· وتعتبر مادورا من أفقر مناطق إقليم جاوة الشرقية، ويخشى بعض السكان المحليين من أن يؤثر التعثر الاقتصادي الحالي على ثقافة الرياضة التي يحبونها·
المصدر: إندونيسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©