الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

229 قتيلاً وجريحاً في تفجيرين استهدفا موكب بوتو

229 قتيلاً وجريحاً في تفجيرين استهدفا موكب بوتو
19 أكتوبر 2007 03:47
أفسد انفجاران قاتلان فرحة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو وأنصارها بعودتها إلى بلادها· فقد أعلنت الشرطة الباكستانية أن انفجارين وقعا الليلة الماضية في موكب بوتو أثناء مروره في كراتشي وتسببا في مقتل ما يزيد على 78 شخصاً وإصابة 151 آخرين بجروح وفق حصيلة أولية، لكن بوتو لم تصب بأذى وترجلت من شاحنة كانت تقلها وسط مئات الآلاف من أنصارها في طريقها إلى تجمع حاشد ترحيبا بعودتها قرب ضريح محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان· وكانت بوتو قد عادت إلى بلادها أمس، بعد نفي اختياري دام 8 سنوات، لتفتح الطريق أمام تقاسم السلطة مع الرئيس برويز مشرف، وقيادة حزبها ''الشعب'' في الانتخابات البرلمانية المقبلة في يناير ·2008 كما استقبل نحو ربع مليون باكستاني رئيسة الوزراء السابقة بنيظير بوتو في مطار كراتشي بعد 8 أعوام أمضتها في المنفي· وحملت بوتو معاها رسالة ''تغيير وأمل'' من أجل الديمقراطية وكبح جماح المتشددين في باكستان· وأجهشت بوتو زعيمة حزب ''الشعب'' الباكستاني الليبرالي المعارض بالبكاء حين لمست قدماها أرض مطار كراتشي، حيث نزلت ببطء من الطائرة التي أقلتها قادمة من دبي· وانتظرت لحظة قبل أن تضع رجلها على أرض المطار، حيث احتشدت الجموع على امتداد 6 كليو مترات في الطريق من المطار إلى المدينة لتحيتها وإعلان الدعم لها· قبل أن تبدأ بوتو في مسيرة لمدة 18 ساعة من المطار إلى ضريح مؤسس الدولة الباكستانية محمد علي جناح· في أول محطاتها لبدء عملية عودتها للحياة السياسية بقيادة حزبها في الانتخابات التشريعية التي ستجري في يناير ·2008 وتعتبر هذه ثاني مرة تعود فيها بوتو من المنفي إلى باكستان، حيث سبق وعادت من منفاها في لندن عام 1988 لتفوز بالانتخابات وتتولى رئاسة الحكومة، وهو ما يأمل أنصار حزبها في تكراره مرة أخرى· وقالت بوتو (54 عاماً) في الطائرة '' لقد كبرت، تعلمت الكثير خلال السنوات العشرين الماضي، لكننا لا نزال نقاتل ديكتاتورية، نريد عزل المتطرفين وبناء باكستان أفضل''· وأكدت أنها تعود إلى باكستان حاملة ''رسالة تغيير وأمل بمستقبل أفضل للديمقراطية''· وأعربت عن أملها في نجاح العملية الديمقراطية في بلادها· مشيرة إلى أن ''اليوم باكستان عند مفترق طرق أحد الطرق يؤدي إلى الدكتاتورية والآخر يؤدي إلى الديمقراطية، والناس الذين احتشدوا لاستقبالي يريدون تغييراً، تغييراً ديمقراطياً''· وأضافت ''الآن أصدر الناس حكمهم، ومن الضروري أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة''· في إشارة إلى الحشود التي استقبلتها· وبشأن التهديدات التي تواجهها، قالت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة إنها لا تريد التفكير بالمخاطر فقط، التفكير بالفرصة المتاحة أمام الشعب الباكستاني· وأكدت أنها تشعر بسعادة بالغة وفخر بعودتها إلى بلادها· وطغت على استقبال بوتو أجواء كرنفالية تخللها عزف الموسيقى، فيما ارتدى عدد كبير من أنصارها ملابس ملونة بالاحمر والاسود والاخضر وهي الالوان التي يتميز بها حزب ''الشعب''· ولم تخل الحال من بعض المشاجرات، التي نشبت قبيل وصول رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، حيث حاول عدد من الأشخاص، اختراق ''الكردون'' الأمني للوصول إلى أرض المطار· وفرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة خشية تعرض حياة بوتو للخطر إثر تهديدات من متشددين· وقال مساعد وزير الإعلام طارق عظيم '' إن بنيظير بوتو شغلت رئاسة الوزراء مرتين وسيتوفر لها أمن يتناسب والتهديدات''· وأعلن مسؤول في حزب ''الشعب'' الذي تتزعمه بوتو أن '' أنصارها جاؤوا من كل أرجاء باكستان سيراً على الأقدام وفي الحافلات والقطارات والسيارات وعلى الدراجات الهوائية''· وروى المزارع دانا رام لوكالة الأنباء الفرنسية أنه جاء مع تسعة من أصدقائه وأنه ''بدأ السير قبل 12 يوماً، لكن ذلك كله لا يقارن بتضحيات بوتو من أجلنا''· وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف طلب من بوتو إرجاء عودتها حتى تبت المحكمة العليا في مدى دستورية تأهله للانتخابات الرئاسية، إلا أنها قررت أن تعود في الموعد الذي حددته سلفاً· ومن المتوقع ان تتواصل محادثات مشرف وبوتو الخاصة باقتسام السلطة والتي تحظى بدعم الإدارة الأميركية التي تخشى من تعاظم قوة المتشددين الإسلاميين في باكستان مقابل تراجع شعبية الرئيس الباكستاني· وكانت بوتو غادرت باكستان في 1999 بعد ملاحقاتها باتهامات بالفساد· ومن ناحية أخرى، استأنفت المحكمة الباكستانية العليا نظرها في مدى دستورية تأهل مشرف للانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 أكتوبر الجاري· وكانت المحكمة قد أوعزت بإجراء الانتخابات في موعدها بالرغم من الطعون التي قدمت في أهلية مشرف للترشح· إلا أن المحكمة العليا رفضت المصادقة على نتيجة الانتخابات حتى تبت في دستورية ترشح مشرف، مما أدى الى تعميق الغموض السياسي الذي يلف بباكستان· وكان البرلمان الباكستاني صوت بأغلبية كبيرة لصالح إعادة انتخاب الرئيس مشرف لفترة ولاية جديدة· إلا أن الرئيس مشرف لم يتمكن بعد من أداء اليمين الدستورية لأن المحكمة العليا لم تبت بعد في الطعون التي تقدم بها مناوؤوه السياسيون، الذين حاججوا بأن مشرف لم يحق له الترشح للرئاسة طالما احتفظ بمنصب قائد الجيش·
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©