فيلم أميركي يقدم الإمارات على أنها السعودية!

هناك استغفال للمشاهد يظهر في السينما العربية أكثر مما هو في السينما العالمية، هذا الاستغفال ناتج عن اعتقاد لدى المخرج أو المنتج أن المشاهد لا يدقق في المشهد السينمائي، فمثلاً تجد المشهد يتحدث عن الكويت بينما تظهر خلفيات المشهد أماكن من دولة الإمارات، أو كما حدث في الفيلم الأميركي ''المملكة'' لجيمي فوكس والذي يعرض حاليا في دور العرض المحلية، حيث يظهر فندق قصر الإمارات على انه قصر أحد الأمراء السعوديين، بل إن الطريق المؤدي إليه يظهر لوحة كتب عليها بالعربي ''البطين''· وهناك أيضاً مسألة الملابس الخليجية التي لا يفرق بينها المخرج السينمائي العربي أو الغربي، فتجد الشخصية العربية أو الخليجية تظهر بملابس خليجية في طابعها لكنها كاريكاتورية أو تاريخية توقف الناس عن ارتدائها منذ عقود طويلة، (العقال البحريني المذهب على سبيل المثال)، أو أن يراد أن تكون الشخصية من الإمارات لكن الملابس والهيئة العامة تظهر الشخصية بأنها سعودية، (يتضح مثال ذلك في ان الملابس السعودية تختلف عن الملابس الوطنية الإماراتية ولحية الإماراتي وهيئته تختلف شكلاً عن لحية السعودي أو عند العماني أو الكويتي وهكذا)· وبرغم صغر هذه التفاصيل، إلا أنها هامة؛ لأن المشاهد لم يعد طفلاً، فهو يسافر ويطلع· وهكذا يظهر مخرج الفيلم بأنه غبي أو أن معرفته قاصرة وناقصة· من هنا لابد أن يتنبه القائمون على صناعة السينما الى أنه لابد من الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وخصوصيات كل مجتمع وما يتعلق به قبل الشروع في إنتاج أي عمل سينمائي يتناول أي مجتمع كان، لأن المشاهد لم يعد محصورا في خيارات محدودة، انه يعيش في عالم منفتح على ثقافات الآخرين·