الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الروتا «العَجَلِيَّة» أكثر الفيروسات إزعاجاً للأطفال

الروتا «العَجَلِيَّة» أكثر الفيروسات إزعاجاً للأطفال
17 فبراير 2014 21:58
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - تصيب فيروسات «الروتا» أو ما يعرف أيضاً بفيروس «العجلية»، أكثر من 150 مليون طفل بالإسهال سنوياً ممن هم دون سن 5 سنوات في جميع أنحاء العالم. وتقدر الأوساط الطبية العالمية أن عدد الأطفال الذين يموتون بسبب المرض نحو 600.000 حالة سنوياً. ويميل المرض إلى أن يكون أكثر شدة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و24 شهراً، رغم أن 25 % من حالات المرض الشديد تحدث بعد السنة الثانية من العمر، وتشير الدلالات المخبرية إلى حدوث الالتهابات لدى جميع الأطفال تقريباً، ولوحظ أن الأطفال الرضع الأقل من ثلاثة أشهر يتمتعون بالحماية النسبية بواسطة الأجسام المضادة المكتسبة عبر المشيمة والتغذية بالرضاعة الطبيعية. كما لوحظ أيضاً أن بعض سلالات «فيروس الروتا» تستوطن بشكل ثابت لدى بعض الأطفال لعدة سنوات، مما يؤدي إلى حدوث التهابات لدى كل الأطفال تقريباً دون أي مرض صريح، كما أنها تصيب البالغين أيضاً. ما حقيقة هذا المرض؟ الدكتورة رفيدة زينل، أخصائية الأطفال تشير إلى أن فيروسات «الروتا» تعرف بأنها أشهر الفيروسات التي تسبب التهاب المعدة والأمعاء، وتنتشر بوساطة الفم، وأحياناً تنتشر بصورة مرضية في مستشفيات ومراكز رعاية الأطفال، حيث يطرح الفيروس في البراز بتركيز عال قبل المرض السريري ولعدة أيام بعده. ويكفي عدد قليل جداً من الجسيمات الفيروسية لحدوث الإصابة للطفل السليم. وفيروس «الروتا» يصيب معظم الأطفال بنوبة واحدة على الأقل حتى سن الثالثة، وهي فيروسات مزعجة، لكن علاجها سهل وبسيط، ويشمل بالأساس الإكثار من شرب الماء والسوائل لمنع الجفاف. وتوجد هناك حاجة، في حالات المرض الصعبة، لتسريب السوائل عن طريق الوريد، حتى لا تفضي إلى موت الرضع والأطفال. وعادة ما تتم وقاية الرضع من الفيروس بوساطة التطعيم. كما يمكن للفيروس أن يصيب البالغين لكن بنسبة أقل، ويمكن الاكتفاء بالحرص على النظافة الشخصية للوقاية من الإصابة بالعدوى. التلوث وتكمل زينل: «يبدأ التلوث من فيروس الروتا بارتفاع الحرارة المصحوب بالإسهال المائي والتقيؤات، التي تستمر من 3 إلى 8 أيام. كما ترافق المرض في بعض الأحيان، أوجاع مزعجة في البطن. أما لدى البالغين فإن فيروس الروتا، قد يسبب ظهور بعض الأعراض كالإسهال الشديد. وفي حالات الأطفال، هناك حالات لابد عندها من مراجعة الطبيب المختص حتى لا تتدهور حالة الطفل، عندما تلاحظ الأم حدوث إسهال دموي حاد، وتقيؤات متتابعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة، مع ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 39.5 أو أكثر، وقد يشعر الطفل ببعض الآلام، وأعراض الجفاف، من جفاف بالفم، وبكاء دون دموع، وقلة في التبول، والنعاس وعدم التفاعل الطبيعي مع من حوله». وتضيف: «يوجد الفيروس في براز الطفل عدة أيام قبل بداية ظهور الأعراض، وحتى عشرة أيام بعد زوال المرض، وينتقل الفيروس بسهولة من اليدين إلى الفم على مدى كل هذه الفترة. عندما لا يحرص الشخص المصاب بالعدوى على غسل اليدين بعد لمس الإفرازات الحاملة للفيروس، فإنه ينقله إلى كل من يلمسه، ومن هنا، فإنه قد ينقل العدوى إلى كل شخص يلمس الأسطح التي لمسها. وبما أن الفيروس من فصائل مختلفة عديدة، فمن الممكن الإصابة به عدة مرات في الحياة، لكن العدوى الثانية تكون في أغلب الحالات أقل شدة. والإصابة به منتشرة أكثر، في الأعمار بين 4 شهور وحتى سنتين، خاصة لدى الأطفال الذين يوجدون في الحضانات. كما أن البالغين المتعرضين للأطفال، يكون احتمال إصابتهم بالفيروس أكبر، كما أن احتمال الإصابة بالفيروس أكبر في فصلي الشتاء والربيع. المضاعفات عن المضاعفات، تقول زينل: «إن النوبة الحادة لفيروس «الروتا» قد تسبب الجفاف، خاصة لدى الأطفال، وقد تؤدي إلى الموت إن لم يتم علاج الجفاف، حيث لا يوجد علاج خاص لفيروس «الروتا»، فإن المضادات الحيوية غير مفيدة، لكن المرض غالباً ما يزول تلقائياً خلال 3 إلى 8 أيام، وينصب القلق الأساسي في منع حدوث الجفاف، لذا من الضروري التشديد، في فترة المرض، على الإكثار من الشرب. أما الأطفال الذين يعانون من الإسهال لعدة أيام، فمن المفضل تزويدهم بالسوائل التي تحتوي على الأملاح، كالأملاح المعدنية، حيث تساعد هذه المشروبات في منع حدوث الجفاف بشكل أفضل. وفي حالة الجفاف الحاد، يجب إعطاء السوائل بوساطة الوريد من أجل تعويض الجسم بالسوائل بدلاً من التي فقدت. ويفضل لدى الرضع الزيادة من وجبات الرضاعة. أما لدى الأطفال الذين يتغذون على بدائل الحليب، فيجب الاستمرار في إعطائها دون تخفيف تركيزها أقل من المعتاد. يجب الامتناع عن تناول العصائر، منتجات الحليب، والأغذية الغنية بالسكر التي قد تزيد من حدة الإسهال». النظافة أهم طرق الوقاية لتقليل الإصابة بالعدوى من فيروس «الروتا»، يجب التشديد على النظافة العامة وغسل اليدين بالصابون بشكل متواصل، وخاصة بعد استعمال المرحاض، وتبديل الحفاظات أو مساعدة الطفل بعد استعمال المرحاض. ومن المهم أن نتذكر غسل اليدين جيداً بشكل دائم. كما يراعى إعطاء التطعيم «روتا- تك» عن طريق الفم بثلاث جرعات في عمر الشهرين، وأربعة شهور وستة شهور، ولا يسمح باستعمال « روتا- تك» في تطعيم الأطفال الأكبر سناً أو في تطعيم البالغين. أما لقاح « روتا- ريكس»، فيعطى بجرعتين في عمر شهرين وأربعة شهور. وإذا عانى الطفل من أوجاع البطن، التقيؤات، إسهال، نزف في البراز، أو أي تغيير آخر بوظيفة الأمعاء بعد تلقي التطعيم، فتجب زيارة الطبيب فوراً لتلقي الاستشارة الطبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©