الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزهور الحولية.. تشكل لوحات طبيعية بين ثنايا الحدائق المنزلية

الزهور الحولية.. تشكل لوحات طبيعية بين ثنايا الحدائق المنزلية
17 فبراير 2014 21:58
خولة علي (دبي) - تحتل الزهور الحولية مكانة متميزة بين مكونات الحديقة المنزلية، نظراً لقدرتها على خلق بيئة متجددة، تعتمد كماً هائلاً من الزهور تختلف من موسم إلى آخر، لتمنح الحديقة منظراً بهياً وساحراً. تلك الأيقونة الفريدة النابضة بالحياة، يمكن أن تشكل نماذج فنية ولوحات غاية في الإبداع، توزع بطريقة منظمة في ثنايا الحديقة حتى تقوم بوظيفتها على أكمل وجه. يبدع مصممو الحدائق في ابتكار مناظر خلابة أساسها الزهور، والتي سرعان ما تعطي نتيجة سريعة وبمجهود بسيط، وللمزيد حول هذا العنصر الساحر وكيف يمكن توظيفه في الحديقة المنزلية، التقينا المهندس الزراعي يونس عزيز الذي قال لنا: تعتبر الزهور من النباتات الحولية العشبية المحددة بموسم نمو واحد تزدهر خلاله وتتجدد زراعتها سنوياً، وتظل الحوليات من أهم نباتات الزينة نظراً لتعدد أنواعها ووفرة أزهارها واختلاف ألوانها، كما أن هذه المجموعة من النباتات ما أن يتم تنسيقها بطريقة فنية حتى تضفي الجمال والرونق على الحديقة المنزلية، وعادة ما نجد أن الكثير من مهندسي الحدائق يعتمدون زارعة النباتات الحولية في الحديقة حتى يظهروها في أجمل ما يكون على مدار السنة، وذلك بتبادل الحوليات الصيفية مع الشتوية. وأيضاً ما تتميز به هذه الحوليات أن منها زهوراً طويلة الساق ومنها أيضاً القصيرة، كما نجد منها ما تزدهر تحت أشعة الشمس المباشرة، ومنها ما تبحث عن المكان الظليل أو نصف الظليل، وهذه أيضاً تعتبر ميزة خاصة لهذه الزهور، حيث يمكن زراعتها في مناطق مختلفة وعديدة في أركان الحديقة. البيتونيا والأقحوان ويلفت يونس عزيز قائلاً: عادة ما يتم تقسيم الزهور الحولية إلى زهور شتوية، وصيفية، فالزهور الحولية الشتوية وهي مجموعة من النباتات التي تنمو وتزهر خلال فصلي الشتاء والربيع، تُزرع بذورها بالمشتل خلال شهري يوليو وأغسطس وتبدأ في الإزهار في شهر أكتوبر وتستمر في الإزهار حتى شهر مايو، وتمتاز هذه المجموعة بتنوع ألوان أزهارها وجمالها عدا عن الرائحة العطرية الفواحة لبعضها. ويوجد منها أكثر من 75 صنفاً وتنتشر هذه لأصناف بكثرة في المشاتل منها البيتونيا والانترهينم والأقحوان والمنثور والفلوكس والأليسم والأستر والسالفيا، بالإضافة إلى القطيفة أو الماري جولد بلونيه الأصفر والبرتقالي والنحاسي والكوزموس الأصفر والأمرنتس والزنيا. ويتابع عزيز: أما القسم الآخر من الزهور الحولية فهي الزهور الصيفية، وهي مجموعة نباتات تنمو وتزهر خلال فصل الصيف حيث تزرع بذورها بالمشاتل خلال شهري مارس وأبريل، وتبدأ في الإزهار في شهر مايو وتستمر في الإزهار حتى نهاية شهر أغسطس، ويوجد منها نحو 13 صنفاً تشمل رجلة الزهور والمدنة أو الجمفرينا وعُرف الديك والكوكيا والأمرنتس والكثير غيرها. عملية التنسيق والتزيين ويؤكد عزيز، أنه لو نظرنا ملياً إلى حجم هذه الزهور واختلاف أشكالها وألوانها، لوجدنا عملية تنسيقها وتزيينها مختلفة المواقع والمحطات، والأمر فقط يحتاج إلى نظرة فنية في كيفية تنسيق هذه الزهور وتوزيعها، وتشكيلها لتتحول إلى تحفة بديعة نابضة بالحياة متجددة في شكلها ومظهرها. وهناك الكثير من الوسائل التي يمكن أن يستعين بها المهندس الزراعي في عملية تشكيل الزهور بطريقة أكثر إبداعاً وابتكاراً للخروج عن المألوف والصورة التقليدية أو النمطية للزراعة. وذلك بإعادة رسم ملامح المنطقة وتحديد نوع الزهور التي ستزين المكان، فعلى ضوء دراسة الموقع ومتطلباته الخاصة يتم وضع النوعية المتوافقة من الزهور من حيث الألوان ونقاوتها وحجم النباتات وطبيعة نموها ورائحتها، حيث إن نوعيات الزهور وأصنافها ليست كلها ذات مواصفات واحدة يمكن وضعها لأي تصميم أو موقع، فهناك الأنواع ذات الأعناق الطويلة وأخرى القصيرة والألوان المختلفة، فقد نجد في العموم أن تشكيلات الزهور تظهر جلية وبصورة واضحة عند رؤيتها من مكان بعيد نوعاً ما ومرتفع، وهذا عندما تتم الزراعة في مكان واسع ورحب، في الحدائق العامة أو الطرق، حيث تتم زراعة الزهور التي تملك القدرة على تشكيل مسطح زهري كبير وبألوان متميزة، توضح جمال التصميم الخاص بها عند مشاهدتها من ارتفاعات عالية. محطات للجلوس ويضيف عزيز: أما في المنازل فالأمر نوعاً ما يختلف، حيث يتم الاعتماد بشكل دقيق على مدى توافر المساحة المطلوبة لزراعة الزهور الحولية، فعند توافر حديقة واسعة يمكن أن توجد هذه الزهور بأشكال وتنسيقات مختلفة، ويتم توزيعها في الحديقة الأمامية والخلفية أيضاً حيث المكان الذي يجتمع فيه أفراد العائلة، أو الزوار، ووفقاً للأماكن التي يتردد عليها أصحاب المنزل بشكل أكبر سواء في المداخل أو حتى في محطات الجلوس، فلابد أن تكون هذه الزهور أمام مرأى الأفراد، وعادة ما يتم تحديد المسطح إلى فراغات بتشكيلات هندسية أو منحنيات، أو حتى بصورة طبيعية وهناك بعض الأوعية المتوافرة في الأسواق والتي يمكن الاستفادة منها في عمل لوحات من الزهور بنماذج فنية مختلفة، حيث نجد الأحواض الراسية التي يمكن أن يعمل بها جدار من الزهور بتدرجات لونية، وهنا يفضل استخدام الأزهار قصيرة الأعناق في هذه الأحواض حتى تظهر عملية التدرج بشكل جيد. ويتم ريها بوساطة شبكات الري بالتنقيط بحيث تكون مخفية وغير واضحة. في المجرات والأحواض ويكمل عزيز حديثه موضحاً: يمكن أيضاً أن توزع الزهور على جانبي الممرات، بعمل خطوط أو خطين من الزهور المتوازية من زهرة البوتونيا، وهناك أيضاً بعض الزهور المخصصة فقط لأغراض التحديد ومنها الليناريا، لوبيليا، اليسم، انشيوزا، فيمكن أن تحدد بنوع من هذه الأنواع وتُملأ بزهور أكثر ثراء بألوانها وأشكالها والتي تزدهر بشكل واضح تحت أشعة الشمس المباشرة، وكما أشرنا أن البوتونيا التي تتم زراعتها ضمن العروة الشتوية تستمر حتى شهر مايو لتبدأ بعدها زراعة الحوليات الصيفية. ويشير عزيز قائلاً: «عادة ما توزع الزهور وفقاً لطبيعتها فهناك بعض الزهور التي تستخدم في زراعة الزوايا مثل الأقحوان والاستر، كما يستخدم كل من المرجريت والسلفيا، الجلارديا، الديمورفاتكا، كريوبسس والقطفية، الزينيا، الأنترهينم، الابرس، الفلوكس، الاقحوان، المنثور، الأمرنتس، الجمفرينا، والسلوزيا، وهناك أيضاً زهور البورتيولاكا التي تزرع في المجرات والأحواض، أما القرنفل وبسلة الزهور، بتونيا، اليسم، المنثور، فتزرع لرائحة أزهارها العطرية الجميلة التي تعطي تأثيرا جميلا في المساء والصباح الباكر، وهذه الأنواع يفضل زراعتها في المداخل في أحواض أو حتى في سلال تعلق على المدخل أو تعلق على مظلة جلسة الحديقة، ويتم أيضاً عمل تدرج لوني على أطراف محطة الجلوس في الحديقة. تهيئة الأرض للزراعة يقول المهندس الزراعي يونس عزيز، إن نجاح زراعة الزهور الحولية يحتاج إلى تهيئة الأرض، عن طريق عملية تقليب التربة جيداً، بعد أن يضاف لها السماد العضوي وتترك معرضة للشمس لمدة أسبوع ثم يسوى سطح التربة ثم تتكرر عملية التقليب مرة أخرى، وهكذا لعدة مرات، ثم تتم عملية زراعة شتلات الزهور بمسافة تبعد بعشرين سنتيمتراً بين شتلة وأخرى، وتروى جيداً بالماء حتى تتشرب جذورها جيداً، وهذا يؤدي إلى تعمق الجذور فيها وعادة ما يتم ريها مرتين يوميا. ويضيف: من الضروري جدا إزالة الحشائش بمجرد نموها في الأحواض أو حتى في الأرض المستديمة لنمو الزهور، حتى لا تسبب تلفاً لجذور هذه الزهور الحولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©