الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القط·· والفأر

30 مارس 2008 03:48
تعرفت عليها من خلال ''الشات''، وتكررت لقاءاتنا لمدة طويلة عبر المحادثة الإلكترونية، ثم الهاتفية المباشرة، وأحسست أنها إنسانة طيبة، وتبادلنا المشاعر المشتركة، وشعر كل منا أنه وجد الشخص المناسب الذي يبحث عنه، وصارحتني بأنها مطلقة وتعول طفلين، وعرفت كل ظروفها وقبلتها، وبعد فترة بدأت تتحرك شكوكها من ناحيتي، وربما كان هناك ما يدعوها إلى ذلك، لكنني كنت في كل مرة أتعلل، وأسوق الحجج والتبريرات، ولا أعرف لماذا تحركت شكوكي أيضاً، ودخلت غرف المحادثة باسم مستعار آخر عندما كانت على الخط، وتجاوبت معي، وظللت أتحدث إليها بشخصيتين مختلفتين، واضطررت في إحدى المرات أن أصارحها وأكشف زيفها، وتفاجأت أنها أيضاً كانت تتحدث إليّ باسم آخر، في وقت آخر وبررت ذلك بشكوكها، المهم أننا تصافحنا، وعادت علاقتنا أفضل مما كانت، وأشعر أنني أحبها، وأحياناً يتسلل الشك وسوء الظن إلى قلبي، رغم أنني أشعر أنها الزوجة المناسبة لي، ولا أعرف كيف أتخذ قراري، هل أستمر معها أم أضع حداً لهذه العلاقة؟ أبوشهاب - العين الحل صدقني·· أضحكتني كثيراً، وتوقفت أتأمل ''لعبة القط·· والفأر'' التي قمت بها أنت وصديقتك عبر ''الشات''، وتقول في نهاية رسالتك ''إن علاقاتنا عادت أفضل مما كانت''· يا سيدي·· لا أريد أن أعمم بأن كل العلاقات التي تنشأ بهذه الطريقة هي علاقات افتراضية فاشلة، أو يحكم عليها بالفشل الحتمي مسبقاً، فهناك من نجحوا في إقامة علاقات جيدة، وانتهت نهايات طبيعية، لكنه استثناء· إن كل طرف منكما كان يبحث عن شيء معين ووجده في الآخر، وتصورت أن صديقتك هي النموذج الذي تبحث عنه، ودائماً ما تقوم مثل هذه العلاقات على الشك المتبادل والأكاذيب، وخلال لعبة القط والفأر كان كل منكما يدرك أن الطرف الثاني يلعب بـ''ذيله''، وأنا متأكد أن كلاً منكما كان يشك في الآخر منذ اللحظة الأولى، أما أنها تنصب لك الفخ نفسه الذي نصبته لها، فليس هناك قول يناسب هذه الحالة غير ''إن الطيور على أشكالها تقع''، وإن كنت تأكدت بنفسك من كونها تقيم علاقات مع آخرين، ولو باسم مستعار معك، من المؤكد أنها تفعل الشيء نفسه بأسماء أخرى لا تعرفها، وبدهي أنها تتقن هذه الألاعيب، أنا لا أصرفك عنها، لكن إذا كنت ترتضي لنفسك ذلك، وتقبل مثل هذه الألاعيب، فلا حرج، لكن تأكد أن مثل هذه الشكوك ستزداد وتكبر وتصل إلى حد لا يمكن التعامل معه· أخي·· تخل عن أنانيتك·· وسوء تصرفك·· وحكم عقلك، ولا تنساق وراء مشاعر زائفة·· فاللهو شيء، والواقع، والحياة ومسؤولياتها، والالتزام الأخلاقي والاجتماعي فيها شيء آخر، قد أستشعر أن النصيحة هنا لا تفيدك، أو أشك أنك تريد إجابة تشجعك للاستمرار في هذا العبث·· لكنني لن أفقد الأمل فيك·· لعلك تراجع نفسك وتصرفاتك، وتعود إلى رشدك وتبتعد عن هذه الألاعيب، ان نضحك على أنفسنا أو على الآخرين، عبث و''كذبة'' كبيرة·· فلا داعي أن نحاول تصديقها، ونحن نعلم تماماً أننا نحن من صنعناها، وإن جلبت لنا متعة وقتية زائفة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©