البرلمان اللبناني يجمع الأكثرية والمعارضة للمرة الأولى منذ عام

عقد البرلمان اللبناني أمس أول جلسة موسعة تضم نواب الأكثرية والمعارضة معا منذ اكتوبر 2006 خصصت لانتخاب اعضاء اللجان الشاغرة لا سيما اللجنتين اللتين كان يرأسهما النائبان اللذان تعرضا للاغتيال بيار الجميل ووليد عيدو، فيما لم يحصل أي تغيير في أمانة سر المجلس أو هيئة مكتبه· وطغت أجواء ودية على الجلسة التي لم تدم أكثر من ربع ساعة بين نواب الأكثرية والمعارضة· وكان لافتاً أن رئيس البرلمان نبيه بري وافق على مشاركة النائبين المنتخبين حديثاً كميل خوري ومحمد عيتاني اللذين حلا مكان عيدو والجميل كعضوين أصيلين في البرلمان· فيما تبادل نواب الاكثرية والمعارضة التحيات الحارة والأماني بحل قريب للأزمة السياسية برمتها· إلا أن الأماني سرعان ما تبخرت وعاد السجال خارج البرلمان الى سابق عهده، مما طرح شكوكا حول احتمال اكتمال النصاب لعقد جلسة 23 أكتوبر لانتخاب رئيس جديد للجمهورية كما حدث في جلسة 25 سبتمبر الماضي· وكانت شرارة التشاؤم بإعلان عضو ''اللقاء الديمقراطي'' النائب ايلي عون أن مبادرة بكركي لحل الأزمة جاءت متأخرة وانه لا يعلق آمالاً كبيرة عليها لأن الهوة عميقة بين الفريقين· فيما قال زميله ''النائب وائل ابو فاعور إنه لا مكان للتوافق لأن فريق المعارضة محكوم بسقف القرار السوري''· وفي المقابل، أكد النائب فريد الخازن عضو كتلة ''الإصلاح والتغيير'' التي يتزعمها النائب الجنرال ميشال عون أن الأمور لم تنضج بعد للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد، وآمل أن يكون ذلك خلال الفترة ما بين 14 و24 نوفمبر المقبل· وأوضح حول مبادرة بكركي أن المعارضة لا مشكلة لديها في تسمية ممثليها الى لجنة المتابعة التي توافق اقطاب الموارنة عليها خلال اللقاء، غير أن فريق السلطة لم يحسم أمره بعد، وقد لا يحسمه أبداً لأنه لا يرغب في التوافق· وأبدى المرشح للرئاسة النائب روبير غانم تشاؤماً لافتاً إزاء إمكانية التوصل الى توافق على اسم الرئيس قبل 23 اكتوبر الجاري، لكنه اشار الى امكانية تأجيل الجلسة توافقياً الى موعد آخر من أجل المزيد من التشاور واللقاءات كمحاولة أخيرة للتوصل إلى وفاق· فيما قالت مصادر بري لـ''الاتحاد'' إن الأجواء ضبابية وإنه ينتظر عودة زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري للتشاور· ولم تعلق مصادر المعارضة كما الاكثرية اهمية كبرى على مهمة وفد ''الترويكا'' الاوروبية الذي يضم وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وايطاليا ماسيمو داليما، واسبانيا ميغيل انخل موراتينوس المقررة غداً الخميس الى بيروت، وأجمعت على التأكيد أن التوافق على رئيس ما زال متعذراً نظراً لتباعد الآراء والمواقف، وقالت ان ذلك يحتاج الى معجزة· فيما كشفت مصادر ديلوماسية لـ''الاتحاد'' ان وفد ''الترويكا'' يحمل مبادرة اوروبية جديدة للحل ترتكز الى توافق الاكثرية والمعارضة على ترشيح كل فريق مرشح واحد لانتخابات الرئاسة، وان يتم الانتخاب باجماع النواب، واشارت الى ان الاقتراح سيبحثه الوزراء الثلاثة مع طرفي النزاع· اما مصادر قصر بعبدا فكشفت بدورها لـ''الاتحاد'' أن الرئيس اميل لحود الذي لا يتوقع التوصل الى تفاهم حول اسم الرئيس، يعتزم تشكيل حكومة اتحاد وطني للاشراف على الاستحقاق الرئاسي· وقد سارع تيار النائب عون الى تأييد لحود في توجهه، وأكدت مصادره لـ''الاتحاد'' أنه لا حل للأزمة إلاّ بقيام حكومة انتقالية في ظل تعنت فريق الأكثرية في مواقفه برفض نصاب الثلثين للانتخابات واصراره على ان يكون الرئيس من ضمن صفوفه·