مشعل: إسرائيل طلبت وساطة مصرية للتهدئة

طالب رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' خالد مشعل القمة العربية بالوقوف مع القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة قوي الاحتلال مع الإقرار في حقه في المقاومة وتوفير غطاء سياسي ومادي لهذه المقاومة· وقال مشعل إن ''حماس'' لديها استعداد للتهدئة مع إسرائيل في حال كان هناك التزام اسرائيلي واضح بتهدئة شاملة متزامنة تشمل غزة والضفة الغربية مع وقف العدوان على غزة وإنهاء الحصار· ونفى مشعل في لقاء مع الوفد الإعلامي العربي المشارك في قمة دمشق وجود أية اتصالات بين ''حماس'' ومسؤولين في الإدارتين الأميركية والإسرائيلية ، غير أنه أشار الى أن هناك شخصيات أميركية غير رسمية تقوم بزيارة مسؤولي ''حماس''· وأكد مشعل أن ''حماس'' ليس لديها أي فيتو على عقد لقاءات على أي مستوى بينها وبين أية وفود أميركية ، ولكننا لا نتسول اللقاءات ، مشيرا الى أن الإسرائيليين حاولوا الاتصال بحماس عبر وسطاء ولكننا أغلقنا الباب في وجه هذا الأمر· وكشف مشعل عن طلب اسرائيل من مصر القيام بوساطة حيث نقل الأفكار الخاصة بالتهدئة المسؤول السياسي بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد للمسؤولين في القاهرة وقامت مصر بعرض الأفكار علينا وأبلغناهم بضرورة التهدئة الشاملة والمتبادلة إلا أن إسرائيل رفضت التهدئة على هذا الأساس وطلبت التهدئة فقط في غزة أولا ثم يترك لها الأمر في اتخاذ القرار· وقال مشعل إن ''حماس'' أبلغت مصر برفضها الشروط الإسرائيلية للتهدئة وعدم قبولها الدخول في مناقشة أية تفاصيل في هذا الشأن حتى يتم الاتفاق على التهدئة الشاملة وقد تم إبلاغنا بأنهم سيواصلون الاتصال مع تل أبيب لمتابعة الموقف· وفيما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط قال مشعل إن هناك دورا مصريا أساسيا بالإضافة الى دور أوروبي ظهر مؤخرا وتم قطع شوط في موضوع الصفقة ولكنه اصطدم بالموقف الإسرائيلي الرافض للإفراج عن قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين طلبت ''حماس'' الإفراج عنهم مقابل إنهاء الصفقة· وأكد مشعل رفض السلطة الفلسطينية تشكيل لجنة تقصي حقائق في غزة في ضوء مبادرة منظمة المؤتمر الإسلامي التي طرحت تشكيل لجنة من القضاة لتقصي الحقائق في القطاع· وقال مشعل إن اليمن استضافت وفدين من ''حماس'' و''فتح'' كل بمعزل عن الآخر للتشاور مع القيادة اليمنية وقد جرت حوارات مع الأخوة في اليمن وبعد توقيع الاتفاق فوجئنا بموقف مؤسف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذى حول إعلان صنعاء الى وثيقة للتنفيذ بدلا من إطار للحوار في محاولة للتنصل من الالتزام به''· وقد استنكرت حركة ''حماس'' أمس خطاب الرئيس الفلسطيني في القمة العربية التي عقدت في العاصمة السورية دمشق· وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة إن حماس ''تستنكر وتستهجن'' خطاب عباس والذي كرر فيه شروطه بشأن الحوار، معتبرا الخطاب تراجعا عن ''إعلان صنعاء''· وأضاف أن كلمة عباس أمام القمة ''لا تعبر عن مواقف الشعب الفلسطيني الرافض للاستمرار في مشاريع التسوية·· وتصريحاته حول إعلان صنعاء تمثل تنصلا رسميا من المبادرة اليمنية لأن موقفه يمثل عودة إلى لغة الشروط المسبقة وتجاهل استحقاقات هذه المبادرة التي تفرض عليه الجلوس إلى طاولة الحوار''· واعتبر أبو زهري أن ''هذا التنصل هو استجابة للإملاءات الخارجية وللتهديدات الإسرائيلية كما أن قوله إنه يوفر رواتب لموظفي القطاع هي مجرد ادعاءات باطلة، لأن هناك عشرات الآلاف من الموظفين في قطاع غزة قطعت رواتبهم· ودعا ابو زهري إلى إرسال لجنة عربية للتحقق من حجم مشاركة السلطة في الحصار المفروض على قطاع غزة سواء من خلال قطعه لرواتب الموظفين أو ممارسة الضغوط لمنع فتح المعابر المحيطة بغزة· وأكدت ''حماس'' على أهمية الدور السوري والقمة العربية والتضامن العربي في خدمة القضية الفلسطينية· وقال فوزي برهوم المتحدث باسم ''حماس'' إننا نتطلع إلى اتخاذ قرارات عملية وفاعلة وتطبيقية تتوازى مع الوضع الفلسطيني الصعب ومع معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم والذي يرزح تحت نيران وظلم وإجرام الاحتلال بما يضمن وضع حد نهائي لمعاناة هذا الشعب وبما يضمن فك الحصار الظالم عنه واستعادة لحمته وحقــــوقـه وثوابته·'' إلى ذلك تظاهر مئات الفلسطينيين في مدينة غزة أمس بدعوة من حركة ''الجهاد'' لتوجيه رسالة للقادة العرب · وتجمع قرابة الالفي فلسطيني بينهم مئات النساء وهم يحملون الاعلام السوداء ويرددون هتافات من بينها ''الموت الموت لاسرائيل''· كما دعا مئات الأطفال في مدينة غزة القمة العربية في دمشق إلى تدخل عربي فاعل لكسر الحصار على القطاع وإغاثة سكانه·