مصدر : مستقبل قطاع العقارات الخليجي رهن بخفض استهلاك الطاقة والمياه

أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، أن نجاح قطاع العقارات الخليجي في تنفيذ مشاريع التطوير العقاري المخططة في المنطقة خلال السنوات السبع المقبلة بقيمة إجمالية تزيد على 500 مليار دولار، سيرتبط إلى حد بعيد بقدرة القطاع على معالجة قضايا الاستدامة· جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نقاش بعنوان ''بقعة ضوء على الشرق الأوسط'' في اليوم الأول من معرض ''سيتي سكيب دبي''· وتوقع الجابر أن تعجز البنية التحتية في المنطقة عن مواكبة النمو المتوقع خلال الفترة القادمة ما لم يتخذ القطاع إجراءات عملية لخفض مستويات استهلاك الطاقة والمياه والحد من إنتاج النفايات وانبعاثات غاز الكربون· وقال ''ستحتاج المشاريع العقارية المخططة في منطقة الخليج إلى 2 مليون متر مكعب من المياه و75 مليون ميجاواط/ ساعة إضافية يومياً، في الوقت الذي ستضيف فيه سنوياً ما يصل إلى 3,5 مليون طن من النفايات الصلبة و300 مليون طن من الانبعاثات الكربونية· ومن الواضح، أنه لا يمكن مواكبة هذا المستوى العالي من النمو، إذ تمثل هذه الأرقام زيادة تصل تقريباً إلى 100% مقارنة بالمستويات الحالية''· وتابع قائلاً ''إذا لم نخفض المعدلات الحالية لاستهلاك الطاقة والمياه وإنتاج النفايات في المشاريع، فإن ذلك سيؤدي إلى اختناق البنية التحتية، وتجاوز القدرة الاستيعابية للمرافق العامة، وإلحاق ضرر جسيم بالبيئة''· وطرح الرئيس التنفيذي لـ ''مصدر'' استراتيجيات عامة لمساعدة الحكومات والمطورين على تعزيز استدامة مشاريعهم· وقال ''أولاً، نحتاج إلى خفض الطلب على الطاقة والمياه من خلال تعزيز كفاءة استخدام هذه الموارد الثمينة في المباني· ويشكل التوجه نحو المباني الخضراء في منطقة الخليج الأسلوب المناسب لحل هذه المشكلة، خاصة إذا ما علمنا أن المباني تستأثر بحوالي 30% من استهلاك الطاقة العالمي''· أما الخطوة التالية في هذا الاتجاه، فتتمثل في مكاملة البنية التحتية للمرافق العامة مع البنى التحتية للمشاريع، وتوظيف تقنيات الطاقة المتجددة المتاحة لكل مشروع في دعم الشبكة العامة· ودعا الدكتور الجابر المطورين والمخططين والحكومات إلى وضع تصاميم ومخططات متكاملة وإلى مراعاة حصص الكربون، بما يضمن توفير جزء من التمويل المطلوب لتطوير هذه التقنيات· وفي إطار مساعيها الرامية إلى نشر التنمية المستدامة في المنطقة، تعكف ''مصدر'' حالياً على تطوير أول ''مدينة خضراء'' في العالم، تخلو تماماً من غاز الكربون والنفايات وتستخدم الطاقة البديلة فقط· وسيقام المشروع في وسط مدينة أبوظبي بالقرب من مطار أبوظبي الدولي على مساحة 6 كيلومترات مربعة، ليرسي بذلك معياراً عالمياً لتطبيق التقنيات المستدامة المتكاملة· وستضم المدينة الخضراء، التي سبق عرض نموذج عنها في ''سيتي سكيب'' اليوم، ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا''؛ ومرافق أبحاث؛ ومختبرات عالمية؛ ومساحات تجارية للشركات العاملة في قطاع طاقة المستقبل؛ ومنشآت صناعية خفيفة؛ ومجموعة من المستأجرين العالميين الذين سيتم انتقاؤهم بعناية بالغة للاستثمار في تقنيات الطاقة المتقدمة وتطويرها وتسويقها·